بغداد - نجلاء الطائي
دعا المرصد العراقي لحقوق الإنسان (وهو منظمة غير حكومية)، السبت، الحكومة المحلية في محافظة كركوك الإسراع بإدخال النازحين الفارين من قضاء الحويجة إلى المحافظة بأسرع وقت وعدم إبقائهم بالقرب من مكتب خالد في الجانب الغربي منها.
وذكر المرصد في بيان ورد لـ"العرب اليوم" نسخة منه، أن النازحين الذي ما زالوا عالقين في مناطق خارج مدينة كركوك، لن يكونوا بعيدين عن خطر سلاح عناصر تنظيم "داعش" ما داموا هُناك، وأن إبقاءهم عالقين في مناطق غير مؤمنة وغير صالحة للعيش ولا تتوفر فيها الخدمات يُفاقم مأساتهم ويضعهم أمام خطر الموت.
ونقل المرصد عن مصادر محلية في كركوك قولها، إن "السلطات المحلية أوقفت عملية إدخال النازحين الهاربين من الحويجة باتجاه المدينة حيث معبر مكتب خالد الذي يُعتبر منطقة تماس بين قوات البيشمركة الكردية وتنظيم داعش".
وقال نازح من الحويجة ما زال يتواجد في قرية سلطان مرعي القريبة من مكتب خالد إن "امرأة تبلغ من العمر سبعين عاما توفيت يوم 14 نيسان/أبريل الحالي، بينما توفي 4 أطفال آخرين بسبب الجوع وعدم توفر الدواء".
النازح الذي تحدث عبر اتصال هاتفي مع المرصد، قال إن "العوائل النازحة تتواجد منذ عشرة أيام على حدود محافظة كركوك في قرية سلطان مرعي القريبة من مناطق اشتباك البيشمركة وداعش".
وقال مؤيد عزاوي وهو ناشط إغاثي "تم إبلاغنا من ضابط في البيشمركة بعدم استحصال موافقة مكتب محافظ كركوك حول إدخال العوائل العالقة في معبر مكتب خالد من دون ذكر الأسباب. شرحنا لهم الظروف المعيشية الصعبة التي تعاني منها العوائل العالقة لكننا لم نلق أي تجاوب وقالوا ننتظر تعليمات السلطات".
وقال رئيس لجنة المهجرين في مجلس النواب العراقي رعد الدهلكي "رغم المطالبات والمناشدات المستمرة من أجل السماح بدخول العوائل من منفذ خالد فإن القوات الأمنية أوعزت للنازحين والبالغ عددهم أكثر من 250 مواطنا بعدم السماح لهم بالدخول عبر هذا المعبر مما سيسبب بكارثة إنسانية يندى لها الجبين".
علاء محسن وهو طبيب مقيم من الحويجة قال خلال مقابلة مع المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن "مصير الأطفال بات مهددا. سمعنا عن حالة ولادة حدثت في المكان الذي يتواجدون به الآن قرب مكتب خالد".وقال عبدالله الجبوري وهو نشاط حقوقي "هناك استغلال سياسي لأزمة العوائل النازحة من الحويجة ولا توجد أي أسباب منطقية أخرى تُبقيهم في العراء".
وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، على الحكومة المحلية في محافظة كركوك الالتزام بالمادة 44 من الدستور العراقي التي تُتيح للعراقيين حرية التنقل والسفر داخل البلاد وخارجها، كما أن المبدأ الثالث من المبادئ التوجيهية للنزوح الداخلي تنص على حق طلب وتلقي الحماية والمساعدة الإنسانية من السلطات.
وطالب المرصد العراقي لحقوق الإنسان حكومة كركوك المحلية بالإسراع بتوفير الحماية اللازمة للنازحين من مناطق سيطرة تنظيم "داعش" وإيقاف العمل بالإجراءات التي تؤخر عملية دخولهم للمحافظة، لأنهم ما زالوا معرضين للخطر.
أرسل تعليقك