بغداد - نجلاء الطائي
شدَّد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، على وحدة العراق"، داعيا الى "بناء دولة القانون والدستور لا دولة طوائف وأحزاب". وقال الجبوري في كلمته خلال تجمع موسع لشيوخ ووجهاء العشائر في محافظة الديوانية ، ان "العراق مازال قويًا، بل انه اليوم الاقوى رغم تعب ومشقة المعركة التي خاضها ويخوضها ضد التطرف".
ولفت الجبوري الى "أننا اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من تاريخ العراق، مرحلةٌ تتطلب صبرًا جميلا وحلمًا، وحكمة وارادة قوية، وفهمًا حقيقيا لمجرى الأحداث في المنطقة والمشاريع التي تسعى لجرنا الى خنادقها ومشاكلها وتقاطعاتها". وتابع رئيس البرلمان "ليس لدينا عراق اخر لقد قررنا ان نغلق بابنا علينا ونسوي خلافاتنا بأنفسنا ونصبر على بَعضنا، ونتنازل لبعضنا، نعم نقولها وبصوت واضح لا تردد فيه لكل من يريد ان يمزقنا من الخارج او الداخل ولكل من يريد ان يمارس وصايته على العراق نقول له ليس لدينا وطن للبيع".
وبين ان "الحروب والصراعات مزقتنا لعقود من الزمن، وقد أن الأوان أن يقف نزيف الدم وأن يشرق على العراق فجر جديد ملؤه الأمل والتفاؤل، وان تنتهي دوامة الخلافات وان ننهض بالعراق كبلد قوي قائد يشبه تاريخه العتيد وأرضه التي يرقد فيها الأنبياء والأولياء والصالحون".
وأستطرد بقوله ان "اليوم فرصتنا في بناء العراق أكيدة بعد ان وحدتنا مواجهة الارهاب ، في الخنادق حين اختلطت دماء ابناءنا فيها ، فكيف لا نتوحد في الرأي والهدف ، وكيف لا نتوحد في رؤية وبناء المستقبل، فأجيالنا تنتظر منا هذا الموقف التاريخي وحياتهم مرهونة بقرارنا اليوم وقرارنا مرهون بالعمل الحقيقي وليس الخطابات والشعارات".
وأوضح ان "الاستحقاقات التي تنتظر مشروع المصالحة الوطنية باتت على الأبواب ولامناص من الإيفاء بها والاستعداد لتقبلها والتعامل فيها وفق نظرية لا غالب ولا مغلوب من ابناء الوطن، فالغالب هو العراق والمغلوب هو الارهاب ومشروع التقسيم والأجندات التي ترغب بالتلاعب بمستقبل بلدنا والنيل منه ومن سيادته وأمنه".
وأكد ان "الالتفات الى الوراء لعب قاس بالجرح ومدعاة لعودة نزيفه من جديد وهذا ما لا نتمناه وليس بصالحنا ولا بصالح مستقبل ابناءنا وأحفادنا، فمن يريد بناء الدولة عليه ان يتصرف بعقلية رجل الدولة، وهنا اقصد دولة المؤسسات والقانون والدستور ، لا دول الطوائف والمكونات والقوميات والأحزاب".
وأضاف "اننا انتصرنا ورفعنا فوق رؤوسنا علم العراق والشهداء الابطال من أبناء الجيش والشرطة والحشد الشعبي والعشائري وألبيشمركة، ولم يبق الا القليل وننتهي من هذا الكابوس". وبين ان "مرحلة ما بعد النصر تتطلب جهدا استثنائيا من التعبئة والتحشيد والعمل الحقيقي في مرحلة الاستقرار واعادة النازحين والإعمار الأولي الذي يؤهل المناطق المنكوبة لجعلها صالحة للعيش لسكانها الذين سيعودون إليها قريبا". وشدد رئيس البرلمان على "إنجاز مراحل ومستحقات التسوية التاريخية ومن قبلها إجراءات بناء الثقة".
أرسل تعليقك