الجزائر - ربيعة خريس
وقع الرئيس الجزائري, عبد العزيز بوتفليقة, مرسومين رئاسيين يقضيان بالعفو عن مساجين بمناسبة الذكرى الـ 55 لعيدي الاستقلال والشباب.
وحسب نص المرسوم الأول, فإن المستفيدين من هذا العفو يشمل كل المحكومين الذين أكملوا تكوينا مهنيا، أو تحصلوا على شهادة التعليم المتوسط، أو شهادة البكالوريا، أو أنهوا دراستهم الجامعية خلال الموسم الدراسي 2016/2017.
وتضم المؤسسات العقابية 11 الموزعة عبر كامل القطر الجزائري, 41410 مسجلين في شتى التخصصات، وأبرزها النجارة والصيانة، وغيرها من التخصصات التي تؤهل للعمل عقب انتهاء محكوميتهم, وما يزيد عن 6200 محبوس يتم تعليمهم تخصصات فلاحية، فضلاً عن تربية النحل. وبلغ عدد المساجين الجزائريين الذين اجتازوا شهادة البكالوريا التي تمثل بالنسبة لهم المتنفس الوحيد للتخلص من القضبان 3710 سجين, بينما خاض سبعة آلاف و680 مجسونا في 42 مؤسسة عقابية معتمدة من قبل وزارة التربية الوطنية الجزائرية كمراكز للامتحانات الرسمية.
ويشمل العفو الذي أصدره الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة المساجين المحكوم عليهم نائيا الذي أثبتوا حسن السيرة خلال فترة سجنهم، فيما استثى المساجين المحكوم عليهم في قضايا جرائم الإرهاب، التخريب، الخيانة، التجسس، تهريب المخدرات، الفساد، الاتجار في الأموال المزيفة والتهريب، فضلا عن أولئك الذين أدينوا بارتكاب جرائم أو الجرائم التي أسفرت عن مقتل أو إصابة مع حمل السلاح.
واستثنى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أيضا السجناء المدانين في قضايا اختطاف وقتل الأطفال، حيث عرفت الجزائر خلال الـ3 سنوات الأخيرة أحداثًا أليمة راح ضحيتها عدد من الأطفال الذين اختطفوا وقتلوا بطريقة بشعة.
ويبدو من فحوى البيان أن عبد العزيز بوتفليقة قد استثنى من قرار العفو أيضا المساجين السياسيين الذين تم اعتقالهم خلال الأزمة الأمنية التي شهدتها الجزائر خلال سنوات التسعينيات أو ما يطلق عليها بفترة " العشرية السوداء ", وحسب المعطيات الحالية لم يطلق سوى سراح اثنين منهم, وكان هذا بعد المشاورات التي قادها رئيس الديوان برئاسة الجمهورية أحمد أويحي حول " الدستور التوافقي " تدخل من قبل القيادي السابق في الحزب المحل، الهاشمي سحنوني ورئيس ما كان يعرف بـ"الجيش الإسلامي للإنقاذ"، مدني مزراڤ.
وطالبت شخصيات سياسية من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بإصدار مرسوم رئاسي بالعفو عن السجناء المدانين من طرف محاكم استثنائية خلال تسعينيات القرن الماضي وذلك بمناسبة الذكرى المقبلة لانـدلاع ثـورة الفاتـح من نوفمبر / تشرين الثاني 1954 المجيدة.
وقال النائب عن الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء حسن لعريبي, في رسالة سابقة وجهها للرئيس الجزائري إن " الشعب الجزائري يلتمس من شخصه الإنصات لداعي الرحمة والإنسانية ومن ثم اتخاذ قرار جريء بالعفو عن هؤلاء المساجين الذين تم إلقاء القبض عليهم خلال فترة العشرية السوداء التي شهدتها الجزائر في سنوات التسعينيات ".
أرسل تعليقك