تونس - حياة الغانمي
احتجزت النيابة العمومية في سيدي بوزيد، عمدة منطقة أولاد حفوز و3 أشخاص آخرين، في السجن المدني للمدينة بتهمة تزوير نسب طفلين من والدين متطرّفين مقيمين في ليبيا منذ 3 سنوات، حين زار عم المتطرّف نور الدين شوشان القيادي في تنظيم أنصار الشريعة ووالد اسماعيل الفارسي إبنيهما المقيمين بصبراطة الليبية للإطمئنان عليهما، حيث تسلّم والد المتطرّف الفارسي رضيعة في الفترة المذكورة وجلبها معه لتسجيلها بإسم رجل ديني قبل تبنيها وتربيتها، أما الطفل الثاني فقد وصل إلى تونس منذ 6 أشهر بالطريقة نفسها ليقوم أحد الموقوفين بطلب تدخل العمدة لتسجيل إسمه وتزوير نسبه للرجل نفسه الذي تكفل برعاية الطفلة الأولى منذ 3 سنوات مضت وذلك بمشاركة أحد موظّفي البلدية.
والتحق المتطرّف بتنظيم أنصار الشريعة في ليبيا في 2013 وقد تداولت بعض وسائل الاعلام خبر وفاة القيادي نور الدين شوشان في صبراطة ليتبين فيما بعد أنه مازال على قيد الحياة، وتجدر الاشارة إلى وجود 14 طفلاً تونسياً حالياً من أبناء المنتمين الى تنظيم داعش في ليبيا، وتتراوح أعمارهم ما بين 6 أشهر و7 أعوام، أغلبهم فقدوا ذويهم في القصف الذي طال صبراطة وخلال معارك أخرى في الأشهر الماضية.
وأفاد الناشط الحقوقي المختص في الشان الليبي، مصطفى عبد الكبير، أنّ بعض هؤلاء الأطفال يتواجدون في دور رعاية، أو داخل السجون، أو لدى عائلات ليبية، مذكراً بأنّهم تونسيون ومن واجب السلطات التونسية حمايتهم والعمل بجدية على استعادتهم، ومبيّنًا أنه "لا ذنب لهم في كل ما حصل"، وأنّ 23 تونسياً مفقودون على الأراضي الليبية، كاشفاً أنّ أكثر من 300 تونسياً في السجون الليبية محتجزون في قضايا مختلفة، من ضمنها قضايا لا تتعلق بالتطرّف، بل أغلبها حول خلافات مع مشغليهم أو مرتبطة بمخالفة شروط إقامتهم
وحذّر عبد الكبير، من سوء الوضع الأمني في ليبيا، مشدداً على ضرورة تحرّك وزارة الخارجية لحل ملف التونسيين في ليبيا بمن فيهم الأطفال، قبل أن يشهد مزيداً من التعقيدات ما يهدد مصيرهم.
أرسل تعليقك