أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الولايات المتحدة إذا أرادت أن تبدأ بداية صادقة في محاربة الإرهاب ينبغي أن يكون ذلك من خلال الحكومة السورية، لأنه لا يمكن إلحاق الهزيمة بالإرهاب في بلد دون التعاون مع شعبه وحكومته.وقال الأسد في مقابلة مع موقع "ياهو نيوز" الالكتروني إن المناطق الآمنة للسوريين يمكن أن تحدث فقط عندما يصبح هناك استقرارًا وأمنًا وعندما لا يكون هناك إرهابيون وتدفق ودعم لهم من قبل الدول المجاورة والدول الغربية، وعندها يمكن أن يكون هناك منطقة آمنة طبيعية وهي بلدنا، مضيفًا أن الأكثر قابلية للحياة والأكثر عملية والأقل كلفة هو أن يكون هناك استقرارًا وليس مناطق آمنة، مشيرًا إلى أنها ليست فكرة واقعية على الإطلاق.
واعتبر الأسد أن أي تعاون في أي صراع حول العالم يحتاج تقاربًا بين الروس والأميركيين وهذا جوهري جدا ليس فقط بالنسبة لسورية، لافتًا إلى أنه من المعيب أن تنشر منظمة العفو الدولية تقريرًا دون دليل على الإطلاق.
وفي بداية الحوار الذي يعتبر أول مقابلة للأسد مع الإعلام الأميركي منذ استلام الرئيس دونالد ترامب مهام منصبه، أكد الرئيس السوري أنه لم يتواصل مه الرئيس الأميركي الجديد بشكل مباشر أو غير مباشر، أو مع أي شخص في إدارته، حتى الآن، حيث أشار إلى أنه لن يبعث برسالة لترامب عبر وسائل الإعلام، وإنما قد يكون ذلك عبر قناة مختلفة، "قنوات دبلوماسية مثلًا، لكن أي رسالة بالنسبة لنا هي رسالتنا العلنية، إذ ليس لدينا نوعان من الرسائل، لدينا موقف واحد حيال ما يحدث في سورية، وهو يتمثل في محاربة الإرهاب"، بحسب قوله.
وتابع الأسد بقوله :" موقف الرئيس ترامب منذ بداية حملته الانتخابية لمنصب الرئاسة وحتى هذه اللحظة هو أن أولويته محاربة الإرهاب، ونحن نوافقه على هذه الأولوية، فهذا هو موقفنا في سورية، الأولوية هي محاربة الإرهاب، وهذا ما قصدته عندما قلت إنه واعد"، مشيرًا إلى أمكانية التعاون مع الإدارة الأميركية الجديدة فقال :" التعاون ضد الإرهابيين وضد الإرهاب، هذا بديهي بالنسبة لنا، هذا إضافة إلى التعاون بين أي دولتين، لكن في هذه الأثناء وفي هذه الظروف فإن الأولوية أن يكون هناك تعاون في محاربة الإرهاب بين مختلف الدول بما في ذلك روسيا وإيران وسورية بالطبع".
كما تحدث الرئيس السوري عن طلب الرئيس الأميركي بوضع خطط لإلحاق الهزيمة بـ “داعش”، ومنها استخدام المزيد من القوات الخاصة وحتى المعدات العسكرية مثل حوامات الأباتشي داخل سورية، وتسليح المقاتلين الأكراد الذين يحاربون “داعش” في الشمال، فقال:" هل تمكنت القوة الأميركية من إلحاق الهزيمة بالإرهابيين في أفغانستان أو في أمكنة أخرى ؟ لا، لا تستطيع ذلك، لا يكفي أن تستخدم حوامات الأباتشي أو مقاتلات (أف 16) أو (أف 35)، أو سمها ما شئت لإلحاق الهزيمة بالإرهابيين، إنها طريقة شمولية للتعامل مع مسألة بهذا التعقيد، وبالتالي إذا أرادت الولايات المتحدة أن تبدأ بداية صادقة في محاربة الإرهاب ينبغي أن يكون ذلك من خلال الحكومة السورية، نحن هنا، نحن السوريين، نحن نملك هذا البلد كسوريين وليس أي أحدًا آخرًا، لا يمكن لأحد أن يفهم بلدنا مثلنا، وبالتالي لا تستطيع إلحاق الهزيمة بالإرهاب في أي بلد دون التعاون مع شعبه وحكومته".
كما أضاف بقوله :" نحن دعونا الروس، وقد كانوا صادقين فيما يتعلق بهذه القضية، إذا كان الأميركيون صادقين فإننا نرحب بهم بالطبع كأي بلد اخر يريد محاربة الإرهابيين وهزيمتهم، بالطبع نستطيع أن نقول هذا دون تردد"، متابعًا :" القوات جزء من التعاون، مرة أخرى لنعد إلى الصورة الشاملة، لا تستطيع التحدث عن إرسال قوات إذا لم تكن صادقًا، إذا لم يكن لك موقف سياسي واضح ليس فقط حيال الإرهاب بل أيضا حيال سيادة سورية ووحدتها، كل هذه العوامل يمكن أن تؤدي إلى الثقة وعندها تستطيع إرسال قواتك، هذا ما حدث مع الروس، إنهم لم يرسلوا قواتهم وحسب، أولًا هناك موقف سياسي واضح فيما يتصل بتلك العوامل، وعندها بات بوسع الروس أن يأتوا وأن ينجحوا في محاربة الإرهاب".
وأشار الأسد إلى أهمية التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا لمهاجمة “داعش”في سورية، فقال :" هذا جوهري، إن أي تعاون في أي صراع حول العالم يحتاج تقاربًا بين الروس والأميركيين، هذا جوهري جدًا، ليس فقط بالنسبة لسورية"، مؤكدًا أنه يتواصل مع الإدارة الرئيسية بشكل مستمر، وأنه تحدث إلى الرئيس الرسي فلاديمير بوتين قبل بضع أسابيع، عن المشكلة في سورية، وعن التقدم الذي يحققه الجيش السوري في سورية.
وتابع أن هناك تواصلًا مباشًار بين الولايات المتحدة وروسيا في هذه المعركة، فأكد بقوله :" تحدث الرئيس بوتين هاتفيًا مع الرئيس ترامب قبل أسبوع أو نحو ذلك، وتحدثا عن قضايا مختلفة بما فيها سورية، وبالتالي، فإنهما ليسا بحاجة لدوري كوسيط، كما أنه ليس لدينا أي تواصل مع الأميركيين لمساعدة الروس على التواصل أو تحسين علاقاتهما، لسنا في ذلك الموقع".
وعلق الأسد على تصريحات ترامب بإقامة مناطق آمنة داخل سورية لحماية اللاجئين، فقال "في الواقع إنها لن تساعد، المناطق الآمنة للسوريين يمكن أن تحدث فقط عندما يصبح هناك استقرارًأ وأمنًا، وعندما لا يكون هناك إرهابيون، وعندما لا يكون هناك تدفق ودعم لأولئك الإرهابيين من قبل الدول المجاورة والدول الغربية عندها يمكن أن تكون هناك منطقة آمنة طبيعية وهي بلدنا، الناس ليسوا بحاجة لمناطق آمنة على الإطلاق، الأكثر قابلية للحياة والأكثر عملية والأقل كلفة هو أن يكون هناك استقرار وليس إقامة مناطق آمنة، إنها ليست فكرة واقعية على الإطلاق".
كما استطرد بالحديث عن نزوح أكثر من نصف سكان سورية:" أول شيء ينبغي أن تسأل عنه، لماذا نزحوا؟ إذا لم تجب عن هذا السؤال فلن تستطيع الإجابة عما تبقى، لقد نزحوا لسببين، أولًا، الأعمال الإرهابية المدعومة من الخارج، ثانيًا، الحصار المفروض على سورية، العديد من الناس لم يغادروا سورية فقط بسبب القضايا الأمنية، كما ترى فإن دمشق آمنة اليوم والحياة طبيعية تقريبًا ولو ليس بشكل كامل، لكنهم لا يجدون سبلًا للعيش في سورية، وبالتالي ينبغي عليهم السفر إلى الخارج ليكسبوا لقمة عيشهم فإذا تم رفع الحصار ووقف الدعم الذي يتلقاه الإرهابيون وأنا هنا لا أتحدث عن الولايات المتحدة فقط، بل عن كل من دعم الإرهابيين، بمن فيهم الولايات المتحدة خلال إدارة أوباما إذا توقفت كل هذه الأفعال، فإن معظم الناس سيعودون إلى بلدهم".
وأستنكر الأسد أن وجود نحو 8ر4 ملايين لاجئ منذ بداية الأزمة السورية، وهو الرقم الذي يزيد أكثر بأربع مرات من عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا نتيجة أحداث 1947 و1948، فقال :"إنها كارثة إنسانية تسبب بها الدعم الغربي لأولئك الإرهابيين بالطبع، والدعم الإقليمي الذي قدمته تركيا وقطر والسعودية، إن هذا لم يحدث بالمصادفة".
وحول تحمله المسؤولية عن هذه الكارثة كرئيس قال :" فيما يتعلق بالسياسات التي اتبعتها منذ بداية الأزمة، فإنها تمثلت في دعم الحوار بين السوريين، ومحاربة الإرهابيين، ودعم المصالحة وقد نجحت هذه السياسات، وبالتالي فيما يتعلق بهذه السياسات أعتقد أننا كنا مصيبين، ونحن مستمرون على هذه الدعائم فيما يتعلق بهذه الأزمة، من أجل مستقبل سورية".
كما تحدث الأسد عن قرار ترامب بحظر دخول اللاجئين والمهاجرين من بلدان ذات أغلبية مسلمة، وبخاصة السوريين فقال :" لهذا السؤال وجهان، الوجه الأول أمريكي، فهذه قضية أمريكية تتعلق بسيادة الأمة الأميركية، لكل دولة الحق بأن تضع أي أنظمة لدخولها، يمكن أن نختلف أو نتفق حول هذا، لكن إذا سألتني كرئيس، كمسؤول في الدولة السورية، فإن مسؤوليتي ليست في أن أطلب من أي رئيس أن يسمح للسوريين بأن يدخلوا بلده ويصبحوا لاجئين فيه، مسؤوليتي هي استعادة الاستقرار كي أعيدهم إلى سورية ليجدوا ملاذا في بلدهم، وبالتالي، لن أناقش ما إذا كان هذا صحيحا أو خاطئا، فهذه قضية أمريكية"، مشيرًا إلى أن بعض هؤلاء اللاجئين على صلة بإرهابيين، حيث أضاف :" بالتأكيد، يمكنك أن تجد ذلك على الانترنت، يمكنك أن ترى صور الأشخاص أنفسهم في بعض الحالات بالطبع، صورًا لأولئك الإرهابيين في سورية يحملون بنادق رشاشة أو يقتلون الناس، ومن ثم ترى صورهم كلاجئين مسالمين في أوروبا أو في الغرب عموما، نعم، هذا صحيح".
كما تابع :" أحد لديه أي رقم عن الإرهابيين الموجودين بين 8ر4 ملايين لاجئء سوري، لا أحد يعلم، لأن لا أحد يعرف جميع الإرهابيين كي يستنتج نسبتهم، لا أحد على الإطلاق"، مشيرًا بقوله :" الأمر لا يتعلق بكبر العدد، لأنك لا تحتاج عددًا كبيرًا لارتكاب الفظاعات، هجوم الحادي عشر من سبتمبر/أيلول ارتكبه 15 إرهابيًا فقط من بين ملايين المهاجرين ربما في الولايات المتحدة، وبالتالي فإن الأمر لا يتعلق بالعدد، بل بالنوعية وبالنوايا".
وأكد الرئيس السوري ترحيبه بعودة جميع اللاجئين السوريين، أما الإرهابين فقال عنهم :" ليس علي أن أرحب بهم كرئيس، فأنا لا أملك البلد، وهذا ليس بيتي أو شركتي أو مزرعتي، هذا البلد لكل سوري، لا يهم ما أعتقد، المهم هو ما سيقوله القانون في قضية كل شخص ارتكب أي فعل ضد بلاده، مع الأخذ بعين الاعتبار أنا منحنا العفو في سورية لآلاف الأشخاص الذين ارتكبوا أفعالا ضد بلدهم كجزء من المصالحة"، مضيفًا :" لقد عاد العديد منهم، ليس عددًا كبيرًا، لكن العديد منهم عادوا إلى سورية رغم الحصار والوضع الأمني، أغلبية السوريين يرغبون بالعودة إلى بلدهم، هذا طبيعي لكل مواطن، سيعودون عندما يعود الأمن ويرفع الحصار".
وعن إخراج القوات الحكومية مسلحي “المعارضة” من شرق حلب باعتبارها نقطة تحول في الحرب الأهلية في سورية، قال الأسد :" لا، ليست نقطة تحول، نقطة التحول كانت عندما اتخذنا القرار بمحاربة الإرهاب رغم كل الحملة الدعائية التي شنت ضدنا في الخارج، وخصوصا في الغرب، ورغم كل الضغوط، تلك كانت نقطة التحول حلب، كانت خطوة مهمة ضد الإرهابيين في الحرب ضد الإرهاب، لكن لا أستطيع القول إنها كانت نقطة تحول لأننا ما زلنا ماضين على نفس الطريق، في نفس الاتجاه، ولم نغير وجهتنا، ربما تكون نقطة تحول بالنسبة للإرهابيين، فهم الأولى بالإجابة، نقطة تحول بالنسبة لأسيادهم في الغرب وفي المنطقة، ربما قد تكون كذلك، لكن عليهم هم أن يجيبوا عن هذا السؤال، فلا أستطيع الإجابة نيابة عنهم.
وفي تعلقيه على تقرير من منظمة العفو الدولية عن سجن صيدنايا، أو ما يسمونه “المسلخ البشري”، حيث تم شنق ما بين 5000 و13000 في عمليات شنق جماعية، ويتحدث التقرير عن ظروف مرعبة، ومحاكمة سجناء معصوبي الأعين، مع استمرار كل محاكمة بين دقيقة وثلاث دقائق ودون وجود محامين، محاكمات سرية بالمجمل، قال الأسد :" دعنا أولا نتحدث عن كيفية إقامة الولايات المتحدة لعلاقات مع سورية بوجود المزاعم المتعلقة بحقوق الإنسان، سأسألك، كيف يمكن أن ترتبطوا بهذه العلاقة الوثيقة والحميمة جدًا مع السعودية؟ هل تعتبرون قطع الرؤوس معيارًا لحقوق الإنسان؟، عندما تجيب عن السؤال المتصل بعلاقتكم بالسعودية، عندها يمكنك السؤءال حول هذا الموضوع".
وتابع :" الولايات المتحدة ليست في موقع يمكنها من الحديث عن حقوق الإنسان، فمنذ حرب فيتنام وحتى هذه اللحظة، قتلوا ملايين المدنيين، هذا إذا ما لم نتحدث أيضا عن قتل نحو 5ر1 مليون عراقي ودون أي تفويض من مجلس الأمن، وبالتالي فإن الولايات المتحدة ليست في موقع يمكنها من القول، “لا أقيم علاقات بسبب حقوق الإنسان”، كما ينبغي أن تستخدم معيارًا واحدًا، هذا أولا فيما يتعلق بالجزء الثاني الخاص بالتقرير، فهو مثل العديد من التقارير الأخرى التي تنشرها منظمة العفو الدولية يضع مصداقية هذه المنظمة موضع الشك، ونحن لا ننظر إليها أبدا على أنها حيادية، إنها دائما منحازة ومسيسة، ومن المعيب أن تنشر مثل تلك المنظمة تقريراً دون دليل على الإطلاق، هم قالوا إنه يستند إلى مقابلات، والمقابلات مع أربعة حراس ومسؤولين في السجن ومع ثلاثة قضاة سابقين سوريين لا يعني شيئا، إنها مقابلات، عندما تضع تقريرا، ينبغي أن تقدم أدلة ملموسة، يمكنك أن تضع أي تقرير، يمكنك أن تدفع المال لأي أحد كما فعلت قطر في العام الماضي، فقد دفعوا أموالا لإعداد مثل هذا التقرير، استحضروا شهودهم وأعدوا التقرير".
وفي مناقشة حول ما أورده التقرير عن عملية الشنق أمر بها مسؤولون على أعلى مستويات الحكومة، قال الأسد :"إذا منظمة العفو الدولية تعرف عن سورية أكثر مما أعرف أنا، طبقا لما تقوله، لا، هذا غير صحيح، لا، فهم لم يأتوا إلى سورية، ويضعون تقاريرهم استنادًا إلى مزاعم، يمكنهم إحضار أي شخص، بصرف النظر عمن يكون، تستطيع أن تزور أي شيء هذه الأيام ونحن نعيش في حقبة الأخبار المزيفة، كما تعرف، والجميع يعرف هذا، ولذلك، لا ينبغي أن نعتمد على هذا، ثانيا، ينبغي أن تتحدث عن الواقع، قالوا في تقريرهم إننا قمنا بسلسلة من عمليات الإعدام، أولا، الإعدام جزء من القانون السوري، فإذا أرادت الحكومة السورية أو مؤءسسة سورية أن تفعل ذلك، يمكنها أن تفعله قانونيًا لأنه موجود في القانون منذ عقود، ما حاجتهم إلى السرية، إذا كانوا يستطيعون فعل ذلك قانونيا، ليسوا بحاجة لفعل ذلك سرا".
وعن السماح لمراقبين دوليين بزيارة السجن والتفتيش وتقصي هذه التقارير قال الأسد :" هذا يعتمد على مصداقية المنظمة المعنية، وليس أي منظمة، لأنهم يستطيعون استخدام هذه الزيارة لشيطنة الحكومة السورية أكثر فأكثر، كما يحدث الآن.
كما تحدث عن واقعة السورية اليت رفعت في إسبانيا دعوى قضائية تتهم فيها تسعة مسؤولين حكوميين في الأمن والمخابرات بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، شقيقها اختفى في أحد السجن، والمحامون الذين رفعوا الدعوى متهمين حكومتكم بانتهاكات لحقوق الإنسان، جمعوا 3000 صفحة من الأدلة وأكثر من 50 ألف صورة التقطها أحد المصورين الحكوميين السابقين تظهر أجسادًا هزيلة ومعذبة في السجون، فقال الرئيس السوري :" من تحقق من تلك الصور؟ من تحقق من أنه لم يتم التلاعب بها بوساطة فوتوشوب وما إلى ذلك؟، رأيت صورا في تقارير سابقة، لكن الأمر لا يتعلق بالصورة نفسها بل كيف يمكنك التحقق من الصورة؟، لا تستطيع أن تذكر مثل تلك الصورة دون التحقق من هوية أولئك الأشخاص وأين التقطت الصورة، وكل شيء عنها، وتكتفي بوضعها أمام جمهورك وتخبرهم بأن هؤءلاء الأشخاص قتلوا على أيدي الجنود السوريين،في المحصلة، هذه مجرد مزاعم، علينا أن نتحدث عن الأدلة الملموسة في النهاية، هكذا تستطيع أن تبني حكمك، أي شخص يمكن أن يقول ما يريده.
كما أشار بشأن تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي أكد أن جميع هذه الصور ال242 يبدو أنها تصور أشخاصا حقيقيين وأحداثا حقيقية، فقال :" السؤال هو، متى كانت مؤسساتكم نزيهة فيما يتعلق بما يحدث في سورية، ذلك هو السؤءال، لم تكن كذلك يوما، بالنسبة لنا، لم تكن كذلك يوما، وبالتالي فإننا لا ينبغي أن نعتمد على ما تقوله، أو ما إذا قال مكتب التحقيقات الفيدرالي شيئا ما، هذا ليس مهما وليس دليلا لأي كان، وخصوصا بالنسبة لنا، الأمر الأكثر أهمية هو أنك إذا أخذت هذه الصور إلى أي محكمة في بلدك، هل يمكن أن تدين أي مجرم في هذا الصدد، هل يمكن بهذه الصور أن توضح ماهية الجريمة ومن ارتكبها، إذا لم يكن لديك هذه الصورة الكاملة، لا تستطيع أن تصدر حكما، إنها مجرد بروباغاندا، إنها أخبار زائفة، يريدون أن يشيطنوا الحكومة السورية، في كل حرب يمكن أن تحدث أي جريمة فردية، حدث هذا هنا ويحدث في سائر أنحاء العالم، في أي مكان، لكن هذا ليس سياسة معتمدة.
وتابع :" هم الذين دعموا الإرهابيين، ويمكنك العودة إلى ما قالوه، جون كيري قال قبل بضعة أشهر وبصوته، “كنا نراقب داعش وهو يتقدم، وتوقعنا من خلال ذلك أن يقدم الرئيس السوري تنازلات”، ما الذي يعنيه هذا، أوباما قال في أحد خطاباته إن الحرب على العراق هي التي أوجدت “داعش”، إذا، من الذي دعم “داعش”، لسنا نحن من أوجده، بل أنتم، الولايات المتحدة هي التي خلقت كل هذه الفوضى، من الذي دعم /المعارضة المسلحة/ وسماها “معارضة مسلحة معتدلة”، بينما هم في الحقيقة “داعش” و”النصرة” في سورية، لسنا نحن من فعل ذلك، وبالتالي، فإنها ليست مؤامرة، بل هي حقائق، هذا هو الواقع، نحن لم نعط الأموال، ولم ندعم هؤءلاء الإرهابيين، دولتكم هي التي دعمتهم علنا، كما فعلت بريطانيا وفرنسا، وقد صرحوا بأنهم أرسلوا لهم الأسلحة، لسنا نحن من فعل هذا، إنها ليست مزاعمي، بل هي مزاعم مسؤوليكم، بما في ذلك جو بايدن نائب الرئيس أوباما، هو تحدث عن السعودية ودول أخرى بأنها تدعم المتطرفين".
وعن دعم الولايات المتحدة لداعش، قال :" هل تستطيع أن تشرح لي كيف استطاعوا إلحاق الهزيمة ب”داعش” في العراق، في الوقت الذي كان فيه “داعش” يتمدد في سورية منذ أن بدأ “التحالف الأميركي” بشن هجماته، والتنظيم بدأ ينحسر بعد التدخل الروسي، وليس بسبب التدخل الأميركي، كيف تمكنوا من استخدام حقول نفطنا وتصدير النفط عبر الاف الصهاريج إلى تركيا دون أن تراهم طائراتكم من دون طيار ولا أقماركم الصناعية، بينما تمكن الروس من ذلك وهاجموهم ودمروهم، دمروا جميع منشاتهم، كيف، هذه حملة تجميلية ضد “داعش”.
وأشار بقوله :" بالنسبة لنا، فإن كل مؤسسة أمريكية كانت خلال الأزمة السورية ضد الواقع، كانت عكس الحقيقة، إنها ليست مؤسسة سورية، ونحن لا نكترث لما يقولونه، بالنسبة لي ما أكترث له هو التقارير التي تصلني من السوريين، وقد أجرينا تحقيقاتنا، لأن هناك العديد من الادعاءات المتعلقة ليس بجرائم جماعية، بل بأفعال فردية، ونحن نحقق بالعديد منها، وقد تمت معاقبة العديد من الأشخاص، لكن هذا يحدث في كل حرب، أعتقد أن عليك أن تري هذا للمسؤولين الغربيين وأن تطرح عليهم هذا السؤءال، هل يزعجهم أن يروا ما يحدث منذ بدوءوا بدعم الإرهابيين في سورية، هذا القتل وهذا الدمار، هذا هو السؤءال، بالطبع أنا منزعج، فأنا سوري".
وفي سؤال حول عدد الأخطاء التي ارتكبها الجنود السوريون في عملياتهم ضد “المعارضة المسلحة”، قال الأسد :" قلت إن هناك أخطاء أثناء أداء أي عمل، هذه خاصية إنسانية،لا أحد يعرف، لأن هناك الالاف ممن تتحدث عنهم مفقودون ولا أحد يعرف شيئا عن مصيرهم، ولذلك، لا تستطيع أن تعرف بدقة إلى أن تنتهي هذه الحرب، وتابع :" لم نقصف مستشفيات أبدا في حلب، لماذا نقصف مستشفى، هل تستطيع أن تقنع جمهورك بأن لنا مصلحة في قصف المستشفيات، هذا في الواقع يتعارض مع مصلحتنا، من المناقض لمصلحتنا أن نقصف مستشفى إذا كان يستعمل كمستشفى والدليل أن هذا كذب أنه في كل مرة يتحدثون عن قصف المستشفيات يقولون إنه اخر مستشفى في الجزء الشرقي من حلب، وفي المرة التالية يتحدثون عن مستشفى اخر ويقولون الشيء نفسه، لقد قصفوا المستشفى الأخير، إنها أكاذيب وأكاذيب وأكاذيب، يمكن أن نقضي كل المقابلة بالحديث عن الأكاذيب، ويمكننا التحدث عن الحقيقة والواقع، علي أن أتحدث عن الواقع.
كما تحدث استعمال البراميل المتفجرة وغاز الكلور، قال :" مرة قالوا إننا نستعمل أسلحة عشوائية وسموها براميل متفجرة، في اليوم التالي قالوا إننا استهدفنا مستشفيات ومدارس وقوافل، فإما أننا نستخدم أسلحة دقيقة أو أننا نستخدم أسلحة عشوائية، أي الروايتين تختار، بالطبع، كل حرب هي حرب سيئة، لا تستطيع التحدث عن حرب جيدة، دعنا نتفق على هذا، في كل حرب يسقط ضحايا، وفي كل حرب يدفع الناس الأبرياء الثمن. هذا هو الأمر السيئء في الحرب، ولهذا نريد أن ننهي هذه الحرب، لكن سقوط الضحايا لا يعني ألا ندافع عن بلدنا ضد الإرهابيين وضد الغزو الخارجي من خلال أولئك الذين يعملون وكلاء لدول أجنبية، مثل الدول الغربية والإقليمية، هذا بديهي".
وأضاف بقوله :" لا يتعلق الأمر بنوع القنبلة التي تستخدمها، سواء سميتها برميلا متفجرا أو أي اسم اخر، الأمر لا يتعلق بذلك، بل بالطريقة التي تستخدمها وبنواياك، ولذلك فإن الطائرات دون طيار التي تستخدم التكنولوجيا الحديثة وصواريخها، الصواريخ الأميركية، قتلت من المدنيين أكثر بكثير مما قتلت من الإرهابيين، وبالتالي، فإن الأمر لا يتعلق بالطائرة دون طيار، ولا بالأسلحة، بل بنواياك، في حالتنا في سورية علينا بالطبع أن نتجنب المدنيين، ليس فقط لأنهم شعبنا وهذه قضية أخلاقية بل في الواقع لأن ذلك سيصب في مصلحة الإرهابيين، إذا قتلنا المدنيين عمدا، فهذا يعني أننا نساعد الإرهابيين، وبالتالي، لماذا نفعل ذلك، لماذا ندافع عن المدنيين ونقتل المدنيين، هذا غير منطقي، هذا تناقض، إذا كنا نقتل المدنيين، فعمن ندافع في سورية، ضد من ومن أجل من".
وعن استعمال التعذيب في حماية السوريين قال الأسد :" التعذيب ليس دفاعا، لماذا نستعمل التعذيب، ما العلاقة بين التعذيب والدفاع عن بلدك؟ هناك قواعد، هناك قواعد واضحة جدا كما في أي جيش، عندما تريد أن تدافع عن بلدك، فإنك تستخدم الأسلحة ضد الإرهابيين، هذه هي القاعدة الوحيدة التي أتحدث عنها، وهذه كل الوسائل التي يمكن أن تستخدمها من أجل الدفاع عن بلدك عسكريا، إذا كنت أتحدث عن الجيش، فعلينا بالطبع أن ندافع عنه سياسيا، واقتصاديا، وبكل معنى الكلمة، لكن إذا كنت تتحدث من الناحية العسكرية، فإن التعذيب ليس جزءا من الدفاع عن بلدك".
وفي ختام الحوار تحدث الرئيس السوري عن رؤيته فيما يخص تسوية الصراع، وإمكانية أن يتنحى إذا كان من شأن ذلك أن ينهي هذه الحرب الكارثية بالنسبة للشعب السوري، فقال :" بالتأكيد، بالنسبة لي، في أي وقت لا يريدني الشعب السوري أن أكون في ذلك المنصب، سأغادر فورا، هذا جواب بسيط جدا بالنسبة لي وليس علي أن أفكر فيه، ولست قلقا بشأنه، ما يمكن أن يقلقني هو إذا كنت في ذلك المنصب دون أن أحظى بالدعم الشعبي، هذا سيشكل مشكلة كبيرة بالنسبة لي، ولا أستطيع تحملها، ولا أستطيع أن أنتج بأي حال، فيما يتعلق بالجزء الأول حول رؤءيتي للحل، هناك دعامتان لذلك، تتمثل الأولى بمحاربة الإرهاب، فدون محاربة الإرهاب وإلحاق الهزيمة بالإرهابيين، لن يكون أي حل اخر مثمرا على الإطلاق، على الإطلاق، أي نوع اخر من الحلول، بموازاة ذلك، إجراء الحوار بين السوريين حول مستقبل سورية، وهذا سيشمل أي شيء وكل شيء، فيما يتعلق بالنظام السياسي بمجمله، سورية كلها بكل معنى الكلمة، ثم متى يمكن أن نجري الانتخابات، ويمكن أن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية، ثم تجرى انتخابات برلمانية، ومن ثم إذا فكر السوريون بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، أو أي نوع من الانتخابات الرئاسية، سيكون ذلك ممكنا، إذا كان هناك إجماع شعبي حول هذا".
وعن معرفة مدى الإجماع الشعبي قال :" يمكننا أن نناقش ذلك حينذاك، لايزال من المبكر الحديث عنه،لم ننه أيا من المراحل التي تتحدث عنها. وبالتالي، لم نفكر بالكيفية لأننا لا نعرف ما هي الظروف التي سنواجهها حينذاك، لكن في المحصلة، عندما تعيش في بلد، يمكنك أن تشعر بذلك، سورية ليست قارة، إنها بلد صغير،ونستطيع أن نتعامل مع بعضنا بعضا وأن نعرف بعضنا بعضا كمجتمع، تستطيع أن تشعر إذا كان هناك إجماع شعبي، وإذا أردت أن يكون هناك شيء موثق، يمكن إجراء استفتاء، هذا واضحًا جدًا".
وتابع الرئيس السوري :" لولا التفاؤل لما تمكنا من القتال لست سنوات، المصدر الرئيسي للتفاؤل الذي كنا نشعر به هو أننا سنلحق الهزيمة بأولئك الإرهابيين وبأسيادهم، وبأننا سنستعيد الاستقرار في سورية، والأكثر أهمية من تفاؤلي هو تصميم الشعب السوري، فهذا مصدر مهم جداً للتفاؤل، دون ذلك التصميم، ما كنت لترى سورية في هذه الظروف الاستثنائية والصعبة جدا وهي لا تزال تتمتع بالحد الأدنى من الحياة، إن لم نقل بحياة طبيعية، فعلى الأقل بالحد الأدنى للبقاء، وأن تتمكن الحكومة من تقديم مختلف الخدمات والدعم، وما إلى ذلك".
الرئيس بشار الأسد: إذا أرادت الولايات المتحدة أن تبدأ بداية صادقة في محاربة الإرهاب ينبغي أن يكون ذلك من خلال الحكومة السورية....و التقارير التي تنشرها المنظمة تضع مصداقيتها موضع الشك وهي دائما منحازة ومسيسة.
أرسل تعليقك