طرابلس - العرب اليوم
أمضى العمال في مدينة ترهونة الليبية أكثر من عام في استخراج الجثث من المقابر الجماعية التي تظهر تكلفة عقد من الصراع والمخاطر الكبيرة لخطة السلام الهشة التي تركت ضحايا على الهامش. وسيطرت ميليشيا الـ"كانيات" المحلية على ترهونة منذ عام 2012 حتى دحرها العام الماضي من قبل القوات الحكومية الموالية لطرابلس، تاركة إرثاً مروعًا يرمز إلى العقد المنصرم في ليبيا الذي يتصف بالفوضى والعنف. ويدرك سكان ترهونة أنهم لا يملكون سوى فرصة ضئيلة لتحقيق العدالة إذا ما ظلت ليبيا مقسمة بين الفصائل المتحاربة، وخصوصا مع انطلاق عملية السلام هذا العام بهدف إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، حسبما ذكرت وكالة رويترز اليوم الأربعاء. وقالت مبروكة صالح أبو كليش، 76 عاما، واصفة استبداد مجموعة تسمى على اسم عائلة "كاني" المحلية، التي قتلت ابنيها وشقيقها: "قتلوا كل من رفض التعاون معهم". وتتجمع عائلات الضحايا كل يوم سبت عند الدوار الرئيسي بالمدينة، للمطالبة بتحقيق أشمل وجهود أكثر جرأة لتقديم القتلة إلى العدالة. وقال أسامة الصويح، وهو واحد من المحتجين، إن الكانيات خطفت شقيقه من سجن في طرابلس في 2013، وأعادته إلى ترهونة وأعدموه بإجراءات سريعة بملابس السجن، مشيرا إلى أنه بعد عامين أطلقت الميليشيا النار على منزل عائلته من دبابة فقتلت والده، وفر جزء من عائلته. وعلى الرغم من مقتل زعيم كانيات محمد الكاني في يوليو/ تموز في بنغازي على يد وحدة من الجيش الوطني الليبي، قال محققون من الأمم المتحدة إن معظم رفاقه لا يزالون طلقاء. وخضعت معظم ليبيا لسيطرة جماعات مسلحة تسيطر على الأراضي والمؤسسات الاقتصادية، منذ الانتفاضة التي دعمها الناتو عام 2011 والتي أطاحت بالرئيس الراحل معمر القذافي.
قد يهمك ايضا
ليبيا تطالب بتجريم دفن النفايات النووية في بلدان الصراعات المسلحة
عقيلة صالح يزور الجزائر ويعول عليها للخروج من الأزمة التي تعيشها ليبيا
أرسل تعليقك