شبان من مدينة حلب يمارسون رياضة القفز على أنقاض مدينتهم المدمرة
آخر تحديث GMT12:21:45
 العرب اليوم -

شبان من مدينة حلب يمارسون رياضة القفز على أنقاض مدينتهم المدمرة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - شبان من مدينة حلب يمارسون رياضة القفز على أنقاض مدينتهم المدمرة

شبان من مدينة حلب
دمشق- العرب اليوم

بين حارات مدينة حلب القديمة المدمرة، وخاناتها المهجورة التي يخيم عليها الصمت المطبق، اختار مجموعة من الشبان الحلبيين تلك الأماكن ليمارسوا رياضة القفز "الباركور" على انقاض مدينتهم المدمرة، بهدف تفريغ الشحنات السلبية الموجودة بداخل كل شخص منهم وتحويلها إلى طاقة إيجابية.

هؤلاء الشبان الذين جمعهم حب رياضة القفز أرادوا إيصال رسالة للعالم بأن مدينة حلب المدمرة، ستخرج من تحت هذا الركام والاحجار المدمرة، وسيعود لهذه المدينة بريقها رغم وضعها الحالي.

ففي طريق يغطيه التراب وتتكدس على جانبيه الحجارة، يجري مجموعة من فريق باركور حلب، بخفة وهم ينادون بعضهم البعض بالقاب معينة، قبل أن البدء بالقفز والدوران في الهواء بحركات بهلوانية جميلة تمزق صمت المكان وتعطيه شيئا من الحيوية والضجيج.

وبعد تدريبات بسيطة وقفزات تجريبية على إحدى الأبنية المدمرة في حلب القديمة، وجدال بين اللاعبين، يقف اثنان من هؤلاء الشبان ليقفز كلا منهما بعكس الآخر دون ان يصدما بعضهما بين تلك الكتل الكبيرة من الأنقاض التي خلفتها الحرب، ليعلو بعدها التصفيق "لقد نجحنا".

ثم يتابع هؤلاء الشبان مسيرهم إلى مكان آخر يبدو خطيرا، ليقفوا على سوار احد الجدران القديمة الذي يطل على باب انطاكية بحلب القديمة، وهنا يبدو المشهد مرعبا منذ بدايته، إذ سيقوم هؤلاء الشبان بالقفز والدوران بالهواء والوقوف على حافة السور الذي لا يتجاوز عرضه الـ 50 سم ، ثم يتابعون الركض باتجاه حارة ضيقة وهم يقومون بحركات التشقلب في الهواء أثناء الركض.

وقال عمر كوشه البالغ من العمر 30 عاما، لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق اليوم (السبت) إن الفريق تأسس منذ 4 سنوات في ظل ظروف الحرب الوحشية التي كانت تخوضها مدينة حلب" ، مبينا أن الفريق مؤلف من 7 إلى 10 لاعبين اغلبهم طلاب في الثانوية وطلبة الجامعة.

وأضاف كوشه يقول والذي وقف بين اطلال حارته التي عاش فيها فترة من الزمن، إن "رياضة الباركور مصنفة من الرياضات الخمس الأخطر في العالم"، مؤكدا " نحن كشبان نتعرض لضغوطات كبيرة خلال الحرب التي عصفت بمدينة حلب فشكلت بداخلنا طاقة سلبية فأردنا تفريغها وتحويلها إلى طاقة إيجابية عبر ممارسة رياضة القفز (الباركور)".

ولفت كوشه إلى أن هناك اقبالا من قبل أهالي حلب لمشاهدة هذه الرياضة الخطيرة.

ورياضة "الباركور" هي الانتقال من نقطة معينة إلى أخرى باستخدام القوة البدنية والقدرة على تطويع العقبات، كالحيطان والسلالم والأعمدة، لتصبح داعمة للحركة لا عائق لها.

وتعود جذور هذه الرياضة إلى فرنسا، حيث كانت في البداية أحد الفنون القتالية التي يتدرب عليها الجنود في الجيش، لكن ديفيد بيل، الأب الروحي لهذه اللعبة، طورها وانتقل بها إلى مستوى آخر أكثر شعبية.

أما "الركض الحر" فهو نوع أخر من الحركة قائم على التشقلب والدوران في الهواء والركض ولا يتضمن شرط الوصول من نقطة إلى أخرى كالباركور.

وتعني كلمة "باركور" بالفرنسية "الطريق أو الممر"، وهي بالنسبة لممارسيها تتجاوز كونها رياضة لترقى إلى مرتبة الفلسفة.

وتابع عمر يقول " نحن اردنا إيصال رسالة مفادها ان مدينة حلب التي دمرت كان لنا فيها ذكريات مختلفة ، ونحن عشنا وتربينا في هذه الحارات والازقة الضيقة .. وآن الآوان لهذه المدينة ان تنفض عنها غبار الحرب ويعود لها بريقها.

وأشار إلى أنه تم الاتفاق على اطلاق فيديو يحمل اسم "شباب من تحت الرماد"، مؤكدا أن هذا الفيديو لم ير النور ونتمنى ان نجد جهة ما تتبنى هذا العمل.

وأوضح كوشه أن هذه الرياضة خطيرة جدا وتتطلب لياقة عالية وتدريب مستمر، لافتا إلى أن الفريق يتدرب في الحدائق العامة وعلى الأنقاض في مدينة حلب المدمرة.

وعلى المستوى المحلي، أصبح هؤلاء الشبان مشهورين في حلب وفي مدن سورية أخرى حيث يمكن اعتبارهم الرواد في أداء الباركور، وهو أمر غير شائع على نطاق واسع في سوريا.

ويقولون إنهم يستطيعون التدرب على الباركور واللعب في كل مكان، لكنهم يحبون الأداء في حلب القديمة لإيصال رسالة.

وقال ياسر مارديني، وهو لاعب من الفريق، ل(شينخوا) بدمشق، "يمكننا أن نعمل بها وممارستها في كل مكان، ولكن في الغالب نمارس تلك الرياضة في حلب القديمة، من خلال القفزات والتنقل في الأماكن التي دمرت، لكي نرسل رسالة مفادها أن الحياة بدأت تعود إلى هذه المناطق".

وتجمع العشرات من أهالي مدينة حلب القديمة الذين عادوا للسكن في بيوتهم لرؤية ما سيقدمه هؤلاء الشبان الذي وصف أحدهم الفريق بأنهم "متهورين" لشدة الخطورة التي ترافق تلك الرياضة .

وعبر شادي (33 عاما ) عن دهشته لما شاهده من قفزات لهؤلاء الشبان وخاصة على سور باب انطاكية، وقال " لقد مسكت قلبي بيدي، وحبست انفاسي خشية أن يسقط احدهم بخطأ ما ويفارق الحياة"، لكنه لم يخف اعجابه بما قدمه هؤلاء الشبان.

وقال معتز وهو صاحب متجر في احد احياء حلب القديمة، واثناء مشاهدته لاحد اللاعبين وهو يقفز من أعلى قنطرة في سوق طويل ويتقلب بالهواء عدة مرات ثم يقف على قدميه، "احسنتم .. انتم شباب شجعان" في حركة منه لتشجيع الفريق على المضي قدما في تقديم الأفضل.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شبان من مدينة حلب يمارسون رياضة القفز على أنقاض مدينتهم المدمرة شبان من مدينة حلب يمارسون رياضة القفز على أنقاض مدينتهم المدمرة



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:05 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان ينوي بحث انسحاب القوات الأميركية من سوريا مع ترامب
 العرب اليوم - أردوغان ينوي بحث انسحاب القوات الأميركية من سوريا مع ترامب

GMT 11:35 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساهم في تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة الرياضة
 العرب اليوم - مكون غذائي يساهم في تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة الرياضة

GMT 07:10 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر
 العرب اليوم - حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ

GMT 14:43 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود إلى الدراما بمسلسل ناقص ضلع فى رمضان 2025

GMT 20:13 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات الأحزمة الفاخرة لإضافة لمسة جمالية على مظهرك

GMT 00:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab