الجزائر ـ ربيعة خريس
أجمع المشاركون، في ختام أعمال دورة رابطة علماء وأئمة دول الساحل، على ضرورة التجند لمكافحة التطرف في دول شمال أفريقيا من خلال التمسك بالمرجعية الدينية المشتركة الجامعة بين دول المنطقة. وقال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الجزائري، أبو عبد الله غلام الله، في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح أشغال هذه الدورة، بلغة صريحة وواضحة إن هناك "مؤامرة" تستهدف الساحل. ووجّه المتحدث، أمام دعاة وعلماء وأئمة دول الساحل أصابع الاتهام إلى الاتحاد الأوروبي الذي يحاول التفرقة بين شعوب المنطقة.
واعتبر رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، أن الأطماع الخارجية، هي التي أنشأت الفرق المسماة بالمتطرفة". وتحدث عن وجود قوى تأتي بمسميات التعليم ورفع المستوى الثقافي والتكنولوجي، وهي تسعى جاهدة لبث الفرقة وتستغل عناصر من المنحرفين فكريا والطامعين وتنفخ فيهم باسم المبادئ والإسلام، من أجل إيصال المنطقة إلى الفتنة المؤدية للصراع، ويفتتوا هذه الطمأنينة التي يعمل على تحقيقها الإسلام".
ووجه رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، دعوة لدعاة وعلماء وأئمة دول الساحل، بالعمل على تكريس المرجعية الدينية الواحدة في المنطقة، لأنها تمثل عاملا حاسما في ربط الشعوب وتقريب بعضهم ببعض. وأوضح ممثل السينغال في رابطة علماء وأئمة منطقة الساحل، إسماعيلا ديمر، في تصريحات إلى "العرب اليوم " إن كل الدول التي تقع في منطقة الساحل تعاني من الأفكار التي تروج لهذا التيار العنيف الذي يضم كل من العنف والإرهاب والتشدد الديني، مشيرا إلى أن المنضويين تحت لواء الرابطة مطالبين في الظرف الراهن بتوعية الناس ونشر الأفكار الوسطية لمحاربة كل هذه المشاكل التي تعاني منها دول الساحل، مشيرا إلى أن هذه المشاكل التي وصفها بـ " المعضلة " لا تواجه عسكريا بل فكريا وتصحيح الخطاب الديني من خلال التمسك بالمرجعية الدينية المشتركة بين دول المنطقة.
وقال الأمين العام لرابطة علماء وأئمة الساحل، يوسف بلمهدي، في تصريحات صحافية إلى "العرب اليوم" إن محاربة الفكر المتطرف أو ما يعرف بالأفكار السلفية الجهادية، يعد من صلب عمل الرابطة، قائلا إن المسؤولين عن الرابطة يسعون جاهدين على توعية الناس ومحاربة الفكر المتطرف. وتم خلال أعمال هذه الدورة، انتخاب رئيس جديد للرابطة بعد استقالة رئيس رابطة علماء وأئمة الساحل السابق، بوريمة داود، وهو من النيجر، واحتفظت الجزائر بمنصب الأمانة العامة للرابطة التي تحتفظ به بشكل دائم، بينما الرئاسة تكون متداولة بين باقي دول منطقة الساحل.
أرسل تعليقك