السيارات المفخخة والأنفاق سلاح داعش في مدينة الموصل
آخر تحديث GMT07:58:51
 العرب اليوم -

السيارات المفخخة والأنفاق سلاح "داعش" في مدينة الموصل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - السيارات المفخخة والأنفاق سلاح "داعش" في مدينة الموصل

الجنديّ العراقيّ يعيش في حالة رعب
بغداد – نجلاء الطائي

يعيش الجنديّ العراقيّ حالة رعب بعد استخدام تنظيم "داعش"، لطريقة من أجل تفخيخ الأجهزة المنزليّة، وتحويل السيارات إلى مفخخات لإعاقة تقدم القوات العراقيّة.

يحتاج الأمر إلى أقل من ثانية، لتنقلب تعابير وجه الجندي العراقي، من الرخاء إلى الذعر المطلق، عندما يسمع "سيارة مفخخة"، حيث تخرق تلك الصرخة الهدوء الذي كان يخيّم بعد الظهر، في حي كركوكلي، في شرق الموصل المدمر، نتيجة المعارك بين تنظيم "داعش" والقوات العراقيّة.

وسيطرت قوات مكافحة الإرهاب العراقيّة قبل أيام على النصف الغربيّ من حي كركوكلي، فيما لا يزال الجزء الشرقي تحت سيطرة "داعش". ومنذ بدء عملية استعادة مدينة الموصل في 17 تشرين الأول/ أكتوبر، لجأ التنظيم إلى السيارات المفخخة، كجزء من دفاعه في مواجهة القوات العراقية.

وفيما كان جنود قوات مكافحة الإرهاب العراقية، ينهون وجبة غدائهم المؤلفة من الأرز وصلصة الطماطم بعد ظهر الاثنين، يأتي التحذير عبر جهاز اللاسلكي، التابع لـ"فوج ديالى"، "كيا سبورتاج مدرعة باتجاهكم، اختبئوا الآن".

ويدبّ الذعر في صفوف القوات، ويبدأون بالصراخ على عدد من المدنيين المتواجدين على الطريق الرمليّة المليئة بالحطام، ليحضّوهم على الإختباء، فيما يهرع الجنود الذين يحملون سلاحًا خفيفا إلى منازل مهجورة في المكان، ويخلع بعضهم نوافذ للدخول عبرها.

ويصرخ قائد إحدى الوحدات لعناصره "البازوكا"، فيما يحمل آخرون صواريخ مضادة للدبابات، ويتمركزون عند تقاطعات يمكنهم منها رصد السيارة. في الوقت نفسه، يركض السائقون إلى آليات الهامفي والدبابات لقطع الطريق الرئيسية. 

ويصدر على جهاز الملازم عباس من "فوج ديالى" الواقف على سطح مطل على المواقع المتقدمة لوحدته في كركولي، صوتًا يقول "السيارة المشتبه بها تتجه إلى الشمال".

ويقول عباس إن السيارة المفخخة المشتبه بها تبعد نحو 150 مترا عن قاعدة قوات مكافحة الإرهاب داخل الحي. وتسير ببطىء على طول الطريق الرئيسية، التي تفصل شرق الحي عن غربه، وكأنها تبحث عن طريق تجعلها أقرب إلى قوات مكافحة الإرهاب.

لكن القوات أمضت فترة قبل الظهر، في إغلاق نحو عشرة أزقة بالدبابات والجرافات، ما جعل من الصعب على سيارة الكيا إيجاد طريق تخرق منها. وبعد دقائق عدة، يخرج الصوت نفسه من الجهاز قائلا إن السيارة "وصلت إلى مواقعنا المحصّنة، وهي تعود أدراجها الآن".

فيردّ الملازم عباس "سمع. سأنادي لك حسين ليثبت صاروخًا مضادًا للدبابات عند باب الفرع الزقاق".

ورغم زوال الخطر الوشيك، تبقى قوات مكافحة الإرهاب في حال تأهب، وتبدأ عملية البحث. ويسود هدوء مخيف في شوارع كركوكلي المهجورة الآن، فيما ينتظر الجنود المتوترون أنباء عن موقع السيارة.

وكان الملازم حيدر حسين، توجه إلى سطح منزل مؤلف من ثلاثة طوابق تستخدمه وحدته كمقر لها، بمجرد سماعه عن السيارة المشتبه بها. وحسين مسؤول عن تسيير طائرة الاستطلاع التابعة إلى "فوج الموصل"، التي كان لها دور فعال في المساعدة على اكتشاف السيارات المفخخة.

وعادة، يحدد حسين موقع السيارات المفخخة، فتستهدفها دبابات قوات مكافحة الإرهاب، أو طائرات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، بالقصف. لكن لم يحالف الحظ، الاثنين، الملازم الشاب الحليق اللحية.

ويقول حسين وهو ينظر الى شاشة تظهر حي كركوكلي "أرسلت الطائرة بمجرد سماعي أن هناك سيارة مشبوهة. لكنني لا أستطيع أن أجدها". ويمر الوقت، علما أن بطارية الطائرة، لا تخدم أكثر من عشرين دقيقة، ولم تكن لديه بطاريات أخرى مشحونة.

ويشير حسين إلى الطريق الرئيسية الصحراويّة المؤدية إلى كركوكلي من منطقة صناعية مجاورة، قائلا "أراقب هذه المنطقة هنا، لأنها الطريق الوحيدة الواصلة إلينا".

ثم يهزّ برأسه ويبدأ بتوجيه طائرة الاستطلاع للعودة إلى السطح الممتلئ بالزجاج المتناثر، والعبوات الفارغة لمشروبات الطاقة، التي شربها جنود في المكان.

وبعد دقائق، يخرج الى السطح جنديان مبتسمان، من قوات مكافحة الإرهاب، يثبت أحدهما صاروخه المضاد للدبابات في إحدى الزوايا، ويقول الآخر "راحت، راحت"، مؤشرًار بيده للإشارة إلى أن السيارة غادرت الحي، والى أن القوات أصبحت في أمان في الوقت الحالي.

بدوره، قال الخبير العسكري، إحسان القيسون، إن تنظيم "داعش"، استفاد من أخطائه في المعارك الأخيرة، التي جرت في الموصل ومحيطها، لافتاً إلى أن التنظيم يستخدم في المعركة أسلوب المباغتة (أي الدخول في معارك صغيرة)، يختار هو الوقت والمكان، والهدف من هذا استنزاف وإرهاق القطعات العسكرية العراقية.

وأضاف القيسون،  أن "داعش" "يستخدم في الموصل شبكة أنفاق شعاعية بحيث يتسلل عناصره خلف القطعات العسكرية، بالإضافة إلى استخدامه السيارات المفخخة أمام تقدم الجيش في الجبهات".

وأوضح، أنه "يجب على الجيش العراقيّ، أن يقوم بتفتيش المناطق المحررة بشكل دقيق، للكشف عن الأنفاق التي يستخدمها "داعش" والهجوم من جديد على العناصر الموجودين في تلك المناطق".

وبشأن تصريحات بعض المراقبين حول دعم إيران للـ"حشد الشعبي" في مشاركته بمعركة الموصل، أفاد الخبير العسكريّ، أن هناك بعض قادة "الحشد" قالوا إنهم سيقاتلون في سورية بعد معركة نينوى"، لافتاً إلى أن "إيران تحتاج إلى طريق بريّ يصل إيران مع سورية، لذلك بعض فصائل "الحشد الشعبي" تنفذ أجندات إيرانية في المنطقة".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيارات المفخخة والأنفاق سلاح داعش في مدينة الموصل السيارات المفخخة والأنفاق سلاح داعش في مدينة الموصل



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:14 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيلينسكي يرى أن "الحرب ستنتهي بشكل أسرع" في ظل رئاسة ترامب
 العرب اليوم - زيلينسكي يرى أن "الحرب ستنتهي بشكل أسرع" في ظل رئاسة ترامب

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يُرهن ضم مرموش في انتقالات يناير بشرط وحيد

GMT 11:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أرباح "أدنوك للإمداد" الفصلية 18% إلى 175 مليون دولار

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab