دمشق - العرب اليوم
أعلن محافظ مدينة حمص، طلال البرازي، أن الدفعة الثانية من مسلحي حي الوعر وعائلاتهم، ستغادر المدينة، الاثنين، بإشراف ممثلين عن روسيا والهلال الأحمر السوري، وغياب الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أنّه "نفّذنا المرحلة الأولى والثانية من اتفاق حي الوعر، وخرج أكثر من 500 مسلح خلال فترة سنة ونصف، لكن الاتفاق تعثر منذ 3 أشهر بسبب تعنت بعض الفصائل المسلحة وخاصة جبهة النصرة".
وأضاف البرازي أنّه "منذ حوالي أسبوعين، وبالتعاون مع الأصدقاء الروس، تم التفاهم على إعادة تنفيذ بنود الاتفاق، وخرج حينها 423 من المسلحين إلى جرابلس في ريف حلب، ومعهم أسرهم والدفعة التالية ستخرج الاثنين، وأفاد البرازي، أن "الروس شركاء في عملية تأمين النقل والإخلاء إضافة إلى وجود 60 عنصرًا من الشرطة الروسية والتي تتعاون مع الشرطة السورية في هذه العملية"، وردا على سؤال حول ما إذا كانت منظمة الأمم المتحدة ستكون حاضرة يوم الاثنين، قال البرازي إنّه "لا، لن تحضر، فقط الحكومة السورية والروس والهلال الأحمر السوري".
وأعرب البرازي عن تفاؤله بنجاح العملية، مضيفًا أنّه "أتوقّع أن تنجح المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق، كان هناك شعور بعدم الثقة بين الحكومة والمسلحين إلا أن الأصدقاء الروس كانوا الضامن الحقيقي، خاصة بعدما تخلفت الأمم المتحدة عن الحضور في هذه العملية"، وكشف المحافظ عن أن الاتفاق يقضي بأن يخلي المسلحون حي الوعر تدريجيا خلال مدة 6-8 أسابيع، مشيرًا إلى أن "تحرير هذا الحي له أهمية خاصة، لأنه بعد انسحاب الجماعات المسلحة، ستعود واحدة من أكبر مدن سورية إلى سيطرة الجيش، على غرار ما حدث عند تحرير حلب في ديسمبر/كانون أول الماضي".
واعتبر البرازي أنه "لدى المسلحين خيارين، الأول هو المغادرة، والثاني البقاء في حي الوعر بعد إلقاء أسلحتهم والاستفادة من العفو الرئاسي". وقال إن "أكثر من 500 مسلح استسلموا الأسبوع الماضي وطلبوا من السلطات البقاء في المنطقة كمدنيين عزّل"، وفيما يتعلق بإعادة إعمار المدينة، قال المحافظ إن هناك "4 مجموعات تضم 60 مهندسا سوريا تعمل من أجل إعادة ربط الطرق بالمدينة، والمحافظة على الهوية التراثية والتاريخية لحمص، بالإضافة لإعادة صيانة المباني المتضررة بشكل بسيط.. المجموعة الرابعة تعمل على إعادة بناء جديدة للمناطق المدمرة بشكل كامل".
وأفاد البرازي أن رجال الأعمال السوريين والمغتربين ساهموا في تمويل إعادة الإعمار، مؤكدًا أن "هناك حاجة لمساهمات دولية، ونحن في البداية سنعتمد على أصدقائنا الروس والصينيين وغيرهم، إلا أنني أؤكد أن جميع دول العالم ستشارك في إعادة إعمار سوريا بعد الحرب، سورية مرشّحة لأن تكون سوقًا كبيرًا للاستثمار، لأنها بحاجة الآن إلى مليون وحدة سكنية وعلينا العمل على خطط بعيدة الأمد، المهم إعادة البناء والاستقرار"، مشيدًا بالتقدم الذي وصفه بـ "التطور الكبير" في إعادة تأهيل مدينة حمص القديمة، ومشيرًا إلى أنه، لولا المصالحة فيها، "لكانت المدينة القديمة دمرت بشكل كامل".
أرسل تعليقك