جيش الاحتلال يدير قطاعًا واسعًا في هضبة الجولان السورية
آخر تحديث GMT20:27:38
 العرب اليوم -

جيش الاحتلال يدير قطاعًا واسعًا في هضبة الجولان السورية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - جيش الاحتلال يدير قطاعًا واسعًا في هضبة الجولان السورية

جيش الاحتلال الإسرائيلي
القدس المحتلة - ناصر الأسعد

كشف الجيش الإسرائيلي، للمرة الأولى، أنه يدير منذ سنة قطاعًا واسعًا في المنطقة الشرقية من هضبة الجولان، حل فيها محل السلطة السورية التي انقطعت عنها ولم تعد يقدم لأهلها الخدمات. ويمتد هذا القطاع على نحو 40 كلم وعلى عرض نحو 15 كلم (من القنيطرة شمالا وحتى جيب "داعش" في منطقة المثلث الحدودي مع الأردن)، ويعيش فيه نحو 200 ألف مواطن سوري، وخلال فترة الحرب انقطعوا عن حكومة الرئيس الأسد وخدماته. وتقوم في هذه المنطقة نحو 80 قرية وبلدة، يسيطر عليها خليط من تنظيمات المتمردين المسلحة، من الميليشيات المحلية وحتى المجموعات المتماثلة مع جبهة النصرة، ذراع القاعدة في سورية. وهي تخلو من سلطة مركزية موحدة، وهناك نقص خطير في البنى التحتية الأساسية، مثل الماء والكهرباء، والعلاج الطبي ضعيف والخدمات الأساسية التي كانت تقدمها الدولة في السابق، مثل الصحة والتعليم، توقفت تماما.

وقد انتهز الجيش الإسرائيلي هذه الحاجة، وأبرم صفقة مع سكان المنطقة: إسرائيل تدخل إلى الفراغ الذي خلفه النظام وتقدم المساعدات، وفي المقابل تعمل الميليشيات المحلية على صيانة الهدوء الأمني على امتداد الحدود بين هذه المنطقة والجولان الذي تحتله إسرائيل منذ سنة 1967، وتبعد التنظيمات المتطرفة عن السياج الحدودي. وقد رغبت إسرائيل، على المدى البعيد، أن تجني ثمار هذه المساعدات لتحسين صورتها وإقامة شكل أعمق من التعاون، علما بأن الناس في سوريا اعتادوا اعتبار إسرائيل عدوا شيطانيا.

ويتضح من تقرير الجيش الإسرائيلي أن حجم المساعدات كان على النحو التالي: نحو 3 آلاف جريح عولجوا في مستشفيات إسرائيل، إضافة إلى نحو 600 طفل يرافق كل واحد منهم شخص بالغ، دخلوا لإجراء فحوصات طبية وعمليات جراحية. ومنذ يناير/كانون الثاني الماضي، يتم نقل مساعدات إلى الجانب السوري، خمس مرات كل أسبوع، تشمل أدوية، وسيارات إسعاف، وحاضنات، وأجهزة تخطيط القلب، وغذاء للرضع، ومواد غذائية أساسية، وملابس وبطانيات، ومولدات كهربائية وسولار. كما ساعد الجيش على ترميم عيادات وغرف دراسية أصيبت خلال الحرب. ويحظى الأطفال الذين يدخلون إلى إسرائيل بأيام ترفيه، إلى جانب العلاج الطبي، ويعودون إلى بيوتهم مع ملابس جديدة.

وقد أعلن قائد الكتيبة في لواء الجولان، العميد يانيف عاشور، أن الأطفال وصلوا إلى الجهة الإسرائيلية في البرد القارس، الساعة الرابعة والنصف فجرا، مع أمهاتهم، وكانوا يرتدون في الشتاء سراويل قصيرة. فقرر رئيس الأركان غادي إيزنكوت تزويدهم بملابس رياضة أيضا ومنحهم كرات قدم. وفي يونيو/حزيران الماضي، تم استبدال هذه المساعدات المرتجلة، بدائرة منظمة يترأسها ضابط برتبة كولونيل، تمت استعارته من مكتب منسق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية المحتلة. والعميد عاشور، الذي قاد تأسيس الدائرة، كان قد عاد قبل سنة من دورة تعليمية في بريطانيا، في كلية الأمن القومي، سمع خلالها عن تفعيل وسائل "القوة الناعمة". وبعد إجراء محادثة مع ضابطات من قسم الدراسات في شعبة الاستخبارات، واللواتي عرضن أمامه ما وصفنه بتفويت الفرصة من قبل الجيش الأميركي لتنظيم النشاط المدني الواسع بعد احتلال العراق في 2003، اقتنع نهائيا بالحاجة إلى تطوير النشاط من أجل القرى السورية.

رغم ذلك، يبدو أن التقدم يتم بحذر. الضباط والجنود لا يتجاوزون الحدود من أجل تقديم المساعدات المدنية. نقل المساعدات إلى سورية وتسلم الجرحى والأولاد من هناك يتم على امتداد الحدود، بعد فحص أمني يهدف إلى التأكد من عدم تحول تقديم المساعدة إلى كمين لجنود الجيش الإسرائيلي. وعندما سئل عاشور عن التشابه مع "الجدار الطيب" الذي أقيم في المطلة في أواخر سنوات السبعينات والمنطقة الأمنية التي سيطرت عليها إسرائيل، من دون تفكير كاف، في جنوب لبنان، لم يتبنّ المقارنة.

وأضاف أنه يصعب رؤية الجيش يوصي الحكومة الآن بإقامة مواقع في الجانب السوري من الحدود، رغم التحذيرات من تقدم قوات إيران و"حزب الله" إلى المنطقة. وقال: "إذا اتضح بأن وقف إطلاق النار، الذي تم إعلانه في جنوب سورية حقق النجاح، فستحتاج إسرائيل إلى حلفائها في القرى الممتدة على طول الحدود، للتأكد من عدم تسلل الإيرانيين والميليشيات الشيعية التابعة لهم إلى منطقة الحدود في ظل الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا والولايات المتحدة".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جيش الاحتلال يدير قطاعًا واسعًا في هضبة الجولان السورية جيش الاحتلال يدير قطاعًا واسعًا في هضبة الجولان السورية



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab