دمشق-العرب اليوم
ساهم الانفلات الأمني في سورية في تجدد نشاط المُنقبين عن الكنوز، بعد أن كانت الجهات الأمنية قد أوقفت العشرات منهم قبل اندلاع الحرب في البلاد، حيث لجأ قادة الفصائل المسلحة لهؤلاء المنقبين لخبرتهم و طول تجربتهم في مجال البحث عن الكنوز الرومانية والبيزنطية و العثمانية، ومعرفتهم بالدلائل والإشارات المحفورة في الصخور والتي تُشير إلى مكان واتجاه وعمق الكنز أو المدفن .
ومن جانبه أوضح أبو دياب، وهو من المنقبين القدماء في ريف دمشق، أن الإشارات المحفورة أو المنقوشة " نفر أو حفر " في الصخور تكون على شكل حيوانات (نسر _ عقرب _ سلحفاة ) أو تكون على شكل حفر متباعدة، ومع المعلومات التي عرفها من كتب الآثار والسحر و التاريخ فإنه يميز بسرعة بين الإشارات، ويعرف قيمة الكنز المدفون ومكانه والعمق اللازم للحفر
وأكد أبو دياب أن محافظات " درعا _ السويداء _ إدلب _ الرقة " مليئة بالكنوز الرومانية و البيزنطية حتى الآن، أما الكنوز العثمانية فهي على طول الخط الحديدي الحجازي وخاصة بين درعا و حمص، حيث دفن القادة العثمانيون كنوزهم في الأراضي السورية قبل هربهم منها في نهاية الحرب العالمية الأولى، لتخفيف حملهم ولاتقاء شر اللصوص على الطرقات .
ومع دخول العديد من سماسرة الآثار للبلاد زاد الطلب على القطع الأثرية والكنوز، ودفع ذلك المجموعات المسلحة في محافظات " درعا _ السويداء _ ادلب _ الرقة " في البداية للتنقيب بطرق بدائية واستعمال الجرافات والديناميت، مما اضر بالمناطق الأثرية وخصوصًا المواقع الطينية التي يبلغ عمرها أكثر من 5 آلاف عام، وأخفى بعض الكنوز للأبد .
ومعروف أن لكل منطقة أثرية "أمير حرب" من قادة الميليشيات، لا يسمح التنقيب فيها على الآثار إلا من قبل "جماعته" أو بتخصيص جزء من ريع العملية له أن قام بالتنقيب أشخاص أجانب .
وازدهر سوق أجهزة التنقيب عن الذهب في البلاد، ويتراوح سعر جهاز التنقيب بين 700 إلى 200 ألف دولار أميركي، بحسب جودة الجهاز وقدرته على الكشف عن القطع الأثرية في أعماق باطن الأرض، وتحديد مواقع المقابر وإرسال صورة ضوئية لها للجهات الراغبة في الشراء، وتُباع هذه الأجهزة على أنها للكشف عن المياه الجوفية .
ولعب سماسرة الآثار دورًا كبيرًا في ازدهار هذه العمليات بسبب الطلب الكبير على الكنوز الأثرية السورية في الأسواق العالمية، حيث تنقل الآثار إلى لبنان أو تركيا عبر الحدود المفتوحة لبيعها ثم نقلها لأوروبا وأميركا، كما ساهم سماسرة الآثار بتمويل أغلب المجموعات المسلحة في البلاد بما فيهم تنظيمي "داعش" و"النصرة" عبر دفع الأموال الطائلة لهم مقابل شراء الآثار أو السماح بالتنقيب أو النقل .
أرسل تعليقك