دمشق - العرب اليوم
أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أن "قرار تحرير كل سورية بما فيها حلب متّخذ منذ البداية، وأن عملية تحرير المنطقة الشرقية من مدينة حلب مؤخراً لا تأتي في إطار سياسي، وإنما في سياق الأعمال العسكرية الطبيعية". واعتبر في مقابلة مع صحيفة "الوطن"، الذعر الدولي والخوف على المسلحين داخل الأحياء الشرقية من حلب، عائد لأن خسارتهم المعركة في حلب تأتي بعد إخفاق معارك دمشق في السنوات الأولى من الأزمة، وبعدها إخفاق معارك حمص، معتبراً أن تحرير حلب من الإرهابيين يعني ضرب مشروع الدول الداعمة لهم.
ورأى الأسد أنه بالمعنى الاستراتيجي "من يربح من الناحية العسكرية في دمشق أو حلب يحقّق إنجازًا سياسيًا وعسكريًا كبيرًا، كونها مدنًا مهمة سياسياً واقتصادياً"، لكنه أوضح أن ذلك "لا يعني نهاية الحرب في سورية"، ولكن محطة كبيرة باتجاه هذه النهاية، معتبراً أن الحرب لا تنتهي في سورية إلا بعد القضاء على الإرهاب تماماً.
وأكد أن العلاقة مع روسيا قائمة على مبدأ الاحترام المتبادل، والتشاور، وقال: "هم يخوضون الآن معنا معركة حقيقية ضد الإرهاب، وفي هذه الحالة نحن وهم شركاء"، مؤكداً أن موسكو لم تطلب أي مقابل من دمشق لقاء تدخلها إلى جانب الجيش العربي السوري في حربه ضد الإرهاب. ولم يستبعد الرئيس الأسد حصول مواجهة عسكرية مع تركيا إذا استمر تدخل جيش النظام التركي في الأراضي السورية، وقال "طالما أن الذي يقود دفة السياسة التركية شخص غير سوي ومضطرب نفسياً، كالرئيس التركي أردوغان، علينا أن نضع كل الاحتمالات، عندما تتعامل مع شخص غير سوي نفسياً، فلا مكان للمنطق، المنطق يقول إنه ليس هناك أي مصلحة لسورية وتركيا إلا بالعلاقات الجيدة. والحس الشعبي في تركيا، كما في سورية، لا يزال بهذا الاتجاه، ولكن بالمحصلة عندما يكون هناك تدخل تركي، فمن حق سورية أن تدافع عن أراضيها".
وحول ما اعتبره الكثيرون بأن وصول العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة في لبنان هو انتصار لسورية ولمحور المقاومة، أعرب الرئيس السوري عن اعتقاده بأن "تمكن اللبنانيين من انتخاب رئيس هو انتصار للبنان"، وأن "انتخاب اللبنانيين لشخص حوله إجماع هو أيضاً انتصار للبنان، وأن يكون هذا الشخص وطنياً هو أيضاً انتصار للبنان". وأضاف: "ولكن عندما يكون الرئيس شخصًا وطنيًا ويعمل لمصلحة الشعب اللبناني سيصبح لبنان أقوى، وعندما يكون لبنان أقوى ستكون سورية مرتاحة وستكون أقوى".
وأوضح الرئيس الأسد، أن العلاقة بين دمشق والقاهرة، بدأت تتحسن بعد زوال حكم "الأخوان" في مصر، وهي مازالت في طور التحسّن، لكن لم تصل الى المستوى المطلوب، لأنها حتى هذه اللحظة محصورة بالإطار الأمني فقط، متمنيا أن تنعكس تصريحات الرئيس عبد الفتاح السياسي الأخيرة التي أكد فيها دعم الجيش العربي السوري في حربه ضد الإرهاب على رفع مستوى هذه العلاقة.
أرسل تعليقك