نواكشوط ـ الشيخ بكاي
اعتبرت جماعة المعارضة الرئيسية في موريتانيا "تكتل القوى الديمقراطية أن البلاد في أزمة سياسية خطرة ودعت أصدقاء موريتانيا إلى التدخل من أجل إخراجها من هذه الأزمة محذرة الرئيس محمد ولد عبد العزيز من "الاستهتار بالدستور وقوانين البلد".
وقال التكتل الذي يقوده السياسي المعروف أحمد ولد داداه في بيان إن الحزب يوجه "نداء ملحا إلى كافة أصدقاء موريتانيا من أجل مساعدتها على الخروج من هذه الأزمة البالغة الخطورة على أمنها وأمن منطقتي المغرب العربي ودول غرب إفريقيا" على حد وصف البيان. وحذر البيان الرئيس الموريتاني من "مغبة ما يُقدم عليه من استهتار بالدستور وبقوانين البلاد" حسب قوله.
وقال الحزب إنه يؤكد "تشبثه بموقفه الثابت من أن الحوار الجاد، الجامع والمسؤول، الذي يستجيب لتطلعات الموريتانيين في إنشاء دولة عدل ومساواة، هو وحده السبيل للخروج من الأزمة الخانقة التي تتخبط فيها موريتانيا اليوم" حسب تعبيره
ومساء الاربعاء الماضي أكد الرئيس الموريتاني أنه لن يدعو المعارضة مجددا إلى الحوار. وقال "لن نعود إلى ما وصفوه دائما بالمسرحية.. بابي مفتوح لمن أراد أن يناقشني". وكان وقتها يتحدث في مؤتمر صحفي أعلن فيه أنه سيفرض تعديلات دستورية رفضها مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه حزبه. ولا يتفق فقهاء الدستور الموريتانيون على مشروعية هذا الاستفتاء حيث أنه ينبغي في نظر بعضهم حسب تفسير النصوص المرور بالبرلمان الذي لم تجز إحدى غرفه مشروع التعديلات، بينما ترى طائفة منهم أنه يحق للرئيس التوجه إلى الشعب مباشرة في استفتاء. وتقول المعارضة إن إجراء هذا الاستفتاء "انقلاب على الدستور".
ودعا حزب التكتل في بيانه أنصاره إلى اليقظة و"التعبئة لإفشال مخططات النظام السيئة وما تحمله من كوارث" حسب تعبيره
ودعا كل "القوى الوطنية" إلى كما "كل القوى الوطنية والخيريين من الموريتانيين إلى وثبة شعبية لإفشال مخططات النظام والوقوف في وجه عمله على تفكيك موريتانيا، بمعوله الهدام" حسب وصفه.
وقال إن البلاد "دخلت منذ نهاية الأسبوع الماضي، منعطفا جديدا ومرحلة حاسمة من مراحل الأزمة المتعددة الأوجه، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية ـ خصوصا في تعاطي السلطة مع الشأن العام" حسب تعبيره. وهي إشارة إلى إعلان الرئيس المضي في فرض التعديلات
وقال البيان إن أمن البلاد في خطر، متهما الرئيس بعد الاستفادة من التجارب. وأضاف: بدل أن يقف وقفة تأمل ورشد وتبصّر وشجاعة حتى يستوعب الدرس الذي لقنته إيّاه المعارضة الجادة ومجلس الشيوخ و الرأي العام المستنير، ويقف على مكامن فشله، كما يُنتظر من كل رئيس دولة مسؤول، فيعدِلَ عن المسار الخاطئ الذي انتهجه ويبتعد عن الحملة العشواء على أعضاء مجلس الشيوخ التي أطلقها كهنته، طلع علينا ولد عبد العزيز في خرجة من خرجاته الإعلامية المعروفة بما فيها من ارتباك وتطاول وسبّ وتنقيص، صراحة وتلميحا، للكافة: مجلس الشيوخ، الجيش، المجلس الدستوري، المعارضة، الصحافة، الشعراء، الطلاب، حملة الشهادات، الدول الصديقة والشقيقة والشركاء في التنمية" حسب قول البيان.
ويبدو الجيش الموريتاني هذه الأيام فرس رهان السياسيين، ففي حين وجه إليه الرئيس التهنئة من دون مناسبة في مؤتمره الصحفي الأخير ودافع عنه ردا على سؤال يتعلق بالانقلابات دعت المعارضة إلى إخراجه من لعبة السياسية وحذرته دعم الانقلاب على الدستور، لكن وردود اسم الجيش في بيان التكتل والقول إن الرئيس هاجمه يقرأ محاولة لدق إسفين بينه والرئيس.
أرسل تعليقك