الرباط ـ العرب اليوم
أكّد المحلل السياسي، محمد بودن، أن رئيس الحكومة المكلّف الجديد، سعد الدين العثماني، بإمكانه التقدّم في المشاورات لتشكيل الحكومة المقبلة، في حالة إذا تحرّر من الشروط التي وضعها حزبه، مضيفًا أنّ عكس ذلك سيأتي بـ "البلوكاج 1" بعد "البلوكاج 2"، مشيرًا إلى أن العثماني تختلف شخصيته عن عبد الإله بنكيران ولن يشحن الأجواء.
وأضاف بودن، أن شخصية العثماني تختلف عن ابن كيران، مضيفًا أنّه "لكن هل سيكون العثماني متحررا من الشروط التي وضعها الحزب؟"، ومشددًا على أن العثماني إذا استطاع أن يتحرّر من هذه الشروط بإمكانه أن يتقدم في المشاورات لأنه لن تكون هناك نفس النتائج، غير أنه إذا بقي بنفس الشروط تقريبا ستكون هناك نفس النتائج مهما كان الشخص.
واعتبر بودن أن تحرّر العثماني من هذه الشروط سينعكس على البنية الداخلية للحزب، لأن هذا الأخير يريد أن يكون جبهة موحدة، مضيفًا أن في الواجهة قد يظهر تقبل هذا المستجد، لكن في قرارة النفس قد تكون هناك محاولات للذهاب نحو اختبار حقيقي ألا وهو الانتخابات، مشيرًا إلى أن شخصية العثماني قد تبدّد هذه الرغبة ويتم تشكيل الحكومة، وبخصوص الأحزاب الأخرى، نوّه إلى أنه لابد للإشارة إلى أن هناك موقف للعثماني شخصيًا من حزب الاتحاد الاشتراكي رغم بلاغ هذا الأخير الذي أشاد فيه بـ "بروفايل" رئيس الحكومة المكلف الجديد، مضيفًا أن الاتحادين الدستوري والاشتراكي خرجا ببلاغين سريعين حتى لا يحسب عليهما أنهما يريدان بقاء الوضع على ما هو عليه، غير أن العثماني، أكد انعدام أي تصور لديه بخصوص المشاورات المقبلة، ويلزمه التشاور مع حزبه، كما أنه سيكون عليه الانفتاح عن باقي الأحزاب بما فيها الأصالة والمعاصرة على الرغم من اختياره التموقع في المعارضة.
وبخصوص مخاوف البعض من طول مدة المشاورات المقبلة، اعتبر بودن، أن الدستور لا يتدخل في دينامية المفاوضات، مشدّدًا على أن العثماني عليه أن يتفهّم أن حزب العدالة والتنمية في شخص ابن كيران، خاض المفاوضات السابقة في ظرف أكثر من 5 أشهر، وعليه أن يجد دينامية المفاوضات وأن يحسم في الأمر في القريب حتى لا تطول المفاوضات مجددًا، لأنه إذا كانت نفس الحالة سيقع "بلوكاج 2" بعد "بلوكاج 1"، وهذا ما سيوصل المغرب إلى أزمة حقيقية.
وخلص بودن، أن العثماني سيكون عليه أن يدبّر المشاورات الحكومية المقبلة بالكثير من التعقل، حيث سيكون ملزمًا بوضع أجندة وتحديد الأولويات ومنهجيات العمل، لأن المشاورات السابقة لم حصل العكس غاب كل ما سبق، مضيفًا أن العثماني على العموم خفّف العبء على حزب العدالة والتنمية، ولن يدبر المشاورات بطريقة ابن كيران، ومشيرًا إلى أنّ "العثماني لن يشحن الأجواء".
أرسل تعليقك