الخرطوم ـ محمد إبراهيم
ضربت خلافات حادة الحركة الشعبية قطاع الشمال وإنقسم مجلسها العسكري بسبب رفض عدد من القادة تسوية مع حكومة الخرطوم إعتبروها تنازلاً كبيراً لقضيتهم، وقدم نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان عبد العزيز الحلو إستقالته وكشف عن خلافات حادة بين الضباط التنفيذيين الثلاثة فى المجلس القيادى القومى للحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال- قال إنها تجاوزت المسائل الثانوية إلى المبادئ.
وأعلن الحلو في "بيان" مطول "الجمعة" عدم استطاعته العمل مع رئيس الحركة مالك عقار و أمينها العام ياسر عرمان بإعتبارهم فريق واحد، بحجة انعدام المصداقية لديهما، و تأكل عنصر الثقة.
وقال عبد العزيز الحلو في خطاب مطول موجه لمجلس تحرير اقليم جبال النوبة إنه يُعلن إستقالته عن الحركة الشعبية قطاع الشمال وأضاف "هناك أشياء غامضة و لا أفهم كل دوافعهما"، وحمل الحلو الأمين العام للحركة الشعبية قطاع الشمال ياسر عرمان ، مسؤولية الدفع بموقف تفاوضي قال إنه أضر بمصالح الجيش الشعبي ، متجاوزا الترتيبات الامنية المتفق عليها مع نائب رئيس الحركة شمال ، وأوضح أن عرمان وضع مسودة ترتيبات امنية باسم الحركة ، تذيب الجيش الشعبي في القوات المسلحة السودانية ، بشكل مباشر ، وقال أنه غير آبه لتصور الحركة الممرحل والممتد لعشرين عاما لمعالجة وضعية الجيش الشعبي.
وقال الحلو بان الترتيبات الامنية التي سلمها عرمان للآلية الافريقية ولحكومة الخرطوم ، لا تمت بصلة لتصور الحركة المتفق عليه ،وهي ان تخرج القوات المسحة السودانية من المنطقتين في المرحلة الاولى ، ثم تأسيس قوات مشتركة مدمجة لتشكيل نواة لجيش السودان الجديد فى حالة تنفيذ الاتفاق، على ان يشتمل القسم الثالث ادماج بقية عناصرنا في القوات النظامية الأخرى علاوة على التسريح.
واكد الحلو بان هذا التصور الامني كان ملزما ، ولا يمكن تعديله عن طريق اى من الضباط الثلاثة للمجلس القيادى "عقار/ الحلو/ عرمان" ، إلا بعد الرجوع للضابطين الآخرين للحصول على موافقتهما ، وهو ما فعله عرمان دون موافقة نائب الرئيس.
وقال الحلو في خطاب استقالته الذي تم رفضه بإجماع مجلس التحرير "كتبت لعرمان بعد ذلك رسميا لسحب تلك الورقة الخاصة بالترتيبات الامنية المودعة لدى الوساطة و لكنه رفض" وشدد علي أن الأسوأ و الأخطر هو أن رئيس الوفد قام بإيداع هذا الموقف التفاوضى حول الترتيبات الأمنية لدى الوساطة أو الآلية رفيعة المستوى ليكون مرجعية فى أى مفاوضات قادمة حول الترتيبات الأمنية، و قدم منه صورة لوفد الحكومة، وأكد الحلو أنه أحتج في اجتماع التنوير الذى قدمه لهم وفد التفاوض على مسلك رئيس الوفد لعدم أخذ رأيه قبل طرح هذا الموقف التفاوضى الجديد، والتنازل الكبير الذى قدمه للوفد الحكومى، فضلاً عن ايداعه للورقة لدى الوساطة، وأشار إلي أن رئيس الحركة تدخل و رد على احتجاجه أمام الاجتماع و قال أن وفد التفاوض قد حسم هذا الأمر و لا مجال لمناقشته أو تغييره و أنه غير متخوف من تلك الصيغة.
أرسل تعليقك