دمشق - لامار أركندي
تتواصل الاشتباكات بين قوات سورية الديمقراطية من جهة، وتنظيم "داعش" في محيط بلدة الكرامة الواقعة على بُعد من 17-18 كلم شرق مدينة الرقة، عقب تمكن قوات سورية الديمقراطية من تحقيق تقدم والسيطرة على البلدة بالكامل.
وحققت قوات سورية الديمقراطية تقدمها الكبير عقب اشتباكات عنيفة استمرت لأيام مع تنظيم "داعش"، إذ حقق الأول تقدما سيطر خلاله على بلدة الكرامة الواقعة عند الضفاف الشمالية لنهر الفرات، بشكل كامل، بإسناد من طائرات التحالف الدولي، التي استهدفت مواقع للتنظيم، وتكون قوات سورية الديمقراطية بهذا التقدم قد تمكنت من تقليص المسافة بينها وبين مدينة الرقة التي تعد معقل تنظيم "داعش" في سورية، بعد سيطرتها على قرى واقعة إلى شرق البلدة هذه، وباتت على مسافة من 17 - 18 كلم عن المدينة، ضمن المرحلة الثالثة من عملية غضب الفرات، التي تهدف بمجملها لتمهيد الطريق أمام بدء معركة الرقة الكبرى لطرد التنظيم من المدينة.
وأكد المرصد السوري عن مصادر موثوقة أن عملية الاقتراب من مباني سد الفرات الرئيسية من قبل قوات سورية الديمقراطية، تلقى صعوبات أهمها، تلغيم المنطقة المحيط بالسد من الجهة الشمالية بشكل مكثف من قبل قوات سورية الديمقراطية، التي تعمد بين الفينة والأخرى، لتنفيذ محاولات التقدم إلى مباني السد، دون تمكنها من الوصول، نتيجة لما قالت المصادر إن المنطقة مكشوفة ويصعب التحرك فيها.
وأكدت المصادر أن قوات سورية الديمقراطية لا تبعد عن جسم سد الفرات سوى أمتار قليلة، في حين أنها تبعد عن العنفات والمباني الرئيسية للسد من 3 - 4 كلم من شمال سد الفرات في ريف الطبقة الشمالي، وسيطرت هذه القوات على امتدادات لسد الفرات، في حين لا تزال القوات المنفذة للإنزال تراوح مكانها في منطقة الكرين وقرى ومواقع قريبة منها، بعد يومين من تنفيذها العملية، كذلك ويأتي استمرار المعارك ومحاولات التقدم في إطار عملية "غضب الفرات" التي تهدف منذ انطلاقها في الـ6 من تشرين الثاني/نوفمبر من العام الفائت 2016، محاصرة مدينة الرقة وعزلها عن ريفها، تمهيدا لبدء عملية في مدينة الرقة لطرد تنظيم "داعش" من المدينة، بينما كان المرصد السوري لحقوق الإنسان حصل على معلومات من مصادر موثوقة، بأنه يجري تجهيز مدافع أميركية ومرابضها إضافة لمرابض راجمات الصواريخ، في نطاق التحضير لمعركة الرقة الكبرى بعد استقدام قوات سورية الديمقراطية والتحالف الدولي والقوات الأميركية المرافقة للعملية، لتعزيزات من مقاتلين وآليات، وإدخال التحالف الدولي لمئات الآليات العسكرية مصحوبة بعتاد وذخيرة ومستشارين عسكريين والعشرات من الجنود في القوات الخاصة الأميركية، للمشاركة في معركة الرقة الكبرى، حيث رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في الأيام الفائتة مرور مئات الآليات العسكرية القادمة عبر معبر سيمالكا في الشرق والذي يربط بين الجزيرة السورية وإقليم كردستان العراق، متجهة نحو الرقة، كما أن هذه التحضيرات أثارت حفيظة تنظيم "داعش" الذي أعلن لمجموعات مقاتليه على محاور القتال مع قوات سورية الديمقراطية والقوات الأميركية المرافقة لها، عن جائزة نقدية تبلغ "20 دينارا ذهبيا" التي تعادل نحو 4 آلاف دولار أميركي، لأي مجموعة تنجح في قتل مقاتل أميركي أو أجنبي في صفوف قوات سورية الديمقراطية والقوات الأميركية التي ترافقها.
أرسل تعليقك