السليمانية – احمد العبيدي
كشفت النائب في البرلمان العراقي، الثلاثاء، أن حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، تخلو من أي وزير "تكنوقراط" وجميعهم رشحتهم كتل سياسية في البلاد، ودعت القوى الكردية إلى تجنب التصعيد في مرحلة ما بعد هزيمة "داعش" المتطرف.
وأوضحت النائب عن تحالف القوى السنية أشواق الجبوري في تصريحات صحافية، أن ما يتردد عن وجود وزراء تكنوقراط في الحكومة العراقية غير صحيح، وأضافت "ليسوا كذلك. حيث لا يمرر أي وزير في البرلمان، ما لم يكن هناك ترشيح من الكتل السياسية".
وغيّر العبادي منذ توليه منصبه عام 2014 عددًا من الوزراء، فيما أقيل أو استقال آخرون، وطرح بدلاء عنهم وقال إنهم خبراء مستقلون، إلا أن رئيس الوزراء كثيرًا ما واجه مقاومة من الأحزاب السياسية، التي تقول إن تلك الخطوات قد تخلخل التوازن الطائفي والقومي.
وتابعت الجبوري "أن الدليل على واقع الحال، أنه نجد أن رئيس مجلس الوزراء عاجز، أن يقدم مرشحًا لوزارة المال التي هي من حصة الحزب الديمقراطي في التحالف الكردستاني". وقال العبادي إن تغيير الوزراء بآخرين يندرج في إطار حزمة إصلاحات، ضمن خطط مكافحة الفساد ومحاكمة الفاسدين. وسبق للبرلمان أن رفض أسماء وزارية اختارها العبادي بنفسه، وصوت البرلمان العراقي على اختيار عرفان الحيالي وزيرًا للدفاع وقاسم الأعرجي وزيرًا للداخلية ورفض اسمين كانا قد رشحا لوزارتي الصناعة والتجارة.
وقالت الجبوري "إن العبادي لا يزال مكبلًا بالكتل السياسية"، مضيفة أن العبادي لا يستطيع تقديم اسم مرشح ما لم تتم الموافقة عليه من قبل الكتل السياسية المعنية، والدليل أن ائتلاف الوطنية، غادر قاعة مجلس النواب، احتجاجًا لعدم وجود من يمثله في الكابينة الوزارية".
وتسبب الفساد على مدى سنوات في تبديد موارد العراق، وهو الذي يعاني أصلا من تراجع الإيرادات المالية، بسبب انخفاض أسعار النفط وزيادة الإنفاق، نتيجة التكاليف الكبيرة للحرب ضد تنظيم "داعش"، الذي لا يزال يحتل نصف الموصل ومناطق عدة من العراق.
وحول الخلاف بين المركز والاقليم وخصوصًا حول ملف المناطق المحررة، ذكرت أن هذا الموضوع الجدلي، يجب أن يناقش بعدما يتم تحرير كل المناطق التي استولى عليها داعش منذ منتصف عام 2014. وقالت الجبوري "لا يمكن التعامل مع أي شيء خارج الدستور والقانون حتى وأن كان واقع حال فان المشاكل ستتواصل بالتأكيد، والمرجو من مسؤولي حكومة كردستان غير مبنية على ردة فعل، بناء على تصريحات عراقية معينة تصدر من هنا وهناك".
ومهدت قوات البيشمركة الطريق للقوات العراقية لتدخل إلى الموصل، عبر جزئها الشرقي، بعدما اخترقت دفاعات داعش في المناطق الواقعة قبالة الساحل الأيسر، والتنسيق بين القوات العراقية وقوات البيشمركة في الحرب على الإرهاب، لم يسبقه مثيل منذ نحو ربع قرن، ووصفه كثير من المسؤولين الكرد والعراقيين بالتاريخي.
أرسل تعليقك