دمشق-العرب اليوم
يستمر تنظيم "داعش" في إغلاق الطريق الواصل، بين منطقة القدم ومخيّم اليرموك، أمام حركة دخول وخروج أهالي المخيّم، لليوم الخامس على التوالي، مستتبعًا ذلك بإجراء فاجأ العائلات اليرموكيّة المتواجدة في البلدات المجاورة، صباح الثلاثاء، إذ منع عناصر التنظيم، بعض العائلات المقبلة من بلدات ( يلدا- ببيلا- بيت سحم) من العودة إلى منازلهم داخل المخيّم.
وكانت حركة الدخول والخروج من وإلى مناطق القدم، وبلدات جنوب دمشق، التي كانت متاحة سابقًا أمام كبّار السن والنساء، وبعض الحالات المصرّح لها، تفيد الأهالي بجلب بعض الحاجيّات الغذائية والطبيّة، من تلك المناطق إلى المخيّم، قبل أن تؤدي الإجراءات الجديدة لـ" داعش" إلى حرمانهم من هذه النافذة الضيّقة.
وأفادت مصادر أنّ تنظيم "داعش" يشرع منذ فترة في تطبيق إجراءات إداريّة مشددة، تقوم على الفصل بين المناطق الإداريّة، التي يسيطر عليها التنظيم، حاصرًا الأذونات والشكاوى وغيرها من الأمور الإداريّة، لأبناء كل منقطة على حدى، لاغياً بذلك ترابطيّة مناطق سيطرته، الممتدة من بعض أحياء مخيّم اليرموك الى مناطق الحجر الأسود، ما انعكس سلباً على حريّة تنقل السكّان، وعزّز من ممكنات المراقبة الأمنية من قبل التنظيم لحياة الأهالي".
وعزت المصادر تلك الإجراءات، الى حاجة التنظيم، تشديد حصّاره على المناطق التي تسيطر عليها جبهة" فتح الشام"، حيث تخضع تلك المناطق لحصار مزدوج، تفرضه من الجهة الشماليّة للمخيّم، قوات الحكومة السورية وحلفائه من الفصائل الفلسطينيّة، وتنظيم "داعش" من الجهتين الشرقيّة والجنوبية، ويسعى كل طرف من الأطراف المُحاصِرة، إخضاع عناصر جبهة "فتح الشام" وانتزاع المناطق التي تسيطر عليها.
وتتيح إجراءات "داعش" الإداريّة، حصر أعداد وأسماء الأفراد القاطنين ضمن مناطق حكمها، ومراقبة تحركاتهم، وضمان عدم حدوث تسللات او عمليّات تهريب للمواد الغذائية، الى المناطق الخاضعة لـ" فتح الشام" المحاصرة من قبل تنظيم "داعش" والتي تسكنها مئات الأسر.
ويخضع الخارجون والداخلون من والى المناطق المحاصرة، للتفتيش الدقيق، من قبل عناصر "داعش" للتحقق من عدم إدخال أي من المواد المحظورة، التي تشمل المواد الغذائية ومستلزمات الاسعاف والعنايّة الصحيّة، فضلاً عن الدواء، ضماناً لعدم وصولها إلى عناصر جبهة " فتح الشام"، في حين يدفع الأهالي ثمن تلك الإجراءات، على ضوء تفاقم المعاناة الصحيّة، وحاجة الكثير من الأفراد إلى الأدويّة، خصوصاً أدوية بعض الأمراض المزمنة كالضغط والسكّر، وفقدان المناطق المحاصرة لأي مركز طبي أووحدة رعاية صحيّة.
وعن إدارة جبهة "فتح الشام" للأزمة المتفاقمة في المناطق التي تحكمها، قال أحد الساكنين :" لا يقدّم عناصر الجبهة أي شيء للأهالي، فبعد إطباق "داعش" حصاره، لم يعد بمقدور أحد إدخال المواد الغذائية وأي من مستلزمات الحياة، ويتولّى عناصر الجبهة توزيع بعض الحبوب المخزّنة، ولا يطال التوزيع إلاّ قلّة من العائلات".
أرسل تعليقك