بغداد- نجلاء الطائي
يتوجه الناخبون في إقليم كردستان العراق، السبت المقبل، إلى صناديق الاقتراع في انتخابات تشريعية لاختيار ممثليهم في برلمان الإقليم، فيما تتنافس 3 أحزاب رئيسية في هذه الانتخابات وهي؛ الحزب "الديمقراطي الكردستاني" بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ، و"الاتحاد الوطني الكردستاني" بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، وحركة التغيير (كوران) بزعامة نوشيروان مصطفى الذي انشق عن الاتحاد الوطني، وينتخب ما يقرب من 3 ملايين كردي لاختيار 111 نائبًا في برلمان الاقليم، الذي يشرع قوانينه الخاصة، ورشح لها 1129 مرشحًا في 31 كيانًا سياسيًا كرديًا للفوز بـ 100 مقعد، إضافة إلى 11 مقعدًا لمكونات غير كوردية.
و سيجري التصويت في 3 محافظات تمثل إقليم كردستان الذي يحظى بحكم ذاتي في شمال العراق، لانتخاب نواب لدورة تشريعية تستمر 4 سنوات في 21 ايلول/سبتمبر.
ويتوقع أن يحصد "الحزب الديمقراطي الكردستاني" بزعامة بارزاني أكبر عدد من المقاعد، ويرى المراقبون أن حزب التغيير سيكون منافسًا لـ"الاتحاد الوطني الكردستاني" بسبب غياب الرئيس طالباني الذي يعالج في ألمانيا منذ ما يقرب من عام .
ويقول المحلل أسوس هاردي "هذه الانتخابات قد تكون مهمة جدًا حتى أهم من (مجالس المحافظات) بالنسبة إلى إقليم كردستان فعلى سبيل المثال إذا ما فاز الحزب الديمقراطي بأغلبية كبرى، فهو من سيقرر النظام" في إشارة إلى الصراع المحتدم بشأن الدستور في الإقليم.
وتابع إن "حكومة قوية في إقليم كردستان قد تكون قوة لمناصري الكرد في العراق وسورية وتركيا وإيران".
وجرت عملية الاقتراع الخاص، الخميس، التي تشمل قوات الأمن والسجناء والمرضى والعاملين في المستشفيات، قبيل التصويت الرئيسي الذي سيجري السبت.
و على الصعيد الدولي يجري التركيز بصورة متزايدة على الاقليم الذي يتجه ربما إلى إعلان استقلاله بصورة كاملة عن الحكومة المركزية العراقية.
ويشكل التقدم الذي أحرزه الأكراد في الإقليم، علامة فارقة مقارنة بالعقود المنصرمة التي كان الناشطون الاكراد يواجهون فيها الاعدام في تركيا وسوريا وايران والعراق.
ويسعى إقليم كردستان الغني بالنفط إلى مد أنابيب نفط خاصة به، تعطيه مدخلا للأسواق العالمية، وقد صدر النفط عبر الحدود إلى تركيا المجاورة، ووقعت اتفاقات مع شركات طاقة أجنبية، تشمل شركات عملاقة مثل" اكسون موبيل" و"توتال".
وقد اعتمد الاقليم على سمعته كمنطقة مستقرة أمنيًا فضلا عن الاقتصاد الأسرع نموا من بقية العراق لجذب الاستثمارات بشكل مستقل عن باقي أجزاء العراق.
وكل هذه التصرفات أثارت غضب بغداد، التي اعتبرت تصدير نفط الخام إلى تركيا تهريبا، وكذلك اصرت على ان توقيع عقودا مع شركات أجنبية دون الرجوع اليها، غير قانوني.
ويخوض الجانبان كذلك نزاعًا حيال رقعة شائعة من الأرضي التي يطالب الإقليم بضمها إليه، فيما تعارض بغداد ذلك.
وأصبح الإقليم أكثر انخراطًا في الحرب الأهلية الدائرة منذ أكثر من 30 شهرًا في سورية المجاورة.
واشتبكت القوات الكردية الشهر الماضي مع اسلاميين متطرفين حرصًا منها على تامين ممر امن يربط سورية بالعراق للسماح لآلاف الاكراد السوريون اللجوء إلى كردستان.
وهدد زعيم رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني بالتدخل في الصراع السوري لحماية الاكراد هناك، لكن مسؤولين اكراد حاولوا التخفيف من هذه التصريحات.
ويذكر أن اقليم كردستان يمتلك قواته الخاصة ونظام تأشيراته الخاص و له حق السيطرة على مجموعة واسعة من المسؤوليات الأخرى.
وعلى الرغم من تأكيدها ان مواطنيها يتمتعون بحريات اكبر من مواطنيهم في اي مكان اخر في العراق، الا ان السلطات الكردية تعرضت إلى سلسلة من الانتقادات في مجال انتهاك حقوق الانسان.
وقبيل اجراء الانتخابات، خلف هجوم استهدف انصار حزب "التغيير" مقتل شخص واصابة العديدين.
أرسل تعليقك