غزة ـ محمد حبيب
بعد ثورات "الربيع العربي"، خرجت حماس من البيت السوري، محافظة على علاقتها مع حزب الله وإيران، لكن يبدو أن العلاقات خلال الأشهر الماضية بدأت تفقد بريقها، بحيث ان الحركة نقلت البندقية من كتف دمشق،الى القاهرة؛ باعتبارها السند العربي والإسلامي، وذات الأيدلوجيات.
إلا أنه بعد تولي جماعات العسكر في مصر، والتي لا تكِنُّ وُدًا لحماس، وسيطرتها على الحكم، وعزل الرئيس مرسي، أصبحت العلاقة مع الجانب المصري؛ مكبلة بقيود.
صحيفة "الرسالة" المحلية التابعة لحركة حماس والصادرة في غزة نقلت عن محللين ومراقبين دوليين أنّ الحركة تقف الآن أمام مفترق طرق، وعليها أن تحسم مجموعة من القضايا المصيرية .
الخبير في شؤون الشرق الأوسط، ومدير تحرير جريدة الحياة أحمد الأصفهاني، قال إن على حماس الانتقال من مرحلة غامضة مع إيران وحزب الله، لحِقبة جديدة، مشددًا أنه يتوجب على الحركة رأب الصدع مع هذه القوى.
وأشار إلى أن علاقة الحركة مع سوريا؛ انكسرت نهائيًا، متوقعًا أنها لن تعود كما كانت مسبقاً، لافتًا إلى أن هناك تنسيقاً خجولاً بين حماس ولبنان، "ولم تصل لحد القطيعة".
وأوضح الأصفهاني، أن أبعادًا سلبية، بدأت تتخذ في البعد المصري، " والحركة غير قادرة على معالجتها حاليًا، بينما الطريق لم يغلق نهائيا مع إيران وحزب الله".
من جهته، دعا ماجد عزام، مدير مركز الشرق المتوسط للدراسات والإعلام، حركة حماس، للوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف بمصر. مستبعدًا وجود حصار على غزة، وإنما هو " ظرف استثنائي".
لكن الأصفهاني اختلف مع سابقه، حيث توقع أن يشتد الخناق على غزة، وحركة حماس، " لأنها لن تكون في منأى عن تداعيات الشأن المصري، وأعمال العنف في سيناء".
وقال أيضًا إن بعض الأطراف تتهم حماس سلفًا بتدريب وتمويل عناصر في سيناء، لافتًا إلى أن إيذاء الجيش المصري للفلسطينيين بغزة من خلال التضييق عليهم، يهدف لاسقاط حكم حماس .
أما المحلل والخبير في الشؤون العربية والدولية، رغيد الصلح، قال إن طريق التحرير يمر عبر العرب واشراكهم في الدفاع عن القضية الفلسطينية. ومن يعارض هذا الاتجاه، "يدفع باتجاه أوسلو جديدة ، ومزيد من الانهيارات والتراجعات على الصعيد الفلسطيني".
وحول الجهات التي عليها أن تدعم حماس، أفاد عزام، بأن على الحركة أن تدعم نفسها ذاتيًا، من خلال إتمام عملية المصالحة، وإنهاء الإنقسام الفلسطيني.
ولفت إلى أن القضية الفلسطينية حاجة للجميع، " ولم تكن حماس مضطرة لإضفاء نوع من الحميمية على علاقاتها مع النظام السوري".
واكد الصلح إنه يجب على حماس إعادة القضية الفلسطينية لقلب الاهتمامات العربية.
موضحا انه " يجب أن يكون برامج المصالحات الوطنية مع كل القيادات العربية، وإيجاد مجال لتحرير الأرض وإعادة الفلسطينيين إلى ديارهم".
وبشأن دعم حركة حماس مستقبلًا، شدد الصلح، على أن كل سياسي عربي يريد أن يكتسب مشروعية عربية، يبدأ بالتركيز على القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الدول الداعمة ستبقى قريبة من حماس، ولن تتخلى عنها بسهولة.
وطالب الأصفهاني حركة حماس، بأن تجري اتصالاتها مع بعض القطاعات الليبرالية، - التي لا تَكِن موقفًا عدوانيًا مع الحركة-، قبل الوصول الى القطيعة النهائية مع مصر.
في غضون ذلك رأى الدكتور محمود الزهار القيادى البارز فى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن حركته لن تخسر أى انتخابات ستجري خلال الفترة المقبلة، مؤكدا وجود تنسيق بين الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية لتشكيل جبهة وطنية ضد المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلى.
وأضاف الزهار في لقاء سياسى نظمته وزارة الداخلية والأمن الوطنى بغزة الخميس- "مخطئ من يظن أن حماس ستخسر أي انتخابات مقبلة؛ لأن المواطنين فى القطاع سيقيمون الوضع الأمنى السابق بالحالي".
وأوضح أن حماس وضعت خمسة بنود كشرط لإتمام المصالحة مع حركة فتح، أبرزها مشاركة حماس فى منظمة التحرير الفلسطينية وعقد الانتخابات العامة بشفافية ونزاهة. .قائلا إن " الرئيس محمود عباس ذهب الى المفاوضات رغم أن الاستيطان مستمر والقدس تهود بشكل كبير وهناك مطالبات من وزراء إسرائيليين بإلغاء اتفاقية أوسلو". "حسب قوله"
وأكد أن حركته لا تضيع الوقت وتعمل على تدعيم المقاومة فى قطاع غزة والتحضير لأي مواجهة مقبلة مع الاحتلال. .قائلا "مفاوضات التسوية لا فائدة ترجى منها".
وجدد الزهار تأكيده على ضرورة تعزيز التنسيق بين حركته والفصائل والقوى الوطنية والإسلامية فى الأراضى الفلسطينية وخاصة قطاع غزة، لافتا إلى اللقاء الذى عقدته حماس مع حركة الجهاد مؤخرا لتعزيز التنسيق والتعاون فى المجالات السياسية والأمنية والجماهيرية كافة.
ورحب باستعداد الجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين لمشاركة حماس فى التحضير لجبهة وطنية ضد المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلى.
أرسل تعليقك