باريس - العرب اليوم
أكد الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني على رغبتهما بالدفع إلى تنفيذ الالتزامات المنصوص عليها في اتفاقية باريس لعام 2015 واتفاق غلاسغو للعام الماضي للمناخ، كما شددا على ضرورة دعم الدول في طور النمو لمواجهة التحديات البيئية. وجاء ذلك في لقاء لإيمانويل ماكرون وريشي سوناك، في شرم الشيخ على هامش قمة المناخ «كوب 27».
وأفاد بيان صدر عن قصر الإليزيه، عقب الاجتماع، بأن الجانبين رأيا من الضرورة أن تقوم الدول ذات الاقتصادات المتقدمة - أي الدول الصناعية الغنية - بمستوى التحديات البيئوية وأن تبين تضامنها مع الدول «الهشة»، وذلك بأن تلتزم بتوفير مبلغ مائة مليار دولار سنوياً لمساعدة هذه الدول المحتاجة من أجل تنفيذ الأجندة البيئوية. والحال أن التزام المائة مليار الذي أعلن عنه قبل سنوات لم يوضع موضع التنفيذ لا بل إن عدداً من الدول الصناعية لا تريد الخوض في هذا الملف، وفق ما أشارت إليه مصادر فرنسية.
من جانب آخر، تناول ماكرون وسوناك الملف الأوكراني ومواصلة التعاون بينهما لتوفير الدعم لأوكرانيا إن من الناحية العسكرية أو للاستجابة للحاجيات الحيوية الضرورية لمواجهة فصل الشتاء. وبهذه المناسبة دعا ماكرون رئيس الوزراء البريطاني الذي التقاه للمرة الأولى منذ وصوله إلى منصبه الجديد للمشاركة في المؤتمر الدولي الذي تريد باريس تنظيمه في 13 ديسمبر (كانون الأول) القادم تحت عنوان «دعم صمود المدنيين في أوكرانيا». وفي السياق عينه، تناول المسؤولان «نتائج العدوان الروسي على أمن الطاقة والأمن الغذائي» وأعربا عن رغبتهما في تعزيز التنسيق بينهما بهذا الخصوص.
وفيما أشار البيان إلى أن ماكرون وسوناك أبديا طموحهما لتعزيز التعاون في المجال النووي المدني، فإنهما تناولا كذلك أحد أهم المواضيع الخلافية بين البلدين المتمثل بتدفق الهجرات الشرعية على الشاطئ البريطاني انطلاقاً من فرنسا. ويتراشق الطرفان دورياً ويلقي كل منهما المسؤولية على الطرف الآخر. وبعد رحيل ليز تراس عن رئاسة الحكومة، الأمر الذي أراح السلطات الفرنسية، فإن باريس راغبة في إطلاق علاقة ثقة مع سوناك بعيداً عن المهاترات والاتهامات. وتريد لندن من باريس أن تشدد الرقابة على الشاطئ الذي تنطلق منه الزوارق التي تنقل المهاجرين والتي تقوم بتنظيمها شبكات منتشرة في عدد من البلدان الأوروبية. وبالمقابل، ترى فرنسا أنه ما لم تعمد بريطانيا إلى تغيير قوانينها الخاصة باستقبال المهاجرين بعد وصولهم إلى الأراضي البريطانية، فإن هؤلاء سيبقون راغبين بتوسل أي طريقة لعبور بحر المانش الفاصل بين فرنسا وبريطانيا رغم المخاطر والصعوبات التي يواجهونها.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك