باسيل يتحدى حكومة الحريري بطرح 3 ملفات ساخنة
آخر تحديث GMT06:08:53
 العرب اليوم -

باسيل يتحدى حكومة الحريري بطرح 3 ملفات ساخنة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - باسيل يتحدى حكومة الحريري بطرح 3 ملفات ساخنة

الرئيس ميشال عون
بيروت - العرب اليوم

ساد اعتقاد بأنّ الحكومة الثانية في عهد الرئيس ميشال عون ستختلف عن الأولى، من منطلق كونها "الخرطوشة الأخيرة" لتحقيق الإنجازات المطلوبة بعد تسعة أشهر من الفراغ وتراجع ثقة الناس إلى ما دون الصفر، ولكنّ التعثّر بدأ منذ الجلسة الأولى ويتواصل فصولًا.

وفي الوقت الذي كان يفترض أن يكون الوزير جبران باسيل الأحرص على تصفير المشكلات والتبريد إفساحًا في المجال أمام انطلاقة صاروخية للحكومة كما كان يتمنى رئيسُها سعد الحريري، فإذ به يلجأ إلى التسخين في ثلاثة ملفاتٍ خلافيّة ويتهيّأ لطرح الملف الرابع من المربع الخلافي نفسه، أي الكهرباء.

وأيُّ نظرة سريعة إلى الملفات الخلافية المرتبطة بالنازحين والتطبيع والإبراء المستحيل تُظهر أنها من الفئة نفسها وتخدم النظام السوري و"حزب الله" في مواجهة القوى الأخرى، وتحديدًا الحريري، الأمر الذي دفع أوساط سياسية مواكبة ومطلعة إلى وضع هذا التصعيد في أربع خانات سياسية:

ـ الخانة الأولى، مقايضة التراجع عن التصعيد في الملفات الثلاثة مع الحريري مقابل موافقته على خطة الكهرباء التي ستُعرض في الأسبوعين المقبلين.

ـ الخانة الثانية، إثارة الغبار السياسي التصعيدي بغية إمرار ملف الكهرباء بالاتفاق مع الحريري.

ـ الخانة الثالثة، الاشتباك مع الحريري إرضاءً للنظام السوري و"حزب الله" الذي لا يبدي ارتياحًا إلى العلاقة بين الرجلين، فقرّر باسيل تطمين الحزب على حساب علاقته بالحريري.

اقرأ أيضا:

الرئيس اللبناني يُؤكد حسم "أزمة السجون" خلال المؤتمر الجمهوري المرتقب

ـ الخانة الرابعة ترتبط بشخصية باسيل المتقلبة والتي لا ترسو على برّ وموقف وتنتهج التصعيد أسلوبًا والاشتباك هدفًا، والاشتباك يتم على طريقة خبط عشواء وليس انطلاقًا من اتجاه وطني أو سياسي ثابت.

وأما الكلام التهويلي لباسيل باستعداده الاستغناء عن الحكومة فيندرج في سياق "البهورة" السياسية لا أكثر، لأنه يدرك تمامًا أنّ استقالة الحكومة تعني أن لا حكومة طوال عهد عون، و أنّ البلد يتّجه إلى الانهيار، ما يجعله يصطدم بـ"حزب الله" الذي يتفادى هذا السيناريو كونه يضع لبنان تحت الوصاية الدولية، وإذا كانت الحكومة الحالية قد استغرقت كل هذا الوقت لتأليفها، فماذا عن أيّ حكومة جديدة؟ وماذا تبدّل في الظروف والمعطيات ليتمكن من تشكيلها وفق شروطه؟ والمتضرر الأول من هذا السيناريو سيكون العهد.

ومن الواضح أنّ عنوان المرحلة لباسيل هو الكهرباء، وما زال مصرًّا على إمرارها تبعًا لوجهة نظره، فقرّر فتح أكثر من جبهة دفعة واحدة في محاولة لإمرار ملف الكهرباء تحت وابل التصعيد السياسي، ولا حاجة للقول أنّ هذا الملف لن يمرّ إلّا وفق ما تقتضيه مصلحة البلد، وسيتفاجأ بالمعطيات التي ستوضع على طاولة مجلس الوزراء، وسيكون موقف "حزب الله" الذي وضع الإصلاح والفساد أولوية على المحك، فيما التصعيد في الملفات الأخرى سيواجه بالطريقة نفسها، والمتضرر الأول من هذا الأسلوب هو العهد الذي تكمن مصلحته في التبريد والتهدئة والاستقرار والانتظام لتعويض ما فات وإنجاز ما يمكن إنجازُه.

باسيل يدرك أنّ ملف العلاقة مع النظام السوري في طليعة الملفات الخلافية، ولا يحق له أن يفرض وجهة نظره على الآخرين الذي يمثلون نصف المجتمع، بل أكثر بكثير، والعكس صحيح، وهذا في المبدأ، وأما في الجوهر، فالعلاقة بين البلدين قائمة والتنسيق موجود ولا حاجة عملية إلى تطويرها أكثر بغية أن يتمكّن باسيل من لقاء الأسد من دون معارضة داخلية وغطاء رسمي، الأمر الذي لا يمكن أن يتحقق ل أنّ عودة العلاقات إلى طبيعتها شرطها الأساس استعادة سوريا مقعدها في جامعة الدول العربية ورفع الحظر الدولي عنها وإجراء مراجعة للعلاقة بين البلدين، فلا يمكن القبول بعودة العلاقة وكأنّ شيئًا لم يكن، فيما هذا النظام يدعم فريقًا لبنانيًا في مواجهة فريق آخر ويتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية ويتحيّن الفرصة للعودة إلى لبنان ولم يتخذ التدابير القضائية في حق مَن حاول تفجير لبنان، عدا عن أن لا مصلحة بتعريض علاقات لبنان مع المجتمعين العربي والدولي بغية مسايرة الاعتبارات الرئاسية لهذا الشخص أو ذاك.

وأين مصلحة باسيل في تجديد الاشتباك حول ملف النازحين على رغم معرفته أنّ عودتهم غير ممكنة بعلاقة ثنائية بين لبنان والنظام السوري يريدها لاعتبارات سياسية، ولو كانت كذلك لكانت تمت العودة منذ سنوات، فيما هذا الملف موضوع على طاولة المجتمع الدولي الذي يتوقف عليه تمويل العودة المُتعذّر أن يموّلها النظامان السوري والإيراني، وهذا في حال تمّ التسليم أنّ نظام الأسد يريد إعادة النازحين، فيما جميع الموفدين الدوليين يتحدثون عن العراقيل التي يفتعلها هذا النظام لمنع العودة؟ فالمعبر الفعلي إلى حلّ أزمة النازحين هو من طريق المجتمع الدولي وليس عبر علاقة ثنائية غير قادرة على إعادة أكثر من بضع مئات.

وتوقعت أوساط مطلعة أن يستمرّ التعثر فصولًا، حيث أنّ كل المؤشرات تدلّ على أنّ التصعيد سيكون سيّدَ الموقف، خصوصًا في ظلّ استعجال يبديه باسيل بإرضاء نظام الأسد و"حزب الله" ما زالت أسبابه غير مفهومة، فضلًا عن أنّ "المكتوب يُقرأ من عنوانه"، فإذا كانت البداية على هذا النحو، ف أنّ ما تنتظره الحكومة لن يكون أفضل حالًا من تجربة الحكومة الأولى، بل أسوأ كون باسيل يعتبرها الخرطوشة الأخيرة، وبالتالي يجب توقع أيّ شيء بدءًا من الآن في الاشتباك مع الجميع دفعة واحدة حينًا ومداورة أحيانًا، وكل ذلك تحضيرًا للمرحلة المقبلة.

وفي مطلق الحالات، فالتصعيد الأخير لباسيل ليس بريئًا ولا عفويًا، فإما يرمي إلى محاولة إمرار التعيينات والكهرباء، وإما محاولة فرض أمر واقع في العلاقة مع النظام السوري، وفي الحالين المتضرّر الأكبر هو باسيل ومن خلفه ربطًا بالعهد ورصيده، فيما كان في استطاعته إبعاد الملفات الخلافية عن سطح الأحداث، والتركيز على الملفات الحيوية على أساس معايير وآليات قانونية.

ويجب على باسيل أن يقرأ بتمعّن ردّ فعل "المستقبل" الفوري على مواقفه الانتقادية وبسقف مرتفع جدًا، الأمر الذي يعني أن لا فترة سماح ولا مسايرة ولا غضَّ نظر، بل ردّ فعل على قاعدة "الرطل بدّو رطل ووقية"، كما أنّ على باسيل أن يقرأ جيدًا معاني عودة السنيورة إلى المقدمة والمصالحة مع اللواء أشرف ريفي وعودة العلاقة مع السعودية إلى حقبتها الذهبية، وكل هذه العناصر وغيرها من الثقة الدولية بالحريري إلى علاقاته المحلية تشكل تحصينًا للحريرية السياسية وعامل توازن كبيرًا مع عون واستطرادًا "حزب الله" لا يجب الاستخفاف بها، والحريري في الحكومة الثانية للعهد غيره في الحكومة الأولى، وما على باسيل إلّا التبصُّر.

قد يهمك أيضا:

استياء فرنسي وأميركي مِن موقف ميشال عون تجاه حزب الله

الرئيس اللبناني يلتقي نظيره الروسي نهاية آذار الجاري

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باسيل يتحدى حكومة الحريري بطرح 3 ملفات ساخنة باسيل يتحدى حكومة الحريري بطرح 3 ملفات ساخنة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"

GMT 17:13 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

4 ثنائيات تجتمع مجددًا بعد غياب في موسم دراما رمضان 2025

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 22:21 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قطع ديكور يمكنك إضافتها لمنزل أكثر دفئا في الشتاء

GMT 07:45 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab