الخرطوم- محمد إبراهيم
أكد الرئيس السوداني عمر البشير، أن مرض العلاقات بين الخرطوم والقاهرة سببه الإعلام المصري، وشدد على أنه يتعامل بصورة غير موفقة مع السودان ولكننا تعودنا عليه.
وأوضح عمر البشير أنه لن يترشح في انتخابات الرئاسة المقبلة ويفضل لقب رئيس سابق، وحذر البشير السوداني من خطورة الوضع الحالي في الدول العربية، معتبرا أن العرب الآن ضحية لخطة غربية فارسية صهيونية، متهما إيران بتنفيذ برنامج من أجل السيطرة على دول عربية، واستشهد لذلك بتصريحات لمسؤولين فيها.
وأوضح البشير في حوار مطول مع صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، نُشر "الخميس"، أن الدستور الحاكم الآن في السودان هو دستور 2005، وبالتالي فإنه بنصّ هذا الدستور أكون قد أنهيت المدة، ولن أستطيع أن أترشح مجددا، وقال إنه سيجد متعة في مناداته بلقب الرئيس السابق لأن الكل سيحترمك كرئيس سابق وينادونك في الشارع يا فخامة الرئيس دون أدنى مسؤوليات.
وقال البشير "العلاقات مع القاهرة تشكو من الإعلام المصري، فهو مرضها، لأنه يتعامل بصورة غير موفقة، ولكننا تعودنا عليه، وبشأن سد النهضة الإثيوبي، وأضاف "بالنسبة إلى السد قناعتنا أنه له إيجابيات كبيرة على تنمية السودان"، وأشار إلى أن المشكلة إذا كانت في حصة مصر في مياه النيل نؤكد أنها مؤمّنة تماما، لأن السد لتوليد الكهرباء فقط، أي ليس هناك أي استغلال لمياه السد للري.
ونوه البشير إلى أن المنطقة التي يوجد فيها السد تقع على بعد 20 كلم من الحدود السودانية، وهي منطقة جبلية لا توجد فيها أراض صالحة للزراعة أو الري، وبالتالي لن يؤثر على حصة السودان ومصر في مياه النيل.
واعتبر البشير أن موقف الإعلام المصري تجاه هذا السدّ، موقف غير مبرر، لأنه أحدث تعبئة للمواطن المصري، بأن إثيوبيا ستتحكم في مياه النيل.
وحذر الرئيس السوداني عمر البشير من خطورة الوضع الحالي في الدول العربية، معتبراً أن العرب الآن هم ضحية لخطة غربية فارسية صهيونية، متهما إيران بتنفيذ برنامج من أجل السيطرة على دول عربية، واستشهد لذلك بتصريحات لمسؤولين فيها.
وتحدث البشير باستفاضة عن ملامح حلف إيراني صهيوني غربي أدى إلى الأوضاع الحالية، قائلاً إن ما يحدث حاليا في المنطقة تداخلت فيه العوامل الإقليمية والدولي، وأضاف "إننا نرى حلفا صهيونيا فارسيا غربيا رغم أن الظاهر للناس أن العداء قائم بين إيران والغرب"، ووصف الخطاب الإيراني الموجه ضد أميركا وإسرائيل بمجرد شعارات، وشدد البشير على أن إسرائيل هي المستفيد الأكبر مما يحدث وأكد أن قوتها ليست في قوتها الذاتية وإنما في ضعف الأمة العربية.
وقال "قناعتنا أن المنطقة مقسمة بين دولة إسرائيل الكبرى والدولة الصفوية، وهذا الأمر يمضي على هذا النسق، فهناك علامة استفهام في تسليم أميركا العراق إلى جهات تدين بالولاء لإيران، وهذا يؤكد أن هناك برنامجا لمخطط واضح".
وأكد البشير أيضا أنه على قناعة أن هناك برنامجا لتقوية ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وتمكينها من احتلال المدن السنية في العراق لتبرير قصفها وتهجيرها، والشيء نفسه يحصل في سورية.
وربط عودة علاقات بلاده مع إيران إلى طبيعتها بعدم تدخل طهران في المنطقة العربية، والتوقّف عن استهداف السنّة العرب، وعدم محاولة ممارسة برامج التشييع.
وقال "نحن في السودان تحديدا لدينا ما يكفينا من مشاكل كثيرة، قبلية وجهوية وتمرد، لا نستطيع أن نضيف إليها مشاكل أخرى جديدة".
أرسل تعليقك