كشفت الأمم المتحدة، الأربعاء، أنها تلقت تقارير جديدة عن انتهاكات بالغة لحقوق الإنسان، تعرض لها مدنيون فارون من مدينة الفلوجة العراقية على يد جماعات مسلحة تساند الهجوم العسكري المدعوم من الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش".
وفر آلاف المدنيين من المدينة التي تقطنها أغلبية سنية. وقال المحافظ الأسبوع الماضي إن 49 من الرجال السنة أُعدموا بعد أن استسلموا لمقاتلين شيعة يدعمون الجيش وإن أكثر من 600 مفقودين. وأوضحت متحدثة أن المفوضة العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة حصلت على تسجيلي فيديو لواقعتين أخريين توضحان انتهاكات مزعومة لمدنيين من الفلوجة. وفي إحدى الواقعتين يُضرب رجل على رأسه وتجره مركبة عسكرية على الأرض في حين يظهر في الواقعة الثانية أشخاص يتعرضون للضرب ببندقية وللركل على الرأس. وفي الحالتين يرتدي الجناة الزي العسكري إلا أن الأمم المتحدة قالت إنها لم تتمكن من معرفة انتمائهم أو التأكد من صحة التسجيلين. إلا أن المتحدثة قالت إن المنظمة الدولية تلقت تقارير بوقوع مثل هذه الانتهاكات من عدة مصادر.
وطالبت الأمم المتحدة من قبل الحكومة العراقية بضمان المساءلة فيما يتعلق بمزاعم الانتهاكات التي تنذر بالمزيد من أعمال العنف الطائفي في العراق، وألقي القبض على عدد من العسكريين. وكشف يوسف الكلابي المتحدث باسم الحشد الشعبي أن التقارير كاذبة على الأرجح وجزء من حملة تشهير. وأضاف "للأسف لا تزال القوات الأمنية والحشد الشعبي تتعرض لهجمة إعلامية منظمة تهدف إلى تشويه النصر في الفلوجة، وهناك العديد من التقارير ومقاطع الفيديو والأخبار تبث على بعض القنوات تكون قديمة أو مفبركة".
وشنّت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية 35 غارة جوية على مواقع تنظيم "داعش" في العراق وسورية، منهم 17 غارة في العراق بالقرب من بيجي والفلوجة وكيسيك والموصل والقيارة والرمادي وتلعفر ضربت عددًا من الوحدات التكتيكية والمواقع القتالية والمركبات ومناطق تجمع المسلحين إلى جانب نفق ومعدات مدفعية ومنصات لإطلاق الصواريخ ومواقع للأسلحة التابعة لداعش، و18 غارة في سورية استهدفت منشآت للتنظيم بالقرب من البوكمال والرقة ومنبج ومارع ضربت ودمرت وحدات تكتيكية ومواقع قتالية ومعدات نفطية ومركبات.
يأتي ذلك في وقت، رفض العراق مشاركة القوات التركية في عملية تحرير مدينة الموصل من تنظيم" داعش" المتطرف. وأوضح الناطق باسم وزارة الدفاع نصير نوري في تصريح صحافي، أن "القوات التركية مازالت موجودة في معسكر بعشيقة والحكومة العراقية تعتبر ذلك خرقًا لسيادة العراق".
وأضاف "نطلب أن ترحل هذه القوات من هذه المنطقة لتسهيل مهمة القوات المسلحة العراقية للقيام بهذا العمل" نافيًا وجود "أي طلب أو احتمالية لمشاركة هذه القوات بتحرير الموصل". وتتواجد قوات تركية في معسكر بعشيقة قرب الموصل رغم رفض ومطالبة الحكومة العراقية بانسحابها كونها انتهكت سيادة العراق وجاءت دون طلب منه، الأمر الذي تنفيه أنقرة وتقول أن قواتها دخلت بموافقة وطلب عراقي. وأعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن تركيا ستدعم بقوة عملية محتملة لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش. ووصلت قوات من الجيش العراقي إلى معسكر مخمور جنوبي الموصل وشرعت في عملية تحرير قضاء القيارة القريب واستعادت عدة قرى هناك قبل أيام.
وكشف مصدر في قيادة عمليات تحرير نينوى، الأربعاء، أن "لواء المشاة الآلي السابع والثلاثين التابع للفرقة المدرعة التاسعة، استهدف بقصف مدفعي مواقع لتنظيم داعش، في قرية زناوير التابعة لناحية القيارة جنوب الموصل". وأضاف المصدر، أن القصف أسفر عن مقتل ثلاثة من أبرز قيادات داعش الميدانية، وهم "محمد الماضي ومحمد العجس وعدي العلي الملالي"، وهم مختصون بإطلاق الصواريخ الحرارية.
وذكر بيان لخلية الإعلام الحربي، الأربعاء أن القوات الأمنية اقتحمت قرية الحاج علي جنوب الشرقاط ورفعت العلم العراقي فوق مبانيها بعد طرد عناصر داعش منها". وفي صلاح الدين، تمكن تنظيم "داعش"، الأربعاء، السيطرة على مواقع أمنية، شرق تكريت، بعد اشتباكات أسفرت عن مقتل وإصابة 20 عنصرًا من الحشد الشعبي والتنظيم، بينما قطعت القوات الأمنية الطريق الرابط بين تكريت وكركوك. وأضاف مصدر أمني في قيادة عمليات صلاح الدين أن "تنظيم داعش شن، الاربعاء، هجومًا واسعًا على منطقة الزركة، شرق تكريت"، مبينًا أن اشتباكات مسلحة اندلعت بين عناصر التنظيم وقوات من الحشد الشعبي، مما أسفر عن مقتل أربعة من عناصر الحشد الشعبي وإصابة 14 آخرين بجروح متفاوتة ومقتل اثنين من عناصر التنظيم وتدمير آلية تحمل احادية تابعة لهم".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "تنظيم داعش سيطر على بعض المواقع الأمنية في المنطقة"، مشيرًا إلى أن "القوات الأمنية اغلقت الطريق الرابط بين تكريت ومحافظة كركوك بعد وصول تعزيزات عسكرية لطرد عناصر التنظيم". وأكد المصدر ذاته، أن تنظيم داعش تمكن من تفجير خمسة أبراج لنقل الطاقة الكهربائية، في منطقة البوخدو، جنوبي قضاء الدور (25كم شرقي تكريت)". وأوضح، أن عملية التفجير تمت بواسطة زرع العبوات الناسفة قرب الابراج. وذكر إعلام الحشد الشعبي في بيان ، أن "متطرفو داعش اقدموا على تفجير جسر الازركية شمال غرب الفلوجة بسيارة ملغومة".
وأعلن مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي، عن إنقاذ نحو 70 ألف من سكان مدينة الفلوجة خلال عملية التحرير الجارية للمدينة من تنظيم "داعش" المتطرف. وقال المتحدث باسم المكتب سعد الحديثي في ايجازه الصحافي، "نتيجة للجهود الحكومية فقد تم انقاذ نحو سبعين الفاً من أهالي الفلوجة والمناطق المحيطة بها وتأمينهم في مراكز الايواء بعد ان بقوا لاكثر من عامين تحت تعسف وظلم الإرهاب عرضة للقتل والتنكيل في كل يوم". وأكد الحديثي، "أحرزت قواتنا الباسلة مزيدا من التقدم في استعادة أحياء مدينة الفلوجة وتواصل انتصاراتها يوميا وفقا للخطة المرسومة لتطهير المدينة من بقايا عناصر داعش وتدمير اوكارهم واستهداف تجمعاتهم، بالتزامن مع التقدم باتجاه مدينة الموصل".
وتابع الحديثي أن خطوة العبادي بتغيير عدد من المفتشين العموميين في وزارات ومؤسسات الدولة، لتعزيز مبدأ النزاهة والرقابة وترصين الأداء الحكومي والحفاظ على المال العام وتنفيذ البرنامج الحكومي للإصلاحات الذي اقره مجلس النواب. وأضاف "مما يثير الاستغراب، معارضة هذه الإجراءات الإصلاحية بادعاءات باطلة من بعض الذين يدعون إلى نبذ المحاصصة لكنهم في نفس الوقت يصرون على التمسك بها وهو مايظهر تناقض مواقفهم بشان تنفيذ الإصلاحات".
يأتي حديث الحديثي ،ردًا على انتقادات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على إجراءات الحكومة الأخيرة بتغيير مسؤولين حكوميين بملفات متعلقة بالاقتصاد، واصفا هذا الموقف بالتناقض. وكان الصدر من أشد الداعمين لإجراءات الحكومة بقيادة العبادي صوب التغييرات الخاصة في الحكومة التي قال انها من اجل مكافحة الفساد.
وكان العبادي اعفى بداية الشهر الجاري مدير جهاز المخابرات ومدير عام المصرف التجاري ورئيس شبكة الاعلام العراقي ومديري مصارف الرافدين والرشيد والعقاري والصناعي والزراعي من مناصبهم. وعلق الصدر على هذه الإجراءات بإنها "تكريس للفساد". و"المفسد لا يحاسب المفسد".
أرسل تعليقك