الرياض – العرب اليوم
لقيت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في القمة العربية إلى إعادة هيكلة جامعة الدول العربية، وإصلاحها وتطويرها قبولاً وترحاباً في الأوساط السياسية والفكرية العربية، كون إصلاح الجامعة ضرورة كما جاء في كلمته أمام "قمة عمان"، التي وصفوها بأنها وثيقة مهمة لتعزيز العمل العربي المشترك.
ويرى المفكر البحريني الدكتور علي فخرو أن إصلاح الجامعة العربية من عوامل النهوض والتجدد والخروج من ارتهان الماضي إلى آفاق مستقبل أرحب. ويؤكد أن التوجه نحو الإصلاح العربي بنظرة شاملة عامة بدءا من إصلاح بيت العرب خطوة نحو استشعار ما وصلوا إليه من انشغال فردي وإهمال للعمل الجماعي، مؤملاً أن تؤخذ دعوة الملك سلمان مأخذ الجد من خلال التركيز على جوانب التكامل وتحقيق المشتركات المفصلية.
ولفت إلى أن موضوع الإصلاح في الجامعة والبلدان العربية لم يعد هماً محلياً، ولا حتى إقليميا قوميا، وإنما أصبح موضوعا معولما بالغ التعقيد والتشابك.
وأكد أن عملية إصلاح الجامعة العربية وإعادة هيكلتها مطلب من أجل إعدادها لتساهم بفاعلية في تطوير وتجويد العمل العربي المشترك، مضيفاً الإصلاح يحتاج إلى فرق عمل قانونية وإدارية وسياسية واقتصادية، كما يحتاج إلى تمويل مالي كاف.
و يؤكد الدكتور محمد الرميحي أن إصلاح الجامعة ينطلق من تنمية اجتماعية شاملة للدول العربية، وإتاحة الفرص للشباب للمشاركة بأدوار قيادية فاعلة، وعدم إغفال المرأة ودورها، لافتا إلى أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، وأن الذهاب إلى المستقبل بحلول الماضي وصفة غير ناجعة، مؤملاً أن تحقق القمة العربية خطوة نحو تحسين أداء المنظومات الحكومية على مستوى الصحة والتعليم والتكامل الاقتصادي لتعزيز الأداء، ونفخ روح الانتماء العروبي مجدداً لمواجهة تيارات التحدي الداخلي والخارجي.
ويرى الرميحي أن الإرادة السياسية للمجموعة العربية مطلوبة في ظل تردي أوضاع العرب، والصعوبات والتحديات التي تواجههم. ودعا إلى تحقيق اندماج خليجي يرتقي به أداء الجامعة العربية.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد المسفر: من حسن الحظ أنه ما زال هناك عدد من قادة العرب يشعر بخطر الأحداث التي تكاد تجرف العمل العربي المشترك ووحدة الأمة، ولذلك جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى تعزيز دور الجامعة العربية، من خلال تفعيل الشراكة بين المنظومة العربية بصورة تكاملية، وتفعيل دور الكوادر داخل الجامعة من خلال اقتراح البرامج والأفكار والأطروحات المنسجمة مع روح العصر والممكنة التحقق على أرض الواقع، مؤملاً أن يتم التوافق على حد أدنى من درء الخطر المحدق بالعرب من خلال إعادة التصور لمفهوم التكامل العربي وتحديد أولوياته، وطرح أسئلة حقيقية تلامس جوهر الإشكالية كون الدولة الوطنية الحديثة وسيلة من وسائل مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
أرسل تعليقك