القامشلي - لامار اركندي
أحيا آلاف الأكراد، الثلاثاء، عيد نوروز "رأس السنة الكردية في مناطق الجزيرة وكوباني وعفرين، شمال شرق سورية باحتفالات كبيرة". ويعتبر عيد نوروز عيدًا قوميًا، يحتفل به الأكراد عادة، بمراسم احتفالية، وإيقاد شعلة نوروز في كل المدن الكردية، والتي تسمى شعلة كاوى الحداد، ويتم إشعال النيران أعالي المرتفعات القريبة من المجمعات السكنية، وإشعال الشموع داخل المدن بالتزامن مع الرقصات الفلكلورية.
ويصادف عيد نوروز اليوم الأول للسنة الكردية، 21 آذار/مارس، هو العيد القومي لدى الشعب الكردي وعدد من شعوب شرق آسيا، وهو في نفس الوقت رأس السنة الكردية الجديدة، وهو من الأعياد القديمة التي يحتفل بها الأكراد.
وأوضح الكاتب الكردي رستم مصطفى، في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، أن نوروز يصادف التحول الطبيعي في المناخ والدخول في شهر الربيع الذي هو شهر الخصب، وتجدد الحياة في ثقافات عدد من الشعوب الاسيوية، لكنه يحمل لدى الأكراد بعدًا قوميًا، وصفة خاصة مرتبطة بقضية التحرر من الظلم، فعيد نوروز مرتبط عند الكرد بأسطورة كاوى الحداد الذي قاد ثورة ضد الملك الظالم المعروف بـ "زوهاك"، إذ أشعل كاوى الحداد النار على أبراج قصره ابتهاجًا بالنصر، ويقوم مناصرون لـ"كاوى" بإشعال النيران أعالي الجبال المحيطة بالمدينة، تعبيرًا عن فرحهم بانتصار الخير على الشر"، ولذلك تعتبر النار رمزًا لعيد نوروز وتسمى شعلة نوروز أو شعلة كاوى، فحينما يوقد الكرد النار إنما يساهمون في إقامة مهرجان وطقس خالد ويخطرون بذلك كل الظالمين والمستبدين بانهم سيلاقون مصيرًا مشابهًا لمصير ذلك الملك الجائر زوهاك".
وأشار مصطفى إلى أن الشعب الكردي يحيي عيد نوروز، في إيران وتركيا والعراق وسورية ودول أخرى وسط آسيا، الذي يعود لعصور قديمة، لكنه ما يزال العيد القومي الأهم والرئيسي عند الأكراد. وتمتزج الكرديات مع الطبيعة بزيهن الفلكلورية الساحرة الذي يلهب الأنظار ببريقه ولمعانه وألوانه الزاهية المستوحاة من الطبيعة الخلابة، وتعرف باسم "الكراس والخفتان".
وتحرص "نالين جميل" كغيرها من النساء الكرد على ارتداء هذا الزي في الأعياد والمناسبات السعيدة والزيارات العائلية، وتقول "لم تغب تصاميم الحداثة عن هذا الزي، إذ عمد الكثير من المصممين والخياطين إلى إضفاء لمسات من الحداثة العصرية في تصاميمه، مع الاحتفاظ بالسمات الفلكلورية له "باستلهام جمالية الماضي". وتتابع مضيفة "افتخر بارتداء الزي الكردي الذي يميزني كامرأة كردية عن غيري من نساء القوميات الأخرى، فهو ارثنا الشعبي الذي ورثناه من أجدادنا".
وتفضل بيريفان الأحمدي ارتداء الزي التقليدي، وتتوق لارتدائه في كل المناسبات وتبين قائلة "زينا التقليدي له جمالية ينفرد بها عن الأزياء الأخرى، والتغييرات في تصاميم الزي الكردي النسائي قد زادت من جماليته وجعلته يواكب الموضة"، مشيرة إلى أن هذه الإضافات من شأنها أن تضيف جمالاً آخر للمرأة الكردية، الذي يجعل منها لوحة فنية ممزوجة فيها جميع ألوان الطيف الزاهية".
ويحرص مسعود كغيره من الشباب الكردي ارتداء الشال والشابك المؤلف من قطعتين "قميص وسروال"، ويتابع متحدثًا "يعتبر اللباس الكردي جزءًا من تراثنا وتاريخنا، لذا نحافظ عليه ونعلّم أبناءنا أهميته والحفاظ عليه، وارتداءه في الأعياد والحفلات والأعراس ومختلف المناسبات"
ولأهمية عيد نوروز التاريخية في حياة الشعب الكردي، فمعظم شعراء الكرد قد تغنوا بهذا اليوم فنجد في ديوان الشاعر عبد الله كوران، عشرات من القصائد النوروزية، فهو يشير مباشرة إلى قدسية هذه المناسبة وتزامن ثورة كاوى الحداد مع فصل الربيع، وهو يدعو في قصائده إلى اتخاذ المواقف الحاسمة بوجه الظلم والاضطهاد. ونشد لها شعراء عرب من بينهم الشاعر الكبير بدر شاكر السياب بقصيدةٍ عنوانها "من وحي نوروز "، كان قد القاها في الاحتفال التأبيني للشبيبة الكردية في ملهى الجواهري في يوم الجمعة 16 آذار/مارس 1948
أرسل تعليقك