هجمات شرسة وجيش إلكتروني يلاحقون الحكومة اللبنانية الجديدة
آخر تحديث GMT19:56:59
 العرب اليوم -

هجمات شرسة و"جيش إلكتروني" يلاحقون الحكومة اللبنانية الجديدة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - هجمات شرسة و"جيش إلكتروني" يلاحقون الحكومة اللبنانية الجديدة

رئيس الحكومة سعد الحريري
بيروت - العرب اليوم

تعيش الحكومة اللبنانية موجة شرسة من الهجمات والتهديدات الخارجية، ورفع أصوات وتحركات "جيوش إلكترونية"، بعد أيام من صدور مراسيم تأليف الحكومة، والتي تُعد إنجازًا دستوريًا يحتاج البلاد إليه لوقف التداعي الذي يهددها اقتصاديًا وماليًا ومعيشيًا، فضلًا عن مواجهة التهديدات الخارجية.

وتنوّعت الهجمات التي تعرضت لها الحكومة، بعضها مباشر، والبعض الآخر يستبطن محاولات لإثارة فتن طائفية وبين أبناء الصف الواحد، وكذلك بين بعض القوى السياسية المتحالفة في ما بينها، وإعادة نبش أحداث سابقة ونكء جروح بين قوى أخرى لعلها تثير فتنة.

ووزعت "الجيوش الإلكترونية" فيديوهات قصيرة لأشخاص يهاجمون رئيس الحكومة سعد الحريري ويتهمونه بـ"النكوث" بعهوده وبـ"التخلي" عن طائفته وجمهوره والمؤيّدين، كذلك وزّعت "فيديو" قصيرًا يستعيد بعض الوقائع من الاقتتال الدامي الذي حصل مطلع التسعينات في الجنوب بين حركة "أمل" و"حزب الله".

أقرأ يضًا

وإذ تبيّن انّ مناصرين لبعض القوى السياسية الداخلية يقفون خلف تسريب هذه "الفيديوهات" لغايات النيل من قوى أخرى والتعمية عن خيبة او خسران حاقَ بها في تأليف الحكومة، فإنّ كل القوى السياسية تجمع على انّ إنجاز الاستحقاق الحكومي أطلق مرحلة سياسية جديدة بكل المعايير ستتبعها مرحلة جديدة أيضاً على المستويات المالية والاقتصادية لكي لا يسقط الهيكل على رؤوس الجميع.

ويقول بعض المعنيين بالشأن الحكومي "إنّ الاسرائيلي يتحدث دومًا وعلنًا عن أنه يعمل على إحداث الفتنة والانقسام الداخلي في لبنان، ربطًا بالخلاف القائم بين بعض القوى السياسية على عدد من الملفات الداخلية، وعندما نفذ ما سمّاه عملية "درع الشمال" في شأن الانفاق على الحدود متّهمًا "حزب الله" بإحداثها، إنما اراد افتعال اشتباك داخلي بين "الحزب" وخصومه من القوى السياسية الذين يعتبرون انّ مثل هذه الانفاق تَستجلب حرباً إسرائيلية تدميرية ضد لبنان.

أمّا "الفيديوهات" المُسرّبة عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي أو ما يسمّى "العالم الافتراضي"، يضيف هؤلاء المعنيون، فإنّ بعضها سرّبته جيوش إلكترونية تابعة لجهات ما في مكان ما بغية إظهار انّ قوى سياسية معينة انتصرت في تأليف الحكومة على "الحزب التقدمي الاشتراكي" وعلى "القوات اللبنانية"، وذلك بهدف تغطية فشلها في عدم تحقيق كل ما طمحت إليه من حصة وزارية مرموقة تجعل الكفة الحكومية "طابشة" لمصلحتها في مواجهة الآخرين.

امّا الجيوش التي وزّعت الفيديو عن حركة "أمل" و"حزب الله" فربطها هؤلاء المعنيّون بمخطط إسرائيل الدائم والعامل على إحداث الفتنة في لبنان، أو على الاقل بين "الثنائي الشيعي" لاعتقادها انّ مثل هذه الفتنة من شأنها أن تشكّل إضعافاً لـ"حزب الله" وتشتيتاً لقواه في ساحته الداخلية، الأمر الذي يعطّل او يعوق عمله المقاوم ضدها ويبدّد قدراته العسكرية التي تشكّل قلقاً كبيراً وتعتبرها خطراً يهدد أمنها مرحلياً واستراتيجياً.

إلّا أنّ هؤلاء المعنيين بالشأن الحكومي يفصلون بين هذا "الفيديو" واهداف العاملين عن تسريبه، وبين الفيديوهات الأخرى التي تستهدف رئيس الحكومة بغية إضعافه في بيئته، وكذلك يفصلون بينه وبين الحملة الجنبلاطية على بعض المرجعيات الرسمية الكبرى.

وتستهدف هذه الحملة إثارة الفتنة والانقسام الداخلي، ولا يمكن إدراجها في اطار مخطط خطير، فهناك خلاف نَشأ بين جنبلاط وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وكذلك بينه وبين رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، وأيضاً بينه وبين الحريري، فيما رئيس مجلس النواب نبيه بري لا يخفي زعله منه.

ويشعر جنبلاط في ضوء هذه الحال أنه "محاصر" سياسيًا، بل يشعر أنّ "الحزب التقدمي الاشتراكي"، ومعه "القوات اللبنانية" خرجا خاسرين في التشكيلة الوزارية الجديدة من حيث عدد الوزراء ونوعية الوزارات التي حصلا عليها، مع العلم انه كان يعرف مسبقاً انّ الوزير الدرزي الثالث صالح الغريب سيعيّن وزيراً، وفوجىء بتعيينه وزيراً لشؤون النازحين، علماً أنّ "اتفاقاً مسبقًا"، كان حصل معه على تسمية الغريب، قبل تأليف الحكومة.

وقبلت "القوات اللبنانية" التي تبيّن أنها لا تجاري جنبلاط في موقفه الراهن، فقد قبلت بعرض الحريري عليها تَولّي وزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية والتنازل عن وزارة الثقافة، وذلك بعدما تلمّسَت وجود اتفاق خارجي على تأليف الحكومة الذي تأخّر نحو 9 أشهر، علماً أنّ الحريري كان قد جمّد تأليف الحكومة 6 أشهر الى حين معالجة عقدتي التمثيل الجنبلاطي و"القواتي" فيها، قبل أن ينتقل البحث في الاسابيع الأخيرة إلى معالجة عقدة تمثيل "اللقاء التشاوري" للنواب السُنّة الستة.

ويقول المعنيون بالشأن الحكومي "إنّ فترة السماح المعطاة للحكومة الجديدة حتى تنجز ما ستعد به في بيانها ـ برنامجها الوزاري، لن يؤثر عليها القصف السياسي الجنبلاطي في حال استمراره، لأنّ جنبلاط قد لا يستطيع إيجاد شريك له في هذا القصف، لكنّ الرجل الذي يشعر بضغوط كثيرة تمارس عليه في هذه المرحلة، بدأ يعمل على تحصين ساحته الداخلية بشقّيها السياسي والدرزي، وكان ترؤسه قبل يومين اجتماعاً استثنائياً لـ"اللقاء الديموقراطي" وتلاوته بعده بيانًا مكتوبًا للمرة الأولى منذ تأسيس هذا اللقاء يتحدث فيه عن "اتفاق الطائف" وغيره، هو أوّل خطواته "التحصينية" في هذا المضمار.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا

- أسباب أساسية أسهمت في ولادة الحكومة اللبنانية

- اشتباك سياسي في أول مشوار الحكومة اللبنانية

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هجمات شرسة وجيش إلكتروني يلاحقون الحكومة اللبنانية الجديدة هجمات شرسة وجيش إلكتروني يلاحقون الحكومة اللبنانية الجديدة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab