قانون كشف مصير مفقودي الحرب اللبنانية «انتصار معنوي» لعائلاتهم
آخر تحديث GMT17:39:26
 العرب اليوم -

قانون كشف مصير مفقودي الحرب اللبنانية «انتصار معنوي» لعائلاتهم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قانون كشف مصير مفقودي الحرب اللبنانية «انتصار معنوي» لعائلاتهم

تظاهرة تطالب بكشف عن مصير مفقودي الحرب
بيروت - العرب اليوم

بعد نحو ثلاثين سنة، خرج قانون المخفيين قسراً والمفقودين من أدراج لجان مجلس النواب، بإقراره حق كشف مصير الآلاف منهم في الحرب الأهلية، وملاحقة المسؤولين عن اختفائهم في الجلسة التشريعية، مساء أول من أمس.

هذا القانون الذي بات اليوم أمام امتحان التنفيذ في ظل الواقع السياسي في لبنان، شكّل بارقة أمل بالنسبة إلى أهالي المفقودين الذين فارق بعضهم الحياة، وتعهد من بقي منهم أن يستمر في قضيته إلى آخر يوم من عمرهم.

في الشكل، سلك القانون الذي لاقى ترحيباً من مختلف القوى السياسية والمنظمات الحقوقية، طريقه الصحيحة وإن متأخراً، أما في المضمون وفي الظروف التي يفترض أن تتأمّن لتنفيذه، فهنا الشكوك كثيرة وبخاصة لجهة المحاسبة وإمكانية العثور على كل المفقودين، أو اعتراف النظام السوري بالمئات الموجودين في سجونه؛ ما جعل وزير العدل السابق إبراهيم نجار يصفه بـ«الانتصار المعنوي الأكثر منه عملي، وبخاصة لجهة عملية الشروع بالملاحقات».

ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أي قانون كهذا ليس له أي معنى إذا لم يكن مقروناً بقاعدة عدم مرور الزمن على الأفعال الجرمية»، مثنياً في الوقت عينه على إقرار بند إنشاء الهيئة الوطنية.

وإضافة إلى أن التدقيق في مواد القانون، يظهر خلوها من هذه العبارة؛ ما يضع علامة استفهام حولها، يقول نجار: «وفق خبرتي وانطلاقاً من لقاءاتنا في سوريا خلال مرافقتي رئيس الحكومة سعد الحريري عام 2010 إلى دمشق، حيث طرحنا القضية ومعلوماتي والمعطيات المتوفّرة، يمكننا أن نكون متأكّدين أن النظام السوري سيكرّر ما سبق أن أعلنه بأنه لا يوجد لديه معتقلون».

ولا يختلف رأي علي أبو دهن، رئيس «لجنة المعتقلين السياسيين اللبنانيين المحررين من السجون السورية»، عن رأي الوزير نجار مع ترحيبه به وتمنّيه أن يكون مناسبة لطي صفحة الماضي، داعياً إلى إعلان هذا اليوم بـ«حداد وطني».

لكن في الوقت عينه، يتوقّف أبو دهن، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، عند نقطة المحاسبة التي نص عليها، معتبراً «أنها صعبة التنفيذ في ظل وجود الأحزاب في السلطة، وهي في الوقت عينه، إذا نفّذت لن تكون إلا نوعاً من الفتنة وعودة الكراهية بين اللبنانيين الذين شارك معظمهم بالحرب».

ويعتبر «أن البنود المتعلقة بالدولة اللبنانية، وتحديداً حيال إنشاء الهيئة الوطنية والتحقيق من هوية الرفات وغيرها، كلّها أمور قابلة للتحقيق، بينما تبقى قضية المعتقلين في السجون السورية، القضية الأصعب». ويقول: «من بين نحو 17 ألف مفقود ومخفي هناك 627 شخصاً موثقون بالأسماء لدى السلطات اللبنانية ولم تعترف بهم السلطات السورية».

وتفيد تقديرات منظمات حقوقية والسجلات الرسمية اللبنانية باختفاء 17 ألف شخص بين عامي 1975 و1990، في حرب شاركت فيها مختلف الأحزاب اللبنانية المشاركة اليوم في السلطة، لكنه رقم لم يخضع للتدقيق الكافي.

وينص القانون على إنشاء «هيئة وطنية للمفقودين والمخفيين قسراً» تهدف إلى الكشف عن مصيرهم. ويعطي القانون عائلات المفقودين «الحق في معرفة مصير أفرادها وذويها المفقودين أو المخفيين قسراً وأمكنة وجودهم أو أماكن احتجازهم أو اختطافهم، وفي معرفة مكان وجود الرفات وتسلمها»، بحسب المادة الثانية منه.
وجاء في نص القانون: إن «كل من أقدم بصفته محرضاً أو فاعلاً أو شريكاً أو متدخلاً في جرم الإخفاء القسري يعاقب بالأشغال الشاقة من خمس سنوات إلى خمس عشرة سنة، وبالغرامة من خمسة عشر مليون ليرة لبنانية حتى عشرين مليون ليرة»، أي نحو 13 ألف دولار.

ورحّبت منظمات حقوقية كانت نظّمت حملات للمطالبة بإحقاق العدالة للضحايا وعائلاتهم بإقرار القانون. وكتبت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، رونا حلبي، على «تويتر»: «نرحّب بإقرار قانون المفقودين في مجلس النواب. هي خطوة أولى باتجاه إعطاء أهالي المفقودين حقّهم في معرفة مصير أحبائهم».
وأكدت المتحدثة استعداد اللجنة الدولية للصليب الأحمر «لمساندة السلطات اللبنانية في إنفاذ هذا القانون».

وأنشئت سابقاً لجان بقرارات وزارية في مطلع الألفية الثالثة، لكنها فشلت في كشف مصير المفقودين. وبحسب منظمة العفو الدولية، فقد حددت منظمات محلية ودولية مواقع مقابر جماعية، لكن السلطات رفضت سابقاً التعاون معها.

وعلى خط السياسيين، كتب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، على «تويتر»، قائلاً: «بإقرار قانون المخفيين قسراً يدخل لبنان للمرة الأولى بعد الحرب في مرحلة مصالحة حقيقية بتضميض الجراح وإعطاء الأهالي حقهم بالمعرفة.»..

كذلك، قال رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميّل: «حزب الكتائب يؤيّد ويدعم بالكامل اقتراح قانون المفقودين قسراً لأننا نفهم معاناة الأهالي وجرحهم العميق، وهذه الخطوة تأخّرت 28 سنة، وكان يفترض عقد مصالحة ومصارحة بعد الحرب تعالج كل هذا الموضوع». وطالب «بعدم الخلط بين موضوع المفقودين قسراً وموضوع المعتقلين في السجون السورية، خصوصاً أن لدى بعض السياسيين علاقات قانونية مع الدولة السورية يستطيعون من خلالها أن يردوا المعتقلين، وعلى رأسهم عميد المعتقلين في حزب الكتائب القائد بطرس خوند».

بدورها باركت النائب في «تيار المستقبل» رلى الطبش لعائلات المفقودين بإقرار القانون، متمنية الكشف عن مصير أبنائهم قريباً.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قانون كشف مصير مفقودي الحرب اللبنانية «انتصار معنوي» لعائلاتهم قانون كشف مصير مفقودي الحرب اللبنانية «انتصار معنوي» لعائلاتهم



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab