دمشق – العرب اليوم
خرج مئات المدنيين في تظاهرة، الثلاثاء، في حي الشعار الحلبي الخاضع لسيطرة المعارضة السورية، تنديدًا بحصار القوات النظامية الأحياء الشرقية من المدينة، بعد قطعها طريق الكاستيلو، المعبر الوحيد بين المناطق الخاضعة للمعارضة في حلب وريفها.
ونقلت مصادر إعلامية معارضة أن المتظاهرين جابوا شوارع الحي حاملين رايات جيش الفتح المعارض، مطالبينه بالتدخل لفك الحصار عن أحيائهم، وفتح طريق الكاستيلو المتحلق حول حلب من الجهة الشمالية، ورفعوا لافتات كتبت عليها عبارات تدعو إلى محاسبة من وصفوهم بالمفسدين من الفصائل العاملة في حلب.
ونظّم أهالي حي الفردوس الخاضع لسيطرة المعارضة في حلب وقفة احتجاجية، طالبوا خلالها بتوحد فصائل المعارضة أو الخروج من المدينة، كما نددوا باستمرار قصف الطيران الحربي على أحياء المدينة، والذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين. وكانت قيادة الجيش السوري أرسلت رسائل نصية إلى سكان الأحياء الشرقية في المدينة، تعدهم فيها بتوفير "ممر آمن" للراغبين في الخروج من المناطق المحاصرة التابعة لقوات المعارضة السورية، بعد سيطرة الجيش بشكل كامل على طريق الكاستيلو الاستراتيجي. وطلبت الرسائل سكان تلك المناطق بطرد "المرتزقة والإرهابيين" من التجمعات التي يسكنونها، وأن المحاصرين سيتم توفير ممرات آمنة لهم للخروج من تلك المناطق، متى ما أرادوا ذلك.
ودعت القيادة العامة للجيش السوري في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية " سانا " المواطنين في الأحياء الشرقية لمدينة حلب إلى الانضمام للمصالحات الوطنية وطرد المرتزقة الغرباء وحددت ممرات آمنة للمواطنين وأماكن إقامة مؤقتة لمن يرغب بالخروج مؤكدة حرصها على تأمين جميع المتطلبات المعيشية للمواطنين الذين يخرجون من المنطقة".
وكشف ناشطون من الأحياء المحاصرة أن " الرسائل وصلت لمشتركي شبكتي الهاتف الخليوي، سيريتل و إم تي أن، وتم تخصيص بثها لسكان تلك المناطق، وذلك عقب ساعات من إعلان الجيش السوري عن نجاحه بالوصول إلى الطريق الأسفلتي لطريق الكاستيلو، وقد تكون تلك الرسائل هي إنذار لبدء حملة عسكرية كبيرة على المناطق الشرقية في المدينة، فالفرصة الآن باتت مواتية للقوات الحكومية للانقضاض على تلك الأحياء، وستكون بمثابة تنصل للقوات الحكومية من المجازر التي قد ترتكب هنالك، والحالة الكارثية التي ستصل لها هذه الأحياء مع قطع كل طرق الإمدادات والمساعدات لها ".
ويخشى الكثير من سكان تلك المناطق تكرار مأساة حصار مدينة مضايا في الريف الدمشقي، بعد أن باتت تلك الأحياء مطبقة بكماشة من القوات الحكومية، الأمر الذي يعني توقف وصول الأغذية والدواء إلى داخلها، وهو الأمر الذي سيضر بما يقارب ثلاثمئة ألف مدني مازالو يسكنون تلك الأحياء. وأعلنت القوات الحكومية عن إحراز تقدم لافت في معارك السيطرة على طريق الكاستيلو، وبثت صورًا تؤكد وصولها للطريق الرئيسي، بعد أن كانت استطاعت الأسبوع الفائت رصد الطريق وقطعه ناريًا فقط، لكنه الآن باتت تسيطر على الطريق بشكل كامل. وكان أكثر من 60 حيًا خاضعًا للمعارضة في مدينة حلب، يقطنها أكثر من 300 ألف شخص، باتت محاصرة بشكل كامل بعد سيطرة القوات الحكومية على طريق الكاستيلو، وذلك بعد نحو 20 يومًا على تقدم القوات الحكومية ورصدها الطريق ناريًا.
أرسل تعليقك