دمشق - العرب اليوم
ذكرت هيئة الأركان الروسية أن بؤر التصعيد الرئيسية في سورية تقع في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "جبهة النصرة"، مضيفة أن واشنطن تقر أيضا بهذا الواقع، الذي بات معروفًا للجميع.
وقال الفريق "سيرغي رودسكوي"، رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، في تصريحات صحافية، الجمعة، إن عددًا من مناطق سورية يشهد تصعيدًا للوضع الميداني، مؤكدًا أن هذه النزعة ترتبط بالدرجة الأولى بسعي تنظيم "النصرة" لإحباط عملية تطبيق الهدنة.
وأضاف رودسكوي أن تنظيم "جبهة النصرة" استغل وقف الأعمال القتالية، والقرب الجغرافي بين مواقع إرهابييه ومواقع تشكيلات "المعارضة المعتدلة"، التي لا تضربها القوات الجوية الروسية، وسلاح الجو السوري، ما سمح للتنظيم باستعادة قدراته على القتال جزئيًا، والحصول على المزيد من الذخيرة والأسلحة، وإطلاق عمليات هجومية نشطة.
وأوضح المسؤول العسكري الروسي أن بؤر التصعيد الرئيسية تقع في شمال ريفي حلب وإدلب، في المناطق المحاذية للحدود مع تركيا، حيث تنشط تشيكلات "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة". مضيفًا أن تدفق الشاحنات القادمة إلى هذه المناطق من أراضي تركيا لا ينقطع، وأنها تعبر الحدود يوميًا محملة بالأسلحة والذخيرة.
وأكد "رودسكوي" أن العصابات الإرهابية تمكنت، منذ سريان الهدنة في 27 شباط / فبراير، من الاستيلاء على بلدات عدة، كان الجيش السوري يسيطر عليها سابقًا، منها بلدات "العيس" و"خان طومان" و"الزربة"، كما أن هجمات الإرهابيين على حيي "الشيخ مقصود" و"الزهرة" في شمال حلب لم تتوقف، بالتزامن مع محاولاتهم للاستيلاء على مخيم حندرات.
وأضاف أن عمليات القصف الممنهجة على دمشق، ومصدرها الغوطة الشرقية، مستمرة. وعلى الرغم من كل عوامل التصعيد تلك، ذكر "رودسكوي" أن الأوضاع في سورية شهدت تحسنًا ملموسًا، إذ بدأ السكان يعودون إلى الحياة السلمية، على خلفية تراجع عدد عمليات القصف، مبينًا أن عدد البلدات التي تنضم للهدنة في ازدياد مستمر، إذ بلغ عددها حتى الآن 122 مدينة وبلدة، فيما أعلن 60 فيصلاً مسلحًا عن قبلوها لشروط نظام وقف الأعمالالقتالية.
وكشف المسؤول الروسي أن مركز المصالحة الروسي في قاعدة "حميميم" تلقى خلال الأيام القليلة الماضية طلبات بشأن الانضمام للهدنة من قبل 17 فصيلاً مسلحاً، لافتًا إلى أن القوات الجوية الروسية كثفت، منذ 20 أيار / مايو، غاراتها على منشآت إنتاج النفط، وشاحنات تهريب النفط إلى تركيا.
وأضاف أن موسكو وواشنطن تتفقان حول ضرورة استهداف القاعدة الاقتصادية لتنظيمي "داعش" و"النصرة"، وتجريان مشاورات موضوعية بهذا الشأن على مستوى الخبراء.
كما أكد "رودسكوي" أنه على الرغم من الاتفاق الروسي - الأميركي بشأن ضرورة تنصل المعارضة السورية من مواقع تنظيم "جبهة النصرة"، وتحديد المناطق الخاضعة لسيطرة مختلف الفصائل المسلحة، لم يتم حل هذه المسألة حتى الآن.
أرسل تعليقك