أهدى النادي الإسباني ريال مدريد فوزه بلقب دوري أبطال أوروبا إلى ضحايا العمل المتطرف الذي استهدف نادي مشجعين في العراق، فيما اقام المئات من مشجعي ريال مدريد في مدينة بلد حفلًا تأبينيًا لأرواح الضحايا متزامنًا مع المباراة النهائية لدوري إبطال أوروبا، في المكان ذاته الذي شهد سقوط الضحايا عندما كانوا يتابعون مباراة ريال مدريد وبرشلونة، وقال رئيس اللجنة الإولمبية العراقية رعد حمودي إن جماهير كرة القدم في العراق لن تنسى الموقف الإنساني لإدارة نادي ريال مدريد ورئيسه فلورنتينو بيريز تجاه الضحايا من مشجعي النادي الإسباني الذين سقطوا في اعتداء متطرف.
وقال حمودي في بيان للجنة الأولمبية: "جماهير كرة القدم في العراق تعبر عن اعتزازها وكذلك المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية بموقف نادي ريال مدريد ورئيس النادي بإهدائهم الفوز بلقب دوري الأبطال إلى اسر الضحايا وأصدقائهم، انها التفاتة إنسانية نبقى نتذكرها على الدوام".
وأضاف اشهر حراس الكرة العراقية السابقين "الموقف الإنساني النبيل للنادي الإسباني ورئيسه عكس ارقي حالات التضامن والمساندة والوقوف مع عوائل الضحايا بل خفف الكثير من معاناتهم وآلامهم، ان كرة القدم هي لغة المحبة والسلام في العالم وان صوتها قوي وأعلى من صوت الإرهاب الذي يسعى لقتل كل ما هو جميل في العالم"، و"آثار الهجوم الدامي على مقهى لمشجعي ريال مدريد في بلد شمال بغداد، السبت 14 أيار/مايو 2016"، وتوج ريال مدريد، السبت، بلقب دوري الإبطال بفوزه على جاره وغريمه اتلتيكو مدريد بركلات الترجيح.
وقد سارع بيريز عقب انتهاء المباراة النهائية إلى إهداء هذا الفوز إلى أرواح ضحايا العمل (الإرهابي) الذي استهدف مقهى في مدينة بلد شمال العاصمة في 13 أيار/مايو الجاري أوقع 18 قتيلا جميعهم من الشباب الذين يتخذون من المقهى مقرا لرابطة مشجعي الفريق الملكي.
وقال بيريز لوسائل الإعلام بعد المباراة "نهدي هذا الفوز إلى أرواح الضحايا في العراق لأنهم قاموا بشيء يتخطى حدود تشجيع ريال مدريد، وهو نقل قيم النادي لأماكن تواجه صعوبات".
وكان المئات من مشجعي ريال مدريد في مدينة بلد أقاموا أمس حفلا تأبينيا لأرواح الضحايا متزامنا مع المباراة النهائية لدوري إبطال أوروبا، في المكان ذاته الذي شهد سقوط الضحايا عندما كانوا يتابعون مباراة ريال مدريد وبرشلونة.
وما بين مشاعر الحزن والاسى ومشاعر الترقب بفوز فريقهم الملكي، تجمع المئات من انصار ريال مدريد لإقامة حفل تأبيني في مدينة بلد (80 كلم شمال بغداد) جاء متزامنًا مع اقامة المباراة النهائية لدوري الابطال مع اتلتيكو مدريد حيث تابع هذه المواجهة ما يقارب من اربعمئة مشجع للريال.
على واجهة المقهى علقت صورة كبيرة للفريق الملكي كتب عليها "سنحكي لأولادنا، سنخبرهم انكم وقفتم حزنا على شهداء مدينة بلد"، وإلى جانب هذه الصورة وضعت صور الضحايا من عشاق وانصار الريال الذين سقطوا اثناء الهجوم على المقهى في الثالث عشر من أيار/مايو الماضي بعد ما كانوا يتابعون مباراة ريال مدريد وبرشلونة ضمن الدوري الاإسباني.
في داخل المقهى حيث نصبت خمس شاشات كبيرة لمتابعة المباراة، علقت على الجدران صورتان كبيرتان لنجم الريال السابق ومدربه الحالي زين الدين زيدان، وكذلك صور تجسد شعار النادي الملكي توسطتها عبارة "فخامة الاسم تكفي"، وأثناء حفل التأبين، تحدث نائب محافظ صلاح الدين عمار حكمت قائلًا: "في هذه اللحظات الحزينة نستذكر ثلة من الشباب كانوا يبحثون في هذا المكان عن وقت للراحة لكن يد الغدر كانت حاضرة، هذا الحادث سيدفعنا لمواجهة التطرف".
وقال رئيس رابطة مشجعي ريال مدريد في مدينة بلد قاسم زناد: "هذا المكان يجتمع فيه الشباب من مختلف الاطياف لكن هذا لا يروق للمتطرفين واعداء الإنسانية، سنبقى نتذكر أصدقاءنا الذين فقدناهم بسبب الحادث المتطرف، واليوم نجتمع ثانية وهذه رسالة تتحدث عن استمرارية الحياة ولن يتمكن المتطرفون إيقافها، في هذه اللحظات القاسية لا بد ان نتذكر أيضًا الوقفة التضامنية التاريخية لإدارة النادي الملكي ورابطة الدوري الإسباني عندما عبروا عن حزنهم وتضامنهم مع أسر الضحايا وأصدقائهم وهذا خفف كثيرا من معاناة عوائلهم".
يذكر ان مجموعة مسلحة كانت ترتدي زيًا عسكريًا حسب شهود كانوا في المقهى قامت بفتح نيران اسلحة رشاشة على رواده واقعوا 18 قتيلًا وعددا من الجرحى، وما تزال أثار الطلقات النارية على بعض اماكن جدار المقهى الذي حاول عدد من الشباب اجتيازه هربًا لكن فوهات اسلحة المتطرفين لاحقتهم أثناء تسلقهم الجدار.
رئيس المجلس المحلي لمدينة بلد فاضل جعفر تحدث أثناء حفل التأبين ايضا قائلا "انها لحظات مريرة وقاسية نعيشها الان، لكن تعودنا أن يستهدفنا الارهاب وهذه المرة يستهدف مكانا يجتمع فيها الشباب، إذن من قام بهذا العمل لا دين له ولا إنسانية، ريال مدريد هذا النادي العالمي وقف معنا لكن من يدعي الإسلام يقوم بقتل الناس ويفجر كل شيئ، ويبدو ان من هو غير المسلم يطبق مناهج الإسلام ومن يدعون الإسلام يستبيحون إراقة الدماء، إنهم ضد الإنسانية".
شهادة اصغر الناجين
تذكر مرتجى حيدر اصغر الناجين من الحادث في تلك الليلة الرهيبة بعض التفاصيل حيث كان حاضرا مع بعض من افراد عائلته وقال "عندما سمعت اطلاقات العيارات النارية شاهدت من بعيد احد المسلحين يرتدي زيا عسكريا يدخل بهدوء وهو يطلق النار صوب الجالسين وكنت قريبا من غرفة صغيرة مخصصة لتوزيع العصائر والمشروبات الغازية واختبأت خلف بابها"،
واضاف حيدر الذي يبلغ من العمر 13 عامًا وهو يرتدي ملابس سوداء حزنا على خاله "ومن فتحة صغيرة، دفعني الفضول لمتابعة المشهد المخيف وانا اسمع ازيز الرصاص، ولحسن حظي لم يتنبه لي احد من الارهابيين .. كنت اشاهد البعض يقفز من على سياج المقهى وهو مصاب، واستمر هذا المشهد ما يقارب عشر دقائق ثم خرجت بعد ان تأكدت من انسحاب المسلحين من المكان".
وتابع: "كما شاهدت احد الاشخاص من الجالسين واسمه رابح كان مصابًا ونهض متحاملا على نفسه للامساك بأحد المسلحين لكنه سقط بعد ان تزحلقت قدماه ببركة دم فاجهز عليه المسلح "، وحسب شهود نجوا من الحادث "قفز بعض المصابين من نوافذ زجاجية داخل المقهى الى الخارج مستغلين كثافة الدخان في المكان ثم احتموا ببيوت قريبة من المقهى".
ويقول صاحب المقهى الذب فقد ستة من افراد عائلته واقاربه من بينهم ولده واخوه "كل يوم كنت اغادر المقهى متأخرا الا في يوم الحادث فقد غادرت قبل دقائق معدودة ثم سمعت ان ارهابيين اقتحموا المقهى وبدأوا يقتلون الشباب"، وأضاف هاتف القيسي الذي تخطى الستين من عمره لوكالة "فرانس برس" وهو يرتدي قميصا اسود حزنا على أفراد أسرته "بعد الحادث اقفلت المقهى، لكن اليوم (امس) وبحضور المئات من مشجعي ريال مدريد شعرت بأن الحياة عادت مجددا، وستفتح ابوابه مرة ثانية".
ومع استذكار تلك اللحظات العصيبة التي رواها البعض ممن عاشوا تفاصيلها الرهيبة وهم يتابعون نهائي دوري الابطال، كانت تسمع صيحات المشجعين مع كل محاولة للتسجيل لريال مدريد، ثم الهب احرازه اللقب حماس المئات من الحضور وبعضهم تمنى وجود اصدقاء فقدوهم اثناء الحادث، وفرضت اجراءات احترازية مشددة على محيط المقهى عشية المباراة تحسبا لأي طارئ اذ ضرب رجال الشرطة طوقا امنيا حول المكان.
أرسل تعليقك