قال "أمير" جبهة النصرة ابو محمد الجولاني ان "دولة الخلافة" التي اعلنها تنظيم داعش في سورية والعراق قبل عام غير شرعية، واصفا اعضاء هذه الجماعة بالخوارج من دون ان يكفرهم.
وكان الجولاني يتحدث في الجزء الثاني من مقابلة مع قناة "الجزيرة" القطرية، تم بثها مساء الاربعاء، من "احدى المناطق المحررة في شمال سوريا"، بحسب ما قال مقدم البرنامج.
وهي المقابلة الثانية مع القناة نفسها بعد مقابلة في 2013.
وقال الرجل الذي لم يظهر وجهه على الشاشة، وقدمته القناة على انه الجولاني ان دولة الخلافة التي اعلنها التنظيم في شهر حزيران/يونيو الماضي "غير شرعية ورفضها العلماء، لانها لم تقم على اسس شرعية وهم اعلنوها والزموا الناس بها".
وراى انهم بهذا الاعلان "شقوا صف المجاهدين بشكل كامل وقدموا خدمات لاميركا في محاربة القاعدة من حيث لا يشعرون".
ووصف الجولاني تنظيم الدولة الاسلامية بـ"الخوارج". وقال ان من صفات هذه الجماعة "استباحة دماء المسلمين وتكفير المسلمين دون ضوابط شرعية وتكفير الخصوم"، مضيفا "هم يكفروننا لكن نحن بالطبع لا نكفرهم".
وظهر التنظيم في سوريا عام 2013، معلنا ضم جبهة النصرة اليه، ومقدما نفسه باسم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، لكن النصرة رفضت الدمج، ودارت معارك بينهما منذ بداية العام 2014.
وكان ذلك مقدمة لانفصاله عن تنظيم القاعدة بزعامة ايمن الظواهري.
واتهم الجولاني عناصر التنظيم "بنقض العهود"، مشيرا الى ارتكابهم "الكثير من حالات قطع الرؤوس والصلب" في صفوف جبهة النصرة.
وردا على سؤال لمقدم البرنامج، قال الجولاني "خلافنا في الشام انه ليس لديهم اي جدية في قتال النظام الى هذا الوقت".
واكد انه "ليس هناك حل او منظور للحل بيننا وبينهم في الوقت الحالي. نأمل ان يتوبوا (...) وان لم يكن ذلك فليس بيننا وبينهم الا القتال".
وقال الجولاني الذي اقر بمشاركته في الحرب في العراق خلال الوجود الاميركي في هذا البلد ان "جماعة الدولة لديهم جدية في قتال الرافضة في العراق على خلاف جديتهم في قتال النصيرية في الشام". وعزا ذلك الى وجود "قيادات عراقية لديها عشر سنوات من التضحية" في صفوف التنظيم هناك.
من جهة اخرى، اعتبر الجولاني ان موضوع فك الارتباط بتنظيم القاعدة الذي يتزعمه ايمن الظواهري "اخذ اكثر من حجمه بكثير".
وقال ان المعيار الدولي للتصنيف على قائمة الارهاب مرتبط "بمن يخرج ويتمرد على الهيمنة ولا يخضع للامم المتحدة".
وتعد جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، لكن الجولاني اكد ان الجبهة لا ترغب بالحكم في سوريا بعد سقوط النظام.
وقال "لا نسعى الى حكم البلد بل نسعى لان تحكّم الشريعة في البلد"، مشددا على وجوب ان يصار بعد قيام "الحكومة الراشدة" الى "ضمان حق المهاجرين"، في اشارة الى المقاتلين الاجانب في صفوف الجبهة والذين قال انهم يشكلون ثلاثين في المئة من عناصرها.
وتمكنت جبهة النصرة وحلفاؤها خلال الاسابيع الاخيرة من احراز سلسلة نجاحات على الارض في مواجهة قوات النظام لا سيما في شمال غرب البلاد وفي الجنوب، وقد استولوا على مدن كبيرة وقاعدة عسكرية ومعابر حدودية.
واوضح الجولاني ان تنظيم الدولة الاسلامية "يقطع طرقا كبيرة جدا بين الشمال والمناطق الجنوبية، وهم بطبيعة الحال يحولون بيننا وبين دمشق".
وتوقع زوال النظام بعد الانتهاء من "مرحلة كبيرة جدا"، مضيفا يبقى ان للنظام +الخطة ب+ وهي الالتجاء الى مناطق الساحل"، مضيفا "هناك محاولات كثيرة للحلول السياسية لكنها ستبوء بالفشل".
من جهة اخرى، رأى الجولاني ان ايران التي تعد الحليف الاقليمي الابرز لنظام الرئيس بشار الاسد "تريد ان تستعيد امجاد الامبراطورية الفارسية".
وقال ان "سلطة ايران في المنطقة زادت في عهد بشار الاسد لكنها لا تتحكم به كما يثار في الاعلام"، معتبرا ان حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن و"مليشيات الرافضة في العراق" هم "صنيعة ايرانية".
ونفى ان تكون ايران قد "حركت جيوشها" الى سوريا لكنها "حركت خبراء واسلحة.. وقطعان من المليشيات الشيعية".
الى ذلك، انتقد الجولاني تجربة جماعة الاخوان المسلمين، وقال "كنا نأمل من الاخوان ان يصل يوم وان يكتشفوا ان البرنامج الذي يسيرون عليه خاطئ وان يعودوا الى اصولهم والجهاد ويحملوا سلاحهم".
وسأل "ماذا فعلت سلميتهم الا ان اتت على آخرتهم"، منتقدا بشدة تجربة الرئيس السابق محمد مرسي خلال الفترة التي تولى فيها الرئاسة في مصر قبل ان يطيح الجيش به اثر احتجاجات شعبية.
واضاف "الاخوان المسلمون انحرفوا ولا يقبل الاسلام ان ندخل البرلمان ونقسم على الدستور (...) والخلاص في الجهاد لا في خوض المعارك السياسية".
المصدر أ.ف.ب
أرسل تعليقك