بيروت ـ جورج شاهين
افتتح المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، مركز الأمن العام الجديد، في رأس الناقورة، على بعد أمتار من الأراضي الفلسطينية المحتلة بمحاذاة الخط الأزرق، في حضور قائد قوات "اليونيفيل" الجنرال باولو سيرا، محافظ الجنوب نقولا أبو ضاهر، قائم مقام صور حسن عيديبي، رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد الركن علي شحرور، مدير الشؤون الادارية لـ"اليونيفيل" غريش سينها وكبار ضباط الأمن العام والجيش اللبناني و"اليونيفيل".
وألقى سيرا كلمة قال فيها "إنه لشرف عظيم أن أكون معكم لتدشين المبنى الجديد لقوى الأمن العام. كما تعلمون تم التجهيز لهذا المشروع على مدى الأشهر الماضية، وهو ثمرة التعاون الوثيق بين القوى الأمنية وقوات "اليونيفيل". عندما أنظر إلى هذه المنشآت أشعر بالفخر لإنجازاتنا المشتركة". وأضاف "افتتاح هذا المركز هو خطوة مهمة من وجهة النظر العملانية، ليس لديّ أدنى شك بأن تحسين ظروف العمل المحيطة بزملائنا من قوى الأمن العام سيساهم مساهمة فعالة في تحسين أدائهم لمهامهم. نحن لا نحتفل فقط بافتتاح هذا المبنى، بل بافتتاح آخر المراكز المتقدمة التابعة للحكومة اللبنانية في جنوب لبنان، وهذه إشارة حقيقية وملموسة على الإنجاز التدريجي الذي حققته الدولة لبسط سلطتها في هذا الجزء من الوطن. وما هي إلا خطوة إضافية على طريق تحقيق أهدافنا المشتركة".
وتابع سيرا "هذا المبنى الجديد هو خير دليل على التزام الأمم المتحدة تجاه الدولة اللبنانية، لمساعدتها في تأدية وظائفها السيادية. إنها فرصة عظيمة لإعادة التأكيد على التزامنا الكامل بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701. ليكن هذا المبنى رمزاً لهدفنا المشترك، ألا وهو تقديم الدعم إلى السلطات اللبنانية لتعزيز وجودها ورؤيتها وفعاليتها في جنوب لبنان".
وختم "دعوني أؤكد لكم، أن جنود حفظ السلام سيواصلون العمل جنباً إلى جنب مع القوى الأمنية اللبنانية والشعب اللبناني، من أجل الحفاظ على الأمن وترسيخ الاستقرار الذي تمتعتم به خلال الأعوام السبعة الماضية".
ثم ألقى إبراهيم كلمة جاء فيها "نقف هنا اليوم لنفتتح مركزا جديدا في موقع متقدم إلى جانب قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان، التي تساعد مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية على فرض الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحبيبة من لبنان، التي أعطت الكثير الكثير ولم تبخل بدماء أبنائها المقاومين الصامدين من أجل توطيد سيادة لبنان واستقلاله، ولولا هذه الدماء الزكية وهذه التضحيات لما تمكنا اليوم أن نرى العلم اللبناني خفاقا بكل حرية على هذه البقعة من أرضنا".
وأضاف "قد يسأل البعض ما الحكمة من إبقاء مركز للأمن العام على الحدود مع كيان غاصب، لا يقيم لبنان معه أية علاقة منذ سقوط فلسطين بأيدي الغزاة واغتصابها رغما عن إرادة أبنائها. الجواب هو أن تشبثنا وإصرارنا على تثبيت تواجدنا في هذا الموقع على أرضنا هو رمز لحضور مؤسسات الدولة، كل مؤسسات الدولة، على امتداد الأراضي اللبنانية تأكيدا على حقها في فرض سلطتها، وأداء واجباتها تجاه مواطنيها، مواطنيها جميعا. ليس المهم أن يكون هذا المركز عين الدولة على نقطة العبور فحسب، بل أن يكون الشاهد على أن لبنان الدولة لا يقبل بسيادة منقوصة ولا بسُلطة مبتورة ولا بنصف حضور. من هنا كان إصرارنا على نقل المركز القديم للأمن العام في الناقورة إلى موقع متقدم بمحاذاة الخط الأزرق تثبيتاً لتوجه الدولة بأن ما من أمر يعيق دورها ويحول دون وجودها أنى ومتى تشاء وعلى امتداد الأراضي اللبنانية".
وتابع "وفي هذه المناسبة، نشكر قيادة قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان وفي مقدمها الجنرال سييرا على التعاون الكبير الذي نجده لديها، والمساعدات التي تقدمها لأهالي البلدات والقرى في نطاق عملها على مختلف الصعد الاجتماعية والصحية والانمائية، وذلك من دون أن تسقط التعاون الأمني القائم بينها وبين مختلف القوى العسكرية والأمنية اللبنانية، هذا التعاون هو ركيزة الاستقرار الذي ينعم به الجنوب على الرغم من الخروقات الإسرائيلية الدائمة براً وبحراً وجواً، خروقات لا تأخذ في الاعتبار منطوق القرار 1701، إلا أن دور القوات الدولية المراقب المسجل الدائم لهذه الخروقات، والمتدخل إيجابياً في بعض الأحيان لحل ما يطرأ من إشكالات أمر يبعث على الطمأنينة".
وختم "شكراً على مشاركتكم، وثقوا بأننا معا في خندق واحد في خدمة السلام العالمي والإقليمي العادل انطلاقا من هذه البقعة الحبيبة من لبنان التي عانت كثيراً حتى استحقت الحرية والتحرير".
وفي الختام قص إبراهيم وسيرا شريط الافتتاح، بعدها جالا على أقسام المقر واختتم بكوكتيل.
أرسل تعليقك