القدس المحتلة - منى قنديل
أعطت بلدية الاحتلال في مدينة القدس المحتلة مساء الاثنين، الضوء الأخضر، لبناء 930 وحدة سكنية في مستوطنة "أبو غنيم" شرق مدينة القدس، بعد يوم من انتهاء جولة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأخيرة التي تهدف لاستئناف محادثات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وصادقت لجنة المالية التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، على المخطط لإقامة 930 وحدة استيطانية، من خلال تقديم 50 مليون شيكل كمساعدة يتم دفعها عبر إعفاءات من تكاليف شق الطرق وإقامة البنية التحتية.
وقال نائب رئيس بلدية القدس، رئيس لجنة المالية، "أشعر بسرور كبير لنجاحي بتمرير المخطط وإصدار القرار المناسب".
ويشكل بناء هذه الوحدات الاستيطانية جزءاً من مشروع استيطاني واسع النطاق بدأ بالمصادقة على بناء ما يقارب 1000 وحدة سكنية في شهر آب/ أغسطس من عام 2011 في مناطق شرقي القدس، وصدرت مناقصات البناء في شهر نيسان/أبريل من العام الماضي 2012.
وبحسب تصريحات صحافية لعضو مجلس مدينة القدس (اليشع بيليغ) من حزب الليكود، "أن الموافقة على عملية البناء في المشروع يثبت أن تجميد البناء كان مؤقتا ليس أكثر"، وأكد "أن الجهود السابقة لفرض تجميد البناء في شرقي القدس لا تفعل شيئاً بل تؤدي إلى تفاقم أزمة السكن الحالية في المنطقة فقط".
وأضاف بيليغ، "إننا خلال الأعوام المقبلة عازمون على بناء عشرات الآلاف من المنازل في أنحاء المدينة للقطاعات السكنية المختلفة".
يشار إلى أن قرار المصادقة على البناء واجه إدانات دولية فورية، حيث ندد وزير الخارجية الامريكي "جون كيري" الأحد بإعلان البناء وأوضح أن هذه الخطوات الاستيطانية مخالفة لالتزامات إسرائيل السابقة، فضلاً عن أنها تأتي في إطار جولة كيري للمنطقة لتحريك المفاوضات والتي لم تأت بجديد.
وقال كيري إن "سياسة البناء الجارية في المستوطنات أمر غير مقبول بالنسبة لنا"، مضيفاً أنه "يجب على الجانبين العمل على إعادة بناء الثقة، ويجب على إسرائيل أن تدرك أن سياسة البناء وراء الخط الأخضر مضر بعملية السلام".
ودان مسؤولون فلسطينيون القرار على اعتبار أنه ترجمة فعلية للسياسة الحقيقية للحكومة الإسرائيلية وهو الاستمرار في تطوير المستوطنات في القدس الشرقية والضفة الغربية.
وأكد نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قيس عبد الكريم "أبو ليلى" في تصريحات خاصة لـ"العرب اليوم"، أن قرار إسرائيل الجديد هو تأكيد على أن "الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة" ترفض استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين على أساس وقف النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال "أبو ليلى" إن الحكومة الإسرائيلية بزعامة بنيامين نتنياهو تريد مواصلة الاستيطان في القدس المحتلة وعموم الأراضي الفلسطينية لفرض حقائق جديدة على الأرض، وكأنها تقول بشكل لا لبس فيه أنه يمكن بدء المفاوضات بناء فقط على موقفها المسبق احادي الجانب، و ذلك المزيد من المشاريع الاستيطانية.
وأكد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور حنا عيسى أن الخطوات الإسرائيلية الأخيرة في بناء الوحدات السكنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة هي فرصة جديدة بالنسبة لإسرائيل، لمتابعة مخططاتها لتهويد الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر النشاط الاستيطاني.
أرسل تعليقك