طرابلس ـ مفتاح المصباحي
قال مدير مكتب الإعلام في مركز طرابلس الطبي، جمعة محمد نصر، إن الأطباء في مستشفيات طرابلس دخلوا في اعتصام بسبب تكرار الاعتداء عليهم، ولم يجد الأطباء سوى هذه الطريقة للفت نظر المؤتمر والحكومة لمطالب الأطباء الشرعية والملحة.
وقال نصر في تصريحٍ خاص إلى "العرب اليوم" ان مطالب الأطباء تتمثل في فرض الأمن داخل المستشفيات والمراكز الصحية، وكذلك إنهاء جميع المظاهر المسلحة داخلها، بعد تزايد عمليات الاعتداء على الأطباء والكوادر الطبية المساعدة وحتى المرضى من قبل أناس مسلحين..
وبيّن نصر أن العمل لم يتوقف تماماً خلال الاعتصام اليومي الذي بدأ الاثنين لمدة ساعة واحدة من العاشرة إلى الحادية عشرة صباحاً ، حيث أن جُل الأقسام تؤدي عملها اليومي المُناط بها، وأن مكان اعتصام أطباء الطبي أمام مدخل العيادات الخارجية في المركز..
وأشار إلى مطالبة الأطباء بتعديل اللائحة رقم (418) المجحفة بحق الأطباء ومطالبتهم بتوفير التدريب المستمر وتوفير الإمكانات للرفع من مستوى الخدمات المقدمة من قبلهم للمواطنين.
وكان الأطباء في أغلب مستشفيات طرابلس قد بدأوا صباح الاثنين اعتصاماً داخل مستشفياتهم وأوقفوا العمل لمدة ساعة واحدة، وهدّدوا بزيادة وقت الاعتصام ليصل إلى ثلاث ساعات مع بداية الأسبوع القادم، ونقله إلى مقر وزارة الصحة، إذا لم تُتخذ إجراءات حقيقية حيال مطالبهم.
و طالبت النقابة العامة للأطباء بسحب جميع العناصر المسلحة من جميع المستشفيات والمراكز الصحية لعدم الحاجة إليها، وذلك على خلفية تكرار حوادث العنف ضد الأطقم الطبية في أماكن عملهم، كما طالبت بتفعيل مكاتب بالمستشفيات وتمكينها من ممارسة اختصاصاتها كاملة، والإسراع في تكوين جهاز حماية المنشآت الطبية ويكون تابعا لوزارة الداخلية وتمكينه من مباشرة عمله لتوفير الأمن في المستشفيات، وتقديم المشورة الفنية من وزارة الداخلية لوزارة الصحة لتركيب أجهزة مراقبة مرئية في المستشفيات للحماية..
وشدَّدت النقابة في بيانٍ لها على ملاحقة الجناة ذوي السوابق الذين تم التبليغ عنهم في حالات الاعتداءات المسجلة ضد الأطقم الطبية، وضرورة متابعة حالة الاعتداء ضد أخصائي جراحة العظام بمستشفى الجلاء ببنغازي، واستكمال التحقيق مع الجاني وتقديمه للعدالة في أسرع وقت.. وأوضح البيان أن التحقيقات في مراحلها النهائية بشأن حالة التحرش الجنسي على أحد نزيلات مركز طرابلس الطبي، وسوف يتم متابعتها من النقابة للتأكد من تحقيق العدالة..
وكان وزير الصحة نور الدين دغمان قد أكد أن الاعتداءات على الأطقم الطبية داخل المستشفيات تؤثر سلبًا على سير الخدمات الصحية، وقال لم نعد نستطيع تقديم الخدمات للناس، مُضيفاً أن هذه المؤسسات، هي مؤسسات مدنية صرفة، وإنسانية، حتى في الحروب لا تُمس، ونفاجأ بأن أناسًا تدخل بأسلحة بيضاء، ومسدسات وغيرها ويقومون بتهديد الناس، يعني الوضع بصراحة شائك وسيئ جدًا.
وكان دغمان قد عقد اجتماعًا طارئًا في مستشفى الجلاء للحوادث في مدينة بنغازي ضم مدراء المستشفيات في المدينة.. وذلك على خلفية الاعتداءات المتكررة على أقسام الطوارئ والاعتداء على الأطقم الطبية بها.. حيث تمت مناقشة اتخاذ جملة من الإجراءات التي من شأنها توفير الحماية الأمنية لأقسام الطوارئ بهذه المرافق الصحية التي تقدم خدماتها طيلة الأربع والعشرين ساعة للمرضى المترددين عليها، وبحث السبل الكفيلة للرفع من مستوى الخدمات الطبية التي تقدمها هذه المستشفيات، وتذليل الصعوبات التي تواجه سير عملها.
وحثت وزارة الصحة كافة العاملين في القطاع الصحي على ضرورة الاستمرار في أداء مهامهم الإنسانية الموكلة إليهم، على الرغم من الإقرار بحق الاعتصام السلمي.
يُشار إلى أن المستشفيات والمراكز الصحية الليبية تشهد بين الحين والآخر اعتداءات من قبل مواطنين لم تقتصر على الأطباء فقط بل طالت الأطقم الطبية المساعدة والمرضى في كثيرٍ من الأحيان، وذلك نتيجة انتشار السلاح وعدم تمكن الدولة من فرض سيطرتها الأمنية.
أرسل تعليقك