بيروت – جورج شاهين
بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، والذي يُحتفل به في 19 آب/أغسطس 2013، صدر عن المفوضية الأوروبية للتعاون الدولي والمساعدات الإنسانية والاستجابة للأزمات كريستالينا جيورجيفا البيان التالي:
"أرجو أن تشاركوني في الإشادة بشجاعة النساء والرجال الذين يقدمون المساعدة لإنقاذ حياة ضحايا الكوارث الطبيعية والنزاعات حول العالم, فبفضل الجهود اليومية للعاملين في المجال الإنساني، أمكن الحفاظ على حياة الملايين من الناس الذين عانوا من مصاعب لا يمكن تصورها، وأُتيحت لهم فرصة التطلع إلى مستقبل أفضل من ماضيهم.
ويعتبر الاتحاد الأوروبي أكبر جهة مانحة للمساعدات في العالم، لكن المال وحده لا يوزع الطعام للجائعين، ولا يضمد جراح المصابين، ولا يبني سقفاً فوق رؤوس لاجئين بلا مأوى, والعاملون في المجال الإنساني هم من يقومون بهذا، وأنا فخورة لكوننا نساعدهم على إنجاز عملهم.
يساعد الأطباء والممرضات والإخصائيون النفسيون والمهندسون واللوجستيون ومسؤولو البرامج ومدراء المعلومات ومستشارو الأمن وبقية المجتمع الإنساني ضحايا الأزمات في ظروفهم الصعبة, غير أنهم هم أنفسهم يقعون غالباً ضحايا، حيث تشير البيانات الأولية لهذه السنة وحدها إلى أن عاملاً إنسانياً على الأقل يتعرض للقتل أو الإصابة أو الاختطاف كل يوم, وتزداد المخاطر بشكل خاص في أفغانستان وجنوب السودان وباكستان وسورية، لكن القانون الإنساني الدولي يُخرق باستمرار وبشكل صارخ في العديد من مناطق الأزمات الأخرى.
وهذا لا يخلف أثراً على العاملين الإنسانيين فحسب، بل أيضاً على القائمين على تقديم الخدمات, فمنع عمال الإغاثة من الوصول إلى المحتاجين يعني ترك آلاف الناس من دون مأوى وغذاء ومياه صالحة للشرب ورعاية صحية, وعندما تُجبر المنظمات الإنسانية على مغادرة منطقة كوارث بسبب انعدام الأمن فيها، فإن مجتمعات تلك المناطق هي من يدفع الثمن.
كما تتأثر قدرة التضامن الأوروبي على إغاثة ضحايا الأزمات والكوارث من جراء أعمال العنف ضد العاملين في المجال الإنساني, وقد قدمت المفوضية الأوروبية مساعدات إغاثية إلى أكثر من 120 مليون شخص في أكثر من 90 بلداً خلال العام الماضي وحده، بفضل شبكتنا الواسعة من الخبراء الميدانيين, ويعمل هؤلاء غالباً في ظروف خطرة، ففي الأعوام الأخيرة، تم إجلاء فرق العمل الإنساني التابعة للاتحاد الأوروبي مؤقتاً من بانغي (جمهورية إفريقيا الوسطى)، وأبيدجان (ساحل العاج)، وغوما (جمهورية الكونغو الديمقراطية)، وكابول (أفغانستان) ودمشق (سورية), وهذا يؤدي إلى عقبات إضافية تعوق تقديم الخدمات للمحاصرين في مناطق الاقتتال.
لذلك وباسم الضحايا وحتى نكون قادرين على تقديم المساعدة بفاعلية، وانسجاماً مع تضامن مواطنينا، أناشد أطراف النزاع والحكومات والجهات الفاعلة غير الحكومية, العمل على حماية العاملين في المجال الإنساني والسماح لهم بتأدية مهمتهم لإنقاذ حياة البشر, فهذه مسألة حياة أو موت, والعالم في حاجة إلى مزيد من الاحترام وتوفير المزيد من الحماية للعاملين في مجال المساعدة الإنسانية".
أرسل تعليقك