كشف زعيم كردي سوري أنّ الأكراد السوريين بحاجة إلى تمثيل سياسي وعسكري في المؤتمر الذي تنظمه السعودية للمعارضة السورية الشهر المقبل، لأنهم شريك أساسي في المعركة ضد تنظيم "داعش" وفي مستقبل سورية.
وأعلنت السعودية، أنها تُجري اتصالات مع جماعات المعارضة بشأن اجتماع محتمل تستضيفه المملكة لتوحيد صفوف المعارضة قبل محادثات السلام المُقبلة.
وتشعر بعض الجماعات التي تحارب ضد الرئيس السوري بشار الأسد بالقلق من الأكراد وتعتبرهم متواطئين مع دمشق وهو ما ينفيه الأكراد.
وبيّن الرئيس المناوب لحزب "الإتحاد" الديمقراطي الكردي صالح مسلم، أنّ حزبه لم يتلق بعد أي دعوة رسمية للمشاركة في المؤتمر، لكنه ينتظر أن يُمثل من خلال هيئة التنسيق الوطنية.
وأوضح أنّ الأهم هو تمثيل الفصائل المسلحة، ويعني هذا أنه يجب السماح بحضور قوات سورية، الديمقراطية وهي تحالف مسلح جديد مدعوم من الولايات المتحدة يضم وحدات حماية الشعب الكردية، ومقاتلين عربًا.
وشدد خلال إتصال هاتفي إلى "رويترز" على أنهم الشركاء الرئيسيون ضد "داعش" هذه القوات تأخذ مناطق محررة من النظام ومن "داعش"، ولذلك يجب أن تكون جزءًا من العملية"، واصفًا التحالف المسلح الجديد بـ "مشروع لمستقبل سورية".
ونوّه إلى أنه إذا وجهت الدعوة إلى الجيش السوري الحر، فهذه الجماعة يجب أن تُمثل أيضًا، وتمثيل المنطقة الكردية المتمتعة بحكم ذاتي يجب أن يحدث لأنها طرف رئيسي في هذا الصراع.
ولم تحدد السعودية بعد موعدًا لهذا المؤتمر الذي سيكون بمثابة فرصة لتوحيد الجماعات التي يشكل غياب الوحدة بينها عقبة رئيسية منذ فترة في مساعي التوصل إلى تسوية سلمية للصراع السوري المندلع منذ نحو خمسة أعوام.
وانتزعت وحدات حماية الشعب الكردية، أراضي في سورية من تنظيم "داعش" بدعم من الضربات الجوية الأميركية.
وأعلن الأكراد السوريون منطقة حكم ذاتي في مناطق داخل شمال سورية على حدود تركيا، وهو ما أثار قلق أنقرة التي حاربت حزب "العمال" الكردستاني الانفصالي طوال عقود.
وإتهم الزعيم الكردي تركيا بإسقاط الطائرة الروسية في وقت مُنصرم من الأسبوع، لتزيد الحرب السورية تعقيدًا، حيث خسرت جماعات مسلحة تدعمها أنقرة بعض الأراضي لصالح القوات الحكومية.
وشرح مسلم أنّ "تركيا أرادت قلب الطاولة لأنها لا تريد أن يتجه الصراع السوري صوب العملية السلمية والحل السياسي"، مُعتقدًا أنه كان هناك تخطيط لذلك، مُرددًا المعنى الذي جاء في تصريحات روسية بشأن تركيا.
وأعلن مسلم، أنّ "هذا تصعيد جديد في الصراع السوري، مُشيرًا إلى أن روسيا ردت بالفعل الأربعاء، بقصف معبر حدودي تسيطر عليه قوات المعارضة، ويُستخدم إلى نقل الإمدادات من تركيا، مُبينًا أنهم قلقون، لكن ما يجري يتضح أكثر فأكثر، قائلًا أنّ "تركيا تدعم جماعات تعاونت مع المتشددين في سورية".
وأشار إلى أنّ "هناك "داعش"، وهناك "جبهة النصرة" المرتبطة بـ"القاعدة" التي تعمل مع جماعات مثل "أحرار الشام"، وجماعات أخرى، عدد كبير منها تدعمه تركيا هذه هي المشكلة، كل شيء إتضح أمام أعيننا".
ونوّه مسلم إلى أنّ "روسيا تقصف مقاتلين في سورية من بينهم "شيشان" ومقاتلين من آسيا ترى فيهم موسكو تهديدًا لأمنها القومي"، قائلًا أنّ "روسيا تتعامل معهم لأنها ترى فيهم تهديدًا إلى روسيا في المستقبل إذا عادوا، إنهم يتحدثون عن نحو 5000 شخص موجودين هناك"، مُضيفًا أنّ " وحدات حماية الشعب الكردية لم تزد رغم ذلك إتصالاتها مع موسكو منذ أن بدأت روسيا حملتها الجوية في سورية منذ شهرين".
وعلق مسلم، قائلًا "إنها إتصالات عادية.. لدينا ممثل في موسكو ينقل المعلومات منهم، ولكن ليس هناك جديد"، ذاكرًا أنّ "موسكو لم تعرض زيادة الدعم إلى الأكراد أيضًا"، واستطرد "هم لم يعرضوا ونحن لم نسأل".
أرسل تعليقك