بيروت ـ وكالات
أعلن البابا بنيديكتوس السادس عشر أنه لن يتدخل في اختيار خليفته وذلك إثر قراره المفاجيء بالاستقالة من منصبه على رأس الكنيسة الكاثوليكية، وذلك حسبما ذكر شقيق البابا.
وقال جورج راتزنغر لبي بي سي إن البابا" سيكون متاحا" اذا كانت هناك حاجة لجهوده.
وكان البابا قد اعلن الاثنين أنه سيستقيل بعد ثماني سنوات من منصبه على راس الكنيسة الكاثوليكية لأنه يشعر بأنه كبير جدا للاستمرار في موقعه بعد بلوغه 85 عاما.
وقال البابا إنه سيترك الفاتيكان نهاية الشهر الجاري.
وجاء في بيانه الذي أعلن فيه عزمه الاستقالة: "بعد مراجعة ضميري أمام الله، مراراً، توصلت إلى قناعة بأن قواي، بسبب تقدمي في السن، لم تعد تسمح لي بالقيام بواجباتي على أكمل وجه على رأس الكنيسة الكاثوليكية".
وكان البابا بنيديكتوس قد اختير لترؤس الكنيسة الكاثوليكية في عام 2005 بعد وفاة البابا يوحنا بولص الثاني. وكان اسمه آنذاك الكاردينال جوزيف راتزينغر ويبلغ من العمر 78 سنة.
وقبل توليه البابوية كان عضوا في مجمع الكرادلة. وعمل أسقفا لمدينة ميونيخ قبل انتقاله إلى روما في عام 1981.
ومنذ ذلك الوقت، كان أحد أقرب مستشاري البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، وكان مشرفا على الهيئة التي تتولى مراقبة نقاء العقيدة على مدى 20 عاما.
ونقل عن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي قوله إنه "صدم بشدة بسبب تلك الأنباء غير المتوقعة".
ويقول مراسل بي بي سي في روما ألن جونستون "جاء الخبر فجأة"، ولم يكن هناك أي تكهنات بشأن تلك الخطوة في الأيام الأخيرة.
وقال الأب فيديريكو لومباردي، المتحدث باسم الفاتيكان، حتى المساعدين المقربين من البابا نفسه لم يعرفوا ماذا كان يعتزم البابا عمله، وقد أصابتهم الأنباء بـ"البلبلة".
وقال الأب شفيق أبو زيد رئيس مركز أرام لدراسة الحضارات السامية في جامعة أكسفورد "إن البابا بنيديكت السادس عشر يعاني من مرض القلب منذ فترة، وهذا يجعل من الصعب عليه أن يواصل مهامه رئيسا للكنيسة الكاثوليكية."
أكبر البابوات
تولى منصبه في ظروف تعد أقسى ما واجهته الكنيسة الكاثوليكية عبر عقود، عندما كشف عن فضيحة اعتداء جنسي على أطفال اتهم فيها بعض القساوسة.
البابا بينيديكت السادس عشر
تولى كرسي البابوية في عام 2005 عندما كان في 78، كأحد أكبر البابوات في التاريخ.
ولد في ألمانيا في 1927، وانضم إلى تنظيم شباب هتلر خلال الحرب العالمية الثانية، وجند في سلاح الدفاع الجوي، لكنه تركه بعد ذلك.
أمضى الكاردينال جوزيف راتسيغر، وهو اسمه قبل تولي البابوية، 24 عاما مسؤولا عن مجمع العقيدة، الذي يعرف باسم مكتب التدقيق المقدس.
هو لاهوتي محافظ، له وجهات نظر متشددة في قضايا المثلية الجنسية، وتولي النساء لمراتب القساوسة في الكنيسة.
وكان أحد أكبر البابوات الجدد عمرا في التاريخ عند انتخابه للمنصب.
وعبر متحدث باسم الحكومة الألمانية عن تأثره بالاستقالة المفاجئة للبابا الألماني المولد.
وأضاف أن "الحكومة تكن احتراما كبيرا للبابا، لما قام به من أعمال، ولما أسداه خلال سني حياته للكنيسة الكاثوليكية".
وأضاف المتحدث "لقد ترك البابا بصمة شخصية باعتباره مفكرا على رأس الكنيسة، وراعيا لها كذلك".
يذكر أن الاستقالات من الكرسي البابوي عبر التاريخ موجودة، لكن هذه الاستقالة ستكون الأولى من نوعها في العصر الحديث.
أرسل تعليقك