غزة – محمد حبيب
أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" صلاح البردويل ثبات حركته ووضوح موقفها وعدم تناقضه ، مشيرًا إلى أن بعض وسائل الإعلام تحاول اختلاق بعض الأمور التي لا أساس لها من الصحة أو الواقع.
يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه تصريحات صدرت أخيرا عن قيادات في حركة حماس عن وجود خلافات داخل الحركة بشأن الموقف من سورية وإيران وحزب الله، وهو الأمر الذي نفته الحركة بشدة، متهمة وسائل إعلام بالفبركة وتشويه صورتها عمدا.
وجدد تأكيده على عدم وجود أي تناقض في موقف قادة "حماس"، غير أن بعض وسائل الإعلام تحاول اقتطاع أجزاء من حديثهم أو من بيانات الحركة، محاولة ادعاء وجود تباين أو شرخ في الموقف، لافتًا إلى أن الحركة لم تقطع علاقاتها بحزب الله أو إيران.
وتابع" بعضٌ فسر دعوتنا لحزب الله بأنها استمرار للعلاقة معه، وبعض آخر وجدها نوعًا من إبراز القطيعة"، مشيرًا إلى أن مصادر هذه التفسيرات لا تخرج عن وسائل الإعلام، أو بعض من يصطاد في الماء العكر.
وذكر البردويل أن هذه الجهات وصلت إلى تحليلات سياسية خارجة عن الواقع أو الحقائق، بقولها بوجود تيارين في قيادة حركة "حماس" أحدهما يرتبط بقطر وتركيا، وآخر بإيران وسورية، مضيفًا " حماس ليست في جيب أي طرف، وهي موحدة".
ونوه إلى أن حركته تحاول الاستفادة من أي متنفس لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته، دون دفع أي ثمن، لا من حرية الشعوب ولا من الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، وترحب بأي دعم من الدول العربية أو الإسلامية بعيدًا عن الابتزاز السياسي.
وبشأن مطالبة فتح حركته بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية قال البردويل "منذ متى حماس تتدخل في شؤون الدول العربية الداخلية؟!، ومن إستراتيجية الحركة ومبادئها الأصيلة احترام الدول العربية بعيدًا عن أي تدخل".
وأضاف: "فتح مفلسة سياسيًّا، لا رؤية ولا برنامج لها، إذ تقتات على بعض المعونات الأميركية والأوربية، وتحاول أن تجد أي ثغرة لمهاجمة حماس، وإضعاف سمعتها، معتمدة على "الفبركة" والكذب، ودون أي استناد إلى الحقائق".
وتحدثت تقارير مختلفة عن وجود انقسام داخل الحركة، بشأن العلاقة مع حزب الله وإيران من جهة، ومع قطر من جهة أخرى، إذ يدعم تيار في حماس، أغلبه في الداخل، العلاقة مع حزب الله وإيران على حساب قطر، بينما يدعم تيار أغلبه في الخارج العلاقة مع قطر على حساب الحزب وإيران، حسبما ذكرت صحيفة "الشرق الاوسط" الصادرة في لندن.
وكان القيادي في حركة حماس في قطاع غزة محمود الزهار، واضحا وصريحا، بإعلانه أن علاقة الحركة بحزب الله وإيران طيبة وجيدة، باعتبار أن وجود تباينات لا يفسد هذه العلاقات.
وكان الزهار قد أثار جدلا واسعا بعد مطالبته عبر بيان للحركة صدر بداية الأسبوع، حزب الله بالانسحاب من الأراضي السورية واتهامه بإذكاء العنف الطائفي، وهو ما دفعه إلى التأكد على أنه في غزة لا يعرف شيئا عن البيان.
ويشير حديث الزهار إلى خلاف بين حماس في غزة والخارج بشأن الموقف من حزب الله، خصوصا أنه رفض التعليق على مضمون البيان، كما رفض التعليق على الدعوة التي أطلقها عدد من العلماء المسلمين في القاهرة قبل أيام بخصوص الجهاد في سورية، مكتفيا بالقول إن العلماء المسلمين يتحملون مسؤولية ما دعوا إليه.
وأكد القيادي في حماس وقوف الحركة على الحياد في ما يتعلق بالأزمة السورية أو في القضايا الداخلية لأي دولة عربية أخرى، مشيرا إلى أن حماس ليست معنية إلا بقتال "الاحتلال الإسرائيلي".
وقال "عندما تدخلت منظمة التحرير في الشأن العربي الداخلي خسرت وخسرت القضية الفلسطينية".
ووصف الزهار في الوقت نفسه العلاقة مع إيران بـ"الثابتة"، وقال لموقع قناة "المنار" التابعة لحزب الله "إنها (العلاقة مع إيران) لا تخضع لتغييرات الداخل الإيراني".
وأضاف أن "أيا من المسؤولين الإيرانيين لم يتحدث عن قطع أو تجميد للمساعدات الإيرانية لقطاع غزة أو غيرها، وفق ما يروج في الإعلام". واستبعد الزهار أن يفرز وصول مرشح التيار الإصلاحي حسن روحاني إلى سدة الرئاسة الإيرانية أي تغييرات في تعاطي إيران مع حماس وحركات المقاومة.
وأكدت تصريحات أخرى صدرت من غزة، على احتمال وجود تباين في حماس إزاء العلاقة مع الحزب وإيران، إذ قال القيادي في الحركة صلاح البردويل إن علاقة الحركة بحزب الله مستمرة، نافيا قطع حركته علاقتها مع الحزب على خلفية تدخله في الأزمة السورية، وقال إن "حزب الله مقاوم للاحتلال، وعلاقتنا المستمرة معه مبنية على هذا المبدأ، وتربطنا به علاقة جيدة".
وأضاف لصحيفة محلية تابعة لحماس "علاقتنا مع كل الدول العربية مبنية على قاعدة حرية الشعوب وتوحيد كل الجهود لمواجهة إسرائيل فقط"، متابعا "لا نتدخل في شؤون أي دولة عربية، فعدونا الأوحد هو الاحتلال"، مؤكدا أن القضية الفلسطينية هي القضية الجوهرية للأمة العربية، «وقطع العلاقات مع أي دولة عربية يضر بها".
وجاءت هذه التصريحات بعد يوم من طلب حركة فتح من حماس الكف عن التدخل في الشؤون العربية بعد بيانها الصريح ضد حزب الله. وردت حماس، أمس، معتبرة هذه الدعوة من فتح بمثابة تحريض سياسي. وقال سامي أبو زهري، الناطق باسم الحركة، في بيان، إن "هذه الدعوة هي دليل على تورط حركة فتح في المؤامرة التي تستهدف تشويه صورة حركة حماس وتوفير الغطاء لبعض الجهات لاستهداف الحركة تحت ذريعة أنها تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية".
وأضاف أبو زهري، أن "تاريخ حركة فتح منذ انطلاقتها حافل بالتورط في الساحات العربية بطريقة دفع شعبنا الفلسطيني ثمنها باهظا وهو أمر لا يخفى على أحد، كما أنه ثبت لنا باليقين تورط عدد من قيادات فتح في تغذية بعض وسائل الإعلام المصري وفلول النظام السابق بالفبركات والمعلومات الكاذبة لتشويه صورة حماس"، متابعا "لغة حركة فتح تؤكد سوء النيات وأنها مصممة على خصومتها مع حركة حماس وأن حديثها عن المصالحة هو مجرد شعارات تستر بها لهثها خلف سراب التسوية، هذا مع تأكيدنا على أن كل الشائعات التي يروج لها هي أكاذيب وفبركات إعلامية لا تستند إلى أي دليل".
وقال البردويل في تصريح صحافي الجمعة" إن موقف الحركة من أي طرف أو جهة أو دولة يقوم على أساسين أولهما مدى دعمها للمقاومة والشعب الفلسطيني، وثانيهما احترام إرادة وحرية الشعوب، كما جرى سابقًا مع دولة سورية".
وأضاف "أن علاقة (حماس) بالحكومة السورية بقيت طيلة المدة السابقة في إطار مبدأ الحركة القائم على دعم المقاومة واحترام إرادة الشعب، غير أن ما جرى من أحداث وتعرضها للشعب بالقتل والقمع أدى إلى انفكاك هذه العلاقة".
وتابع "انسحبنا بهدوء من سورية، ولم نقاتل بجانب الشعب، ولم نؤيد النظام، وطالبنا مرارًا بحل المشكلة الداخلية بالحوار"، مشددًا على أن "حماس" من سياستها الثابتة عدم التدخل بشأن أي بلد عربي أو إسلامي مطلقًا.
وبين أن هذا الموقف أدى إلى"دخول إيران وحزب الله على الخط"، وذلك عندما أصرت الحركة على موقفها، ورفض ما يجري في سورية، مؤكدًا أن الحركة دعت حزب الله حديثًا إلى سحب قواته من سورية، والتفرغ لقتال ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
أرسل تعليقك