بغداد - أ.ف.ب.
ادى انفجار 17 سيارة مفخخة وخمس عبوات ناسفة معظمها في بغداد الاثنين الى مقتل 57 شخصا، ما يرفع عدد قتلى اعمال العنف في العراق منذ بداية تموز/يوليو الى اكثر من 800 شخص.
وفيما لم تتبن اي جهة اعمال العنف التي استهدفت معظمها الاثنين احياء تسكنها غالبيات شيعية في بغداد، اتهمت وزارة الداخلية تنظيم القاعدة بالوقوف وراء هذه الهجمات.
واعتبرت الوزارة في بيان نشر على موقعها ان "البلاد اصبحت في مواجهة حرب معلنة تشنها قوى طائفية دموية تستهدف اغراق البلاد في الفوضى وإعادة إنتاج الحرب الاهلية".
ورات ان "ضخامة وسعة الاعتداءات الارهابية تكشف عن اختراق كبير لجماعات الإرهاب للنسيج الاجتماعي ووجود حواضن بشرية ودعم تتلقاه هذه العصابات على خلفيات طائفية وسياسية".
ويشهد العراق الذي يعيش سكانه على وقع اعمال القتل اليومية منذ اجتياحه على ايدي قوات تحالف دولي قادته الولايات المتحدة عام 2003، موجة عنف متصاعدة حيث قتل اكثر من 2500 شخص بين نيسان/ابريل وحزيران/يونيو، وفقا لارقام الامم المتحدة.
وتحمل اعمال العنف طابعا طائفيا متزايدا بين السنة والشيعة في بلاد عاشت حربا اهلية طائفية بين عامي 2006 و2008 قضى فيها الالاف.
ومنذ بداية الشهر الحالي، قتل في انحاء متفرقة في العراق بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وطبية وعسكرية اكثر من 800 شخص، في هجمات شملت السيارات المفخخة والعبوات والاحزمة الناسفة وعمليات الاغتيال والقتل العشوائي.
واصدرت بعثة الامم المتحدة في العراق بيانا اعربت فيه عن قلقها العميق جراء تصاعد معدلات العنف التي باتت "تضع البلاد امام خطر العودة الى الفتنة الطائفية"، مشيرة الى ان "العراق ينزف جراء العنف العشوائي".
بدورها، ذكرت السفارة الاميركية في بيان ان "الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات الهجمات الارهابية الوحشية التي ادت الى قتل وجرح العشرات من العراقيين الابرياء".
وفي تفاصيل هجمات الاثنين، قالت مصادر مسؤولة لفرانس برس ان 12 سيارة مفخخة وعبوتين ناسفتين استهدفت مناطق متفرقة من محافظة بغداد، بينما انفجرت خمس سيارات اخرى في الكوت (160 كلم جنوب بغداد) والسماوة (280 كلم جنوب بغداد) والبصرة (450 كلم جنوب بغداد).
واوضح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية ان الهجمات التي وقعت في اوقات متزامنة بدات عند الساعة 07,30 (04,30 ت غ).
واضاف المصدر ان 34 شخصا قتلوا واصيب اكثر من 130 بجروح في الهجمات داخل مدينة بغداد التي استهدفت معظمها مناطق شيعية، بينما قتل شخصان واصيب 15 بجروح في انفجار المحمودية (30 كلم جنوب بغداد)، وقتل خمسة اشخاص واصيب ستة بجروح في المدائن (25 كلم جنوب بغداد).
واستهدفت السيارات المفخخة في العاصمة مناطق البياع (غرب) والرسالة (جنوب غرب) والصدر (شرق) والحرية (شمال) والشرطة الرابعة (جنوب) والكاظمية (شمال) والطوبجي (شمال) وابو تشير (جنوب غرب)، فيما انفجرت العبوة الناسفة في شارع فلسطين (شرق).
وقال مصور فرانس برس ان انفجار السيارة في مدينة الصدر عند حوالى الثامنة صباحا (05,00 تغ) والذي قتل فيه خمسة اشخاص واصيب 17 بجروح، استهدف عمالا يبحثون عن فرصة عمل.
وادى عصف الانفجار الى قذف حافلة صغيرة الى اكثر من عشرة امتار عن موقع الهجوم الذي خلف حفرة كبيرة في المكان.
وبعد وقت قصير، انفجرت سيارة ثانية في منطقة الحبيبية في مدينة الصدر قتل فيها اربعة اشخاص، وذلك على بعد حوالى كيلومترين من موقع الانفجار الاول، وعلى مقربة من محال تجارية اصيبت باضرار كبيرة.
وفي هجمات وقعت في مناطق اخرى من العراق، قتلت سيارتان مفخختان في الكوت ستة اشخاص واصابت 57 بجروح، فيما قتل شخصان اخران واصيب 10 بجروح في السماوة، وقتل اربعة اشخاص واصيب خمسة في البصرة.
وفي بيجي (200 كلم شمال بغداد)، قال ضابط برتبة مقدم في الشرطة ان "خمسة اشخاص بينهم ضابط برتبة مقدم في الشرطة وابنه قتلوا جراء انفجار عبوة ناسفة استهدف دوريتهم على الطريق الرئيسي في بيجي".
كما قتل ضابط برتبة نقيب في قوات الطوارىء بانفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته الخاصة غرب مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، وقتل شخص بانفجار عبوة ناسفة قرب بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد).
واعلنت القوات العراقية عن قتل عشرة مسلحين واعتقال اربعة مطلوبين وتفجير ثلاث سيارات مفخخة تحت السيطرة وضبط مجموعة من الاسلحة والمتفجرات في عملية امنية نفذت غربي تكريت (160 كلم شمال بغداد).
واكدت مصادر طبية رسمية لفرانس برس حصيلة ضحايا هجمات الاثنين والتي بلغت 67 قتيلا بينهم المسلحون العشرة واكثر من 240 جريح.
وجاء هذا اليوم الدامي بعد اسبوع على تعرض سجني التاجي وابو غريب الى الشمال والغرب من بغداد الى هجوم، تمكن خلاله مئات السجناء من الهرب، بينهم قادة كبار في تنظيم القاعدة الذي تبنى الهجوم.
وقال مسؤول امني رفيع المستوى لفرانس برس ان هروب هؤلاء السجناء وضع البلاد على عتبة "ايام سوداء"، اذ ان السجناء الهاربين يسعون الى القيام "بعمليات انتقامية".
أرسل تعليقك