اعلن "أمير" جبهة النصرة ابو محمد الجولاني ان توجيهات تنظيم القاعدة تقضي بعدم مهاجمة الغرب انطلاقا من سوريا، مشيرا الى ان التركيز هو على اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد الذي توقع الا يطول كثيرا.
وكان الجولاني يتحدث في مقابلة مع قناة "الجزيرة" التي تتخذ من الدوحة مقرا، تم بثها مساء الاربعاء، من "احدى المناطق المحررة في شمال سوريا"، بحسب ما قال مقدم البرنامج. وهي الثانية مع القناة نفسها بعد مقابلة في 2013.
وقال الرجل الذي لم يظهر وجهه على الشاشة، وقدمته القناة على انه الجولاني، "التوجيهات التي تأتينا من الدكتور ايمن (الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة) حفظه الله، هي ان جبهة النصرة مهمتها في الشام اسقاط النظام ورموزه وحلفائه كحزب الله والتفاهم مع الفصائل لاقامة حكم اسلامي راشد".
واضاف ان "الارشادات التي اتتنا هي بعدم استخدام الشام (سوريا) كقاعدة انطلاق لهجمات غربية او اوروبية لكي لا نشوش على المعركة الموجودة".
وردا على سؤال لمقدم برنامج "بلا حدود" احمد منصور حول رد فعل الجبهة في حال استمر التحالف الدولي في استهدافها قصفا، قال "الخيارات مفتوحة، ومن حق كل انسان ان يدافع عن نفسه. (...) اذا استمر الحال على وضعه، اعتقد ان هناك افرازات لن تكون في صالح الغرب ولا اميركا".
واستهدف التحالف الدولي بقيادة اميركية منذ بدء الحملة الجوية ضد التنظيمات الجهادية في سوريا والعراق، على راسها تنظيم الدولة الاسلامية، الصيف الماضي مرات عدة مواقع لجبهة النصرة في سوريا، ما تسبب بتدمير مقار ومقتل عشرات من عناصرها.
واعتبر الجولاني ان "اميركا تساند النظام" السوري، مشيرا الى ان من ابرز اشكال هذه المساندة قصف مقار النصرة.
وتدرج وزارة الخارجية الاميركية جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، على لائحتها للمنظمات الارهابية.
وتمكنت جبهة النصرة وحلفاؤها خلال الاسابيع الاخيرة من احراز سلسلة نجاحات على الارض في مواجهة قوات النظام لا سيما في شمال غرب البلاد وفي الجنوب، وقد استولوا على مدن كبيرة وقاعدة عسكرية ومعابر حدودية.
واوضح الجولاني ان اهمية الانجازات الاخيرة تكمن في انها نقلت المعركة من مناطق ذات غالبية سنية الى محيط مناطق وجود الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد.
الا ان الجولاني بدا حريصا على تاكيد عدم التعرض لهذه الاقليات.
وقال "في هذه المرحلة لا نقتل الا من يقاتلنا"، مشيرا الى ان هناك قرى درزية ومسيحية يعيش اهلها بامان في ظل سيطرة النصرة.
واشار الى ان كل "جندي علوي رفع السلاح في وجهنا وتبرأ من النظام سيكون اخا لنا". اما بالنسبة الى المسيحيين، ففي حال "وصلنا الى حكم اسلامي ونريد اقامة حكم الشريعة، سيخضع النصارى للحكم الاسلامي ويكون دفع الجزية للمقتدرين".
وكان الجولاني ومنصور يجلسان على كرسيين مزخرفين باللونين الازرق والذهبي امام طاولة صغيرة وضع عليها علم جبهة النصرة الاسود.
وخصص الجزء الاخير من المقابلة التي ستكون لها تتمة، بحسب ما اعلن، لحزب الله اللبناني الذي يقاتل الى جانب قوات النظام السوري.
وقال الجولاني ان حزب الله يحاول من خلال معركته في منطقة القلمون الواقعة شمال دمشق والحدودية مع لبنان "ان يخيف اللبنانيين من ان الخطر قادم على لبنان، والحقيقة ان الخطر قادم على حزب الله لا على لبنان".
واضاف ان ما يجري في القلمون "حرب عصابات"، مضيفا ان المعركة قد تطول "لكننا سنبقى نركز على معركة دمشق. واؤكد ان اسقاط بشار ليس بالوقت الطويل".
وتابع "لا اريد ان ابث شيئا كبيرا من التفاؤل لكن المعركة بوادرها جيدة جدا".
ورأى ان "حزب الله سيكون امره مجرد وقت" في حال سقط النظام، و"زوال بشار الاسد يعني زوال حزب الله".
ورفض كل المحاولات الجارية للتوصل الى تسوية سياسية للنزاع في سوريا الذي اودى باكثر من 220 الف شخص منذ 2011.
وقال الجولاني الذي غطى رأسه بكوفية سوداء اسدلها على خديه، بينما ارتدى قميصا مع سروال واسع لون اخضر عسكري وسترة من اللون نفسه من دون اكمام، "لن نقبل بالحلول السياسية"، مضيفا ان الناس في سوريا "حسموا امرهم"، وهم يعرفون ان "المجاهدين بقوة السلاح هم من سيغيرون الوضع، لا مؤتمرات جنيف ولا جلسات في واشنطن، الامم المتحدة ولا غيرها".
ولم تدع جبهة النصرة ولا اي من التنظيمات الجهادية المقاتلة في سوريا للمشاركة في اجتماعات دعيت اليها فصائل من المعارضة المسلحة في جنيف وغيرها في محاولة للتوصل الى حل سلمي للازمة السورية.
وشدد الجولاني على ان مجموعته لا تتقاضى دعما ماليا من اي دولة، انما تؤمن "اكتفاء ذاتيا" من اعمال تجارية في المناطق حيث هي موجودة ومن "تبرعات المسلمين" الذين يتعاطفون مع تنظيم القاعدة.
المصدر أ.ف.ب
أرسل تعليقك