بيروت ـ جورج شاهين
واصل "الحراك المدني للمحاسبة" تحركه مساء الجمعة, في ساحة رياض الصلح وسط بيروت, فتجمع بضعة مئآت من الشباب من مناطق لبنانية مختلفة, اعتراضاً على التمديد لمجلس النواب بموجب القانون الجديد الذي مدد ولاية المجلس المنتخب العام 2009 لأربع سنوات مدة 17 عشر شهراً إضافياً بوشر باحتسابها منذ 21 من حزيران / يونيو الجاري .
وتزامناً انتهى التحرك بإشكال أمني مع موكب عضو كتلة نواب الكتائب اللبنانية عن دائرة بيروت الانتخابية الشيخ نديم الجميل نجل الرئيس الشهيد للجمهورية بشير الجميل, الذي اغتيل في 14 أيلول / سبتمبر العام 1982، وتعرض موكبه في منطقة مار مخايل وسط الأشرفية، للرشق بالحجارة إلى إصابة أحد مرافقيه بجروح ورضوض مختلفة.
وفي التفاصيل التي في حوزة "العرب اليوم" أن عدداً من الشبان اعتدوا على موكب النائب نديم الجميل, أثناء غيابه عنه وهو كان في زيارة خاصة في مكان قريب في محلة مار مخايل - الاشرفية بالعصي. وهو موكب من أربع سيارات رباعية الدفع مصفح بشكل جيد وقوي, كما اعتدوا على مرافقيه بالضرب وأصابوا أحدهم بجروح، هذا وضربت القوى الأمنية طوقاً حول المكان وحاصرت المعتدين من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم.
وأكدت مصادر النائب الجميل لـ "العرب اليوم" أن الاعتداء نفذه "حوالي خمسين شخصاً من المتظاهرين ضد التمديد لمجلس النواب" قرب مقر جمعية "نسوية" في الأشرفية, وكانوا بما يقارب العشرة شبان وقد تصرفوا بطريقة تنم عن حقد دفين، وأنهم لم يتمكنوا من أذية النائب الجميل.
وقالت والدة النائب السابق صولانج بشير الجميل في اتصال مع "العرب اليوم" أنها لا تريد الحديث عما جرى في التفاضيل, لأنه أمر تافه لا يستأهل الوقوف عنده, وأضافت أن نجلها بخير وقد تحدث إليها فور وقوع الحادث مطمئناً بأنه قد عبر من دون أي إصابات تذكر, وأنه كان لطيفاً معهم لكنهم تصرفوا بطريقة غليظة وسيئة للغاية.
وفي هذه الأجواء نفذ "الحراك المدني للمحاسبة" اعتصاماً مساء الخميس, هو الثالث من نوعه منذ ثمانية أيام، في ساحة رياض الصلح قرب مبنى العازارية, رفضاً للتمديد للمجلس النيابي، وسط تعزيزات أمنية مشددة ووضع عوائق حديدية على المداخل المؤدية إلى ساحة النجمة.
وشارك في الاعتصام حشد كبير من ممثلي هيئات المجتمع المدني, ورفعت خلاله الأعلام اللبنانية واليافطات التي تدعو نواب المجلس إلى "الرحيل لأن مجلسكم غير شرعي"، كما أطلق المشاركون الهتافات المنددة بسياسات الحكومة الجائرة على الصعد الأمنية والسياسية والاجتماعية.
وتلا عاصم مرتضى بياناً باسم "الحراك المدني" توجه فيه إلى أعضاء المجلس بالقول: "بكل وقاحة تدعون لعقد اجتماعات الهيئة العامة, وكأن شيئاً لم يحصل، كأنكم لم تمددوا من دون وجه حق، وكأن الموضوع قد أصبح وراءكم بعد أن عطلتم المجلس الدستوري وكل مؤسسات الشعب اللبناني وكأن شيئاً لم يكن".
وأضاف: كأن الأحداث الأمنية التي عاشها ويعيشها لبنان منذ فترة في صيدا وطرابلس وفي مناطق عديدة، مجرد أوهام مشبوهة نسجتموها لتستغلوها للتمديد بعد أن أوصلتم البلاد إلى هذه الأحداث بخطاباتكم وحساباتكم الضيقة، التي لا تأخذ بعين الاعتبار أي دستور أو منطق".
وتابع البيان: "توجتم فشلكم المقصود في التراضي الأمني وفي عدم المحافظة على حد أدنى من الأمن، هل ما زالت ذريعة الانتخابات مقابل الأمن تقنع أحداً؟ ألم تكن الأحداث الأمنية في أوجها في العام 2005 وقد أجريت الانتخابات في موعدها؟ ألم تجري انتخابات 2009 في ظل توترات أمنية في طرابلس شبيهة بما نشهده اليوم؟ كفاكم كذباً ونفاقاً فأنتم بالنسبة إلينا مجموعة فاشلين مغتصبي سلطة ومتآمرين على السلم الأهلي".
وتوجه إلى الرأي العام بالقول: "كفانا هوانا، كفانا رضوخاً واستسلاماً وكفانا سكوتاً، إن الوضع لم يعد يحتمل، حاولوا تضليلنا بأن الوضع الأمني لا يسمح بإجراء انتخابات، وعليه لا بد من التمديد لأنفسهم حفاظاً على الاستقرار، وها نحن نشهد في الأيام التي تلت التمديد تدهوراً خطيراً في الوضع الأمني".
وأشار إلى أن السلطة المسؤولة والتي تهتم بشأن الوطن والمواطن تعمد في حالات خطيرة كالتي نمر بها، إلى العودة إلى الشعب والاحتكام إليه من خلال إجراء انتخابات وفق قانون انتخابي عادل, يضمن صحة التمثيل لكل شرائح الشعب، تنقذ البلاد من الانقسام والخراب".
وأكد أن الذريعة الأمنية لم تقنعنا يوماً، وها إنها سقطت اليوم لتكشف عن النوايا الحقيقة للطبقة السياسية وهي استغلال السلطة وتوزيع الغنائم وتعميق الانقسام".
وألقيت في الاعتصام كلمات لناشطات في المجتمع المدني من صيدا وطرابلس.
وفي ساحة مجاورة للاعتصام الأول نفذ "اللقاء الشبابي اللبناني الفلسطيني" وقفة تأييد للجيش اللبناني في ساحة الشهداء، ورفع المشاركون خلالها الأعلام اللبنانية وسط الأناشيد الوطنية.
ودعا جهاد سلوم إلى الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الجيش، وقال:"إن الجيش هو الشعب ومن الشعب، ونرفض كل إساءة إليه".
وألقى كلمة "اللقاء الشبابي" رئيسه أحمد الشاويش فأكد "إننا كنا وما زلنا وسنبقى مع الجيش اللبناني ونرفض جميع الإساءات للجيش، كما نرفض الإساءة للمواطن ولا أحد فوق القانون".
وحيا قائد الجيش العماد جان قهوجي والجيش اللبناني وشهداءه، مشدداً على أن "لا سلام ولا اطمئنان من دون الجيش، ولا سلاح إلا سلاح الجيش والقوى الأمنية".
وألقى محمد ديب كلمة "بيت الأداب والعلوم" فأكد أن "قدومهم من طرابلس هو للتأكيد على السلم الأهلي والعيش المشترك، ودعمنا للجيش والقوى الأمنية ورفضنا التعرض للجيش اللبناني".
أرسل تعليقك