بغداد- نجلاء الطائي
عدَّ رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم، الخميس، العراق اليوم، أنّه يحارب جذور الانحراف التاريخي وإسقاطاته المعاصرة، فيما دعا رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي إلى أن يكون أكثر صبرا على إخوته من السياسيين، وأكثر إقدامًا في إجراء الإصلاحات الجذرية الفعالة.
وأوضح الحكيم، خلال خطبة عيد الأضحى التي ألقاها في مقر المجلس الأعلى الإسلامي في منطقة الجادرية، وسط بغداد، أنّ "هذا العيد يمر علينا، ونحن نعيش تحديات مفصلية في مسيرة شعبنا ووطننا، تحديات أمنية واقتصادية وسياسية وثقافية"، مبيّنًا أنّ "صراع الإرادات الإقليمية والدولية كان أكبر بكثير من طاقاتنا المحدودة، وأمنيات الشعب المحروم في العيش بحرية وسلام".
وعد أنّ العراق، اليوم، يحارب جذور الانحراف التاريخي، وإسقاطاته المعاصرة، ومن يقدمون خدمة عظيمة لأعداء الله والإسلام والإنسانية، وليس فصيلًا متطرفا محددا أو مجموعة ضالة هنا أو هناك، لافتًا إلى أنّ هناك معركة ثانية، مؤلمة وخطيرة؛ معركة الإصلاح ضد الانحراف والنزاهة ضد الفساد، وبناء الدولة والمؤسسات ضد منهج بناء الأشخاص والذوات.
وأضاف، أنّ "انشغال القوى السياسية في الصراعات الفئوية والحزبية الضيقة والسماح بالتدخلات الخارجية؛ ضيع فرص كبيرة على وطننا وشعبنا من الصعب تعويضها"، مشيرًا إلى أنّ "الحكومة اليوم، تسعى إلى إنتاج رؤية لمشروع دولة ولديها الإرادة لبناء دولة وتحتاج منا جميعًا الدعم والمساندة".
وطالب الحكومة بمساعدة نفسها، وأن تكون واضحة وصريحة وشفافة مع القوى الخيرة في هذا الوطن التي تؤمن بمساعدتها وتوفير الغطاءات اللازمة لها، مشددًا على ضرورة استثمار الدعم الذي تقدمه المرجعية الدينية في بناء شراكات حقيقية من أجل الانطلاق بالإصلاحات الجذرية المهمة.
ودعا رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي إلى أن يكون أكثر صبرًا على إخوته من السياسيين، وأكثر إقدامًا في إجراء الإصلاحات الجذرية الفعالة، وأكثر تواصلًا؛ كي يشرح سياساته ويوضح خطواته ويفسر رؤيته وبرنامج عمله، عادًَا التواصل "الأساس لبناء فهم مشترك".
واتهم، أياد خفية مختلفة بمحاولة تجير الاحتجاجات الشرعية التي شهدتها أغلب المحافظات لمصالحها السياسية الضيقة، واستخدمها في تصفية خصومها، وتوجيهها ضد التيار الإسلامي خصوصًا، والنيل منه، وتحميله ضريبة كل الإخفاقات والتراجعات والأزمات التي أصابت العراق، منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة، والنيل من رموزه الإسلامية، مؤكدًا أنّ الشعب لن تنطلي عليه هذه الممارسات، وسيكتشف الجهات التي تقف وراءها ونوايا وخلفيات من يروج لها والأهداف التي تختبئ خلفها.
وتابع، أنّ التيار الإسلامي لم يشارك في السلطة؛ إلا خلال الأعوام العشرة الأخيرة التي كان فيها جزءا من عملية سياسية متنوعة، ولم يتجاوز وجودهم فيها نصف أعضاء الحكومات، موضحًا أنّ هناك قوى دولية وإقليمية كانت فاعلة وحاضرة على الساحة العراقية، وكان لتدخلها وإراداتها المتقاطعة حصة كبيرة من الوصول إلى حالات من الإخفاق والفشل.
وحمل التيارات الإسلامية مسؤولية عدم تقديمهم نماذج كافية من شخصيات قيادية متمكنة في إدارة الدولة، ووضع الخطط الصحيحة، وعدم اتفاقهم على مشروع موحد لبناء الدولة، وعدم إنشاء مؤسسات سياسية داخل أحزابهم وتياراتهم قادرة على إنتاج جيل سياسي متمكن من أدوات السلطة وإدارة الدولة، مشددًا على أنّ التيارات الإسلامية مع ذلك لا يتحملون وحدهم أوجه الفشل والإخفاق.
ووجه الشباب العراقيين المهاجرين إلى التمسك بوطنهم والعمل على مشروعهم والتقديم لأنفسهم والتشبث بالأمل والوطن، وعدم التراجع في اللحظات الأخيرة المشارفة على النصر، مطالبا بإصلاحات جدية وجذرية وشاملة ومتوازنة ودستورية وجماعية؛ للخروج من الأزمة المالية الخانقة التي تمر بها البلاد.
أرسل تعليقك