بيروت ـ جورج شاهين
واصل الرئيس اللبناني ميشال سليمان، زيارته إلى العاصمة الغانية أكرا، قبل أن يتوجه ظهر الأحد، إلى العاصمة النيجيرية أبوجا، في آخر المحطات في جولته الأفريقية التي شملت السنغال شاطىء العاج وغانا، في جولة هي الأولى لرئيس لبناني .
ووضع سليمان قبل ظهر الأحد، سلسلة أكاليل على أضرحة الرؤساء الغانيين منهم الرئيس المؤسس للدولة موسولوم كواني، والرئيس السابق ميلس بارك طومب اوف، قبل أن ينتقل إلى مقر وزارة الدفاع ليضع أكاليل من الزهور على النصب التذكاري الذي بنته البعثة الدبلوماسية اللبنانية مع الجالية اللبنانية، تقديرًا لتضحيات الجيش الغاني وخدمته في القوات الدولية، وهو نصب أُقيم تكريمًا للجنرالين اللذين قادا قوات الأمم المتحدة في لبنان مانويال الكسندر آرسكين والجنرال سيت كوفي اوبينغ.
وقد جدد الرئيس سليمان أمام الجالية اللبنانية، أن "الجيش اللبناني هو رمز وحدة الوطن، واستطاع الحفاظ على وحدته في أصعب الاوقات، فيجب تعزيزه ووضع إستراتيجية دفاعية يستفيد الجيش فيها من قدرات المقاومة ريثما يصبح لديه العدة والعتاد ليقوم وحده بالواجب الوطني، وأن أي رئيس لبناني لا يقبل أن تفرض عليه أي دولة رأيها في قانون الانتخاب، وهذا واضح، مع ضرورة تحصين الطائف بقانون انتخاب حديث يعكس تمثيل الشرائح اللبنانية، إننا لن نرسل إلى المغتربين صناديق ملونة بلون المذاهب، وطبعًا هذا الأمر الذي تكلمت عنه يدل إلى مدى أهمية زيارة غانا التي كان يجب أن نزورها ونشكرها على مساهمتها في اليونيفيل منذ 30 عامًا، ولنرى أبنائنا الذين اتوا أجدادهم إلى هذه البلاد، هربًا من الظلم وطلبًا للحرية والعيش الكريم، وأتوجه بالتهنئة لانتخاب الرئيس الغاني الجديد وكان سيزور لبنان ولكنه أجلّ زيارته عند معرفته بحضوري وبعد بضعة أشهر سيزورنا ويتفقد كتيبة بلاده هناك وفي الواقع أنني جئت لأطمئن إلى أوضاعكم وأتباحث مع السلطات الغانية، إضافة إلى توقيع اتفاقات على مستوى العلاقة الموجودة بين البلدين، وكذلك العلاقة مع جنود غانا في اليونيفيل، جئت لأدعم الوجود اللبناني في غانا في وجه المنافسة غير الشريفة التي يتعرضون لها لأنه معروف ان اللبناني يحمل قضية عربية مهمة".
وأضاف سليمان، "لا أحد يصف اللبناني بالإرهاب أو الاستغلال أو الانتهازية، بل على العكس هو تعرّض لصعوبات وخطف والبعض منهم قتل، وهو صمد بشكل كبير وهو يحترم القانون وبخاصة خارج بلاده، يحترم العادات والتقاليد للشعب الأفريقي الطيب، واللبنانيون ساهموا ببناء البلدان التي هاجروا إليها، لذلك قمتم بواجباتكم نحو الدولة اللبنانية، ولكم حق عليها أن تقوم بواجبها تجاهكم، تحفظ حقوقكم، تطور النظام، تحدّث القوانين، تمنع الفساد وتحافظ على الثروة النفطية الجديدة وتشكل لها آليات عمل واستثمارها بسرعة مع الحفاظ عليها لأبنائها وأبناء أبنائها، وأن لا تكون فقط لسدّ الدين، وأنا اعلم أن لديكم قلقًا على لبنان والوضع فيه والحوادث التي تحيط به، الحق معكم، وسبب خروجكم من لبنان كان الاضطرابات فيه وحوله، ومهما حصل حولنا يجب ألا تنتقل المشاكل إلينا ونتقاتل طائفيًا، دفعنا كثيرًا ثمن ديمقراطيتنا، نتمنى الديمقراطية للدول حولنا من دون عنف أو تدخل خارجي، وعندما يصبح هناك حولنا ديمقراطية تتحسن ديمقراطيتنا وتصبح مرتبطة فقط بمصلحة لبنان، ومن أجل ذلك اتخذنا قرارًا في هيئة الحوار وسميناه (إعلان بعبدا)، والحياد عن مشاكل الآخرين، يكفي أن يبقى لبنان هادئًا وآمنًا، ويكون واحة استقرار للجميع، لكن الاضطراب عندنا لا ينفع من حولنا، وأُشير أيضًا إلى أنه في ظل الاختلاط الحاصل اليوم بعد تطور العلم والعولمة يجب تحصين الطائف بقانون انتخاب يمنحه الاستمرارية كي نستطيع الحفاظ على صيغة لبنان الفريدة التي أصبحت مطلوبة، واللبنانيون سبقوا الجميع إلى العولمة، فانطلقوا الى المجتمعات واندمجوا فيها، وألفت إلى أن الحكومة المكسيكية الحالية تضم 6 وزراء من أصل لبناني وهذا أمر مهم جدًا، ومن الضروري تحقيق الإنماء المتوازن، في جميع المناطق كعكار والهرمل كما ينص الطائف، وهذا يتجسد بإقرار قانون اللامركزية الإدارية قريبًا".
وقد شدد الرئيس اللبناني ونظيره الغاني جون دراماني ماهاما، على تمسّك بلديهما بشرعية الأمم المتحدة وبقرارات الشرعيّة الدوليّة وبمبادئ الحريّة والديمقراطيّة وسيادة القانون وحقوق الإنسان، مع الحاجة الملحّة لبدء حوار جدّي بين الحضارات والثقافات والديانات، لمواجهة ما تدفع في اتجاهه بعض الأوضاع والقوى من حالات تصادم وتطرّف وعنف، حيث أثنى سليمان على الدور الأساسي الذي لا تزال تضطلع به غانا على صعيد عمليّات حفظ السلام في العالم، وبخاصة عبر مشاركتها في قوة الامم المتحدة في لبنان "اليونيفيل"، فإنه أكد الاهتمام خاص بأوضاع الجالية اللبنانيّة في غانا ومساهمتها في الحركة الاقتصاديّة والعمرانيّة في البلاد، فيما أكد أن "موضوع قانون الانتخابات هو شأن لبناني داخلي، وأن الجهد يتركز الآن داخل لبنان لإيجاد قانون عصري ديمقراطي ينسجم مع اتفاق الطائف والصيغة الميثاقية التي اعتمدناها منذ زمن في لبنان".
وأشاد الرئيس الغاني بالعلاقات التاريخية الودية التي تربط البلدين، وبالحضور الفاعل للجالية اللبنانية في غانا، مؤكدًا رغبة بلاده في تطوير هذه العلاقات وتقوية أواصرها للارتقاء بها إلى مستويات أعلى.
وقد جاءت تصريحات الرئيسين سليمان وماهاما، في خلال مؤتمر صحافي مشترك عقداه إثر محادثات رسمية، في مستهل زيارة الرئيس اللبناني إلى غانا، حيث تناولت العلاقات بين البلدين وسبل الارتقاء بها الى مستويات أعلى في المجالات كافة، ثم تحول اللقاء الثنائي إلى اجتماع موسع ضم إلى الرئيسين الوفدين الرسميين اللبناني والغاني، تم على إثره توقيع اتفاق إطاري للتعاون في مجال الصحة العامة، والسياحة والزراعة والطرق والنقل، البناء والاسكان، المصارف والتمويل،النفط والغاز،الصناعات الخفيفة والثقيلة والتجارة والدفاع.
أرسل تعليقك