بيروت ـ جورج شاهين
أكد البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أنه لا يمكن القبول بالتمديد للمجلس النيابي لأي مدة كانت، من دون إقرار قانون جديد للانتخابات، بحجة اضطراب الحالة الأمنية والانشغال بأحداث سورية.
وجاءت تصريحات كلام البطريرك الراعي، في قداس الأحد، في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، وبعد الإنجيل المقدس ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان "عمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس".
وقال الراعي في عظته، "تحتفل الكنيسة الأحد بعيد الثالوث الأقدس، الآب الذي خلقنا، والابن الذي افتدانا وخلصنا، والروح القدس الذي يُحيينا ويقدسنا، باسم الثالوث القدوس تبدأ الكنيسة وأبناؤها وبناتها كل عمل وقول ومبادرة، ولمجده تُنهي ما بدأت، ويمارس الأساقفة ومعاونوهم الكهنة خدمتهم المثلثة التي تسلموها من الرسل، أساقفة العهد الجديد، جريًا على التقليد الرسولي، هذه الخدمة المثلثة مسلمة للكنيسة بكلام المسيح الرب في إنجيل اليوم".
وتناول الراعي جولته التي شملت 7 دول من أميركا اللاتينية، هي: الأرجنتين والأورغواي والباراغواي والبرازيل وفنزويلا وكوستا ريكا وكولومبيا، معتبرًا أن "الجالية اللبنانية والمارونية مفخرة للبنان يعتز بها الجميع، والمنتشرون اللبنانيون هم سفراء لبنان الحقيقيون، إلى جانب السفراء الرسميين، إذ عرفوا شعوب بلدانهم، قادة ومسؤولين ومواطنين، على لبنان أنه بلد الفكر المبدع الخلاق، والإرادات الصلبة".
وأضاف البطريرك الماروني، "ما يُؤسف له اليوم، أن العمل السياسي عندنا يُناقض هذا الواقع، فهو يعطل الإنسان اللبناني وقدراته، ويسد بوجهه كل الإمكانات، ويقحمه على هجرة الوطن، وينتزع منه حق المشاركة في شؤون الحياة العامة، لا يمكن بأي شكل من الأشكال القبول بهذه الممارسة التعطيلية لعمل المؤسسات الدستورية والمتسببة بتعقيد الحياة السياسية، وبشل الحركة الاقتصادية والتجارية والسياحية، وبانتزاع الأمل والطموح من قلوب شبيبتنا وأجيالنا الطالعة، ولا يمكن القبول بهذا الإمعان في عدم الاتفاق على قانونٍ انتخابي جديد عادل ومنصف، يرتاح له جميع المواطنين، ويُرضي كل مكونات الوطن، ولا بهذه اللامسؤولية واعتماد كل وسائل التعطيل لتأليف حكومة جديدة تتحمل مسؤولياتها الخطيرة، السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية؛ ولا يمكن القبول بالتمديد للمجلس النيابي لأي مدة كانت من دون إقرار قانون جديد للانتخابات، بحجة اضطراب الحالة الأمنية والانشغال بأحداث سورية، فما معنى أن المجلس النيابي لا يصوت على ما في حوزته من مشاريع قانون للانتخابات، ويقرر في ما بعد التمديد التقني للمجلس، احترامًا لنفسه وللجهود التي بُذلت لوضع مشاريع القوانين بعد العديد من الدراسات والمشاورات، واحترامًا لكرامة الشعب اللبناني الذي هو مصدر السلطات".
أرسل تعليقك