الراعي يؤكد على التمسك بالنظام اللبناني أمام أسلمة المنطقة
آخر تحديث GMT06:23:49
 العرب اليوم -

الراعي يؤكد على التمسك بالنظام اللبناني أمام أسلمة المنطقة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الراعي يؤكد على التمسك بالنظام اللبناني أمام أسلمة المنطقة

بيروت – جورج شاهين

شدد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن "التحدي الأساسي في لبنان اليوم هو إعادة بناء الوحدة الداخليّة"، مؤكداً "أننا بحاجة أكثر فأكثر إلى الشركة والمحبّة لأنّنا نعيشُ في صراعات كثيرة وفي انقسامات سياسيّة عدّة"، مشيراً إلى أن "اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، يعيشًون حياةً اجتماعيّة جيّدة إلاّ أنّ السياسيّة هي التي تتدخّل وتخلق صراعات ونقص في الثقة وهذا ما يؤثّر على الحياة العامّة لأنّ المؤسّسات معطّلة". وأشار في حديث إلى "راديو الفاتيكان" إلى أنه "تمّ تمثيل الطوائف جميعها والجوانب السياسيّة كلّها في تعييني كاردينالاً في روما علامة للمجتمع اللبنانيّ المتماسك، ولكن للأسف، فهذا الأمر يختلف في السياسة". ورأى في هذا الإطار أن لبنان يخضع اليوم "لأزمات المنطقة وتداعياتها الدوليّة وهذا بالإضافة إلى مشاكله الداخليّة". وتطرق إلى "المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة، التي نواجهها بسبب الأزمة السياسية"، معتبراً أن "التحدّي الأصعب يكمن إذًا في الاستمرار والمضي قُدمًا والولادة الجديدة وإعادة بناء وحدة داخليّة ودعم المسيحيّين في الشرق الأوسط عبرَ خلق علاقات أقوى مع المسلمين فنخفّف من حدّة التوتّر الذي يُسبّبه التعصّب والراديكاليّة في المواقف"، واصفاً هذه التحديات بأنها "الأصعب، وعلينا مواجهتها". واستبعد البطريرك الراعي فكرة "دولة لبنان بعيداً عن الدين"، واصفاً الأمر بـ"المستحيل"، شارحاً أن "لبنان يتميز بفصل الدين عن الدولة". وأكد أن المشكلة لا تكمن في "الأحزاب الممثّلة في الحكومة في التمثيل الطائفي للأديان حسب عددها. فنحن نعيش في عالم إسلامي لا يفصلُ الدين عن الدولة: بالنسبة لهم، الدّين هو كلّ شيء. ولبنان في ظلّ هذا الجوّ المؤصّل في الدّين والتيوقراطيّة والإسلاميّة قد استطاعَ أن يقومَ بهذا الفصل"، مشيراً إلى أن "المسلمون اللبنانيّون استطاعوا أن يتخلّوا عن نزعتهم التيوقراطيّة كما استطاعَ المسيحيّون أن يتخلّوا عن العلمانيّة بمعناها الغربي". وشدد على أن "لبنان هو بلدٌ يفصل الدين عن الدولة ويُشارك الجميع في الحياة العامّة وفقًا للتمثيل الطائفي. وهذا أمرٌ لا بأس به، إلاّ أنّ المشكلة هي أنّ السياسة الإقليميّة سياسةٌ إسلاميّة تؤثّر علينا فينقسم اللبنانيّون". وعن النزاع السني- الشيعي في الشرق الأوسط، قال: "تسمعون أن هناك إصلاحات وديمقراطيّة وحروب...كلاّ، فإنّ المشكلة هي نزاع كبير بين السنّة والشيعة على نطاق إقليمي له تأثيرات دوليّة"، معتبراً أن "هذا هو النزاع الذي يشهده لبنان. وحاليًّا، في لبنان النزاع بين الشيعة والسُنّة هو نزاع سياسيّ". ورأى أن لبنان في الشرق الأوسط هو "مثال لا للشرق فقط بل للغرب أيضاً"، مشيراً إلى أن "ففي الشرق حيث يسود الدّين كلّ شيء وينظّم كل شيء: لبنان ليسَ نظامًا دينيًّا بل يحترم الأديان. وبالنسبة إلى الغرب، قد يكون النظام علماني يفصل الدين عن الدولة من دون أن يغضّ النظر عن الله". وشرح أن "الدولة لا تتدخّل أبدًا في المستوى التشريعي بالمسائل الدينيّة أو أمور الزواج أو العلاقات الشخصيّة وهذا عليه أن يُسهّل الحياة الاجتماعيّة ويسمح بتشكيل فُسيفساء جميلة ما لم تتدخّل السياسة في الطوائف". وعبّر عن "تمسّكه بهذا النظام مهما صَعُب الأمر إذ أنّ الشرق الأوسط يتّجهُ اليوم إلى الراديكاليّة الإسلاميّة: وهذا ما يحصل في مصر وسوريا حاليًّا... فيتحدّثون عن الشريعة الإسلاميّة، يريدون أسلمة كلّ شيء"، متسائلاً "لماذا لا نستطيع العيش معًا محترمين بعضنا البعض؟".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الراعي يؤكد على التمسك بالنظام اللبناني أمام أسلمة المنطقة الراعي يؤكد على التمسك بالنظام اللبناني أمام أسلمة المنطقة



GMT 03:16 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع حصيلة الحرب في قطاع غزة إلى 43712 شهيدًا

GMT 04:16 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تؤيد مشروع قرار لمجلس الأمن بوقف اطلاق النار في غزة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab