بيروت ـ جورج شاهين
اعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ان خطوة البابا بينيديكتوس السادس عشر في الإعلان عن استقالته نهاية الشهر الجاري تعبر عن "بلوغه الذروة في مفهوم المسؤولية وفي الشجاعة على ممارستها".
وأضاف "ما أجملها أمثولة لكلِّ صاحب مسؤوليّة في الكنيسة والمجتمع والدولة. إنّ ممارستها شأن متعلّق بضمير المسؤول الذي ينبغي الرجوع إليه باستمرار، لسماع صوت الله في أعماق نفسه، ويسأل ضميره هل يقوم حقّاً بواجباته في تأمين الخير العام، الذي منه خير كلّ واحد وخير الجميع".
وقال الراعي في بيان رسمي صدر، الأربعاء، عن الكرسي البطريركي في بكركي "تسلّمتُ مساء الثلاثاء من يد سيادة السفير البابوي المطران Gabriele Caccia النصّ الرسمي لإعلان قداسة البابا بندكتوس السادس عشر عن عزمه على الاستقالة من "خدمته كأسقف روما، خليفة القديس بطرس، التي أُوكلت إليه بأيدي الكرادلة في 19 نيسان/ أبريل 2005، بحيث يصبح كرسي روما، كرسي بطرس، شاغراً ابتداءً من 28 شباط/ فبراير 2013، في الساعة الثامنة مساء (بتوقيت روما)".
وتابع "هذا الإعلان الذي فاجأ العالم كلّه يترك في القلوب صدمة إيجابيّة وقدوة مثاليّة، بكونه فعل إيمان كبير وشجاع ومخلص في "سنة الإيمان" التي سبق وافتتحها قداسة البابا في 11 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012. وكأنّي به يعطي أمثولة عظيمة للعالم كلّه عن أنّ الإيمان فعل حبّ كبير للمسيح وكنيسته، وفعل تسليم مطلق لإرادة الله، وفعل تجرّد عميق من الذات وتواضع".
واضاف "إنّ الأب الأقدس، بإعلانه هذا، بلغ الذروة في مفهوم المسؤولية وفي الشجاعة على ممارستها. فقد قال: "إنّ قراري ذا أهمية كبيرة لحياة الكنيسة ... لأنّ إدارة سفينة القديس بطرس وإعلان الإنجيل يقتضيان حيويّة الجسد والروح. هذه القدرة تناقصت فيّ، في هذه الأيّام الأخيرة، بحيث أنّي أعتبر نفسي غير قادر على حسن القيام بالخدمة التي أوكلت إليّ".
وقال الراعي "إلى قداسة البابا بندكتوس السادس عشر نرفع شكرنا البنوي ومحبتنا الكبيرة له مع صلاتنا الدائمة، لا سيّما أنّه خصّ لبنان من أيلول إلى اليوم بثلاث مبادرات كبيرة دلّت على محبّته العظيمة للبنان وتطلّعاته إلى ما له من رسالة ودور في الشَّرق الأوسط، وهي زيارته الراعوية للبنان، وتوقيع الإرشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة" في الفترة من 14إلى 16 أيلول/ سبتمبر 2012.
و اعتبر ان تكليف شبيبة لبنان إعداد تأمّلات مراحل درب الصليب التي يحتفل بها قداسة البابا في ساحة الكوليزي بروما، ليل الجمعة العظيمة 29 آذار/ مارس 2013، مبادلة منه لشباب لبنان على لقاء بكركي في 15 ايلول/ سبتمبر 2012 الذي ترك في قلبه أثراً كبيرا
وكان البابا منح البطريرك الماروني رتبة الكردينالية لمزيد من الدفع في خدمته البطريركية على مستوى الكنيسة الجامعة في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012.
أرسل تعليقك