بيروت ـ جورج شاهين
وصل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى الأرجنتين في زيارة راعوية تشمل عدة بلدان في أميركا الجنوبية هي الأرجنتين، البرازيل، الأورغواي، البرغواي، كوستاريكا، فنزويلا وكولومبيا وهي تقع ضمن ثلاث أبرشيات مارونية هي سيدة شهداء لبنان في المكسيك وسيدة لبنان في البرازيل ومار شربل في الأرجنتين.
ويرافق النائب البطريركي العام المطران بولس صياح ومدير مكتب الإعلام والبروتوكول في بكركي وليد غياض، وتبدأ الزيارة بالاجتماع السنوي لمطارنة الانتشار والرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، في القارتين الأميركية والأوروبية لمدة ثلاثة أيام وغايته تنسيق العمل الراعوي والرسالي والليتورجي في أبرشيات الانتشار، والتداول بشأن إرسال كهنة ورهبان إلى بلدان في أميركا الجنوبية والوسطى حيث توجد الجاليات المارونية.
ويتخلل الزيارة إضافة إلى اللقاءات الراعوية والوطنية والمسكونية لقاءات رسمية مع رؤساء جمهوريات ومسؤولين سياسيين وحكام ولايات لعرض العلاقات الثنائية وأوضاع اللبنانيين عمومًا والموارنة خصوصًا ودورهم في هذه البلدان، إضافة إلى تمتين العلاقات بينهم وبين وطنهم الأم لبنان.
وكان في استقبال الراعي في مطار بوينوس أيرس، وزير الصحة الأرجنتيني اللبناني الأصل الدكتور خوان منصور، السفير البابوي المطران اميل بول تشريغ، سفير لبنان في الأرجنتين انطونيو عنداري وأركان السفارة، راعي الأبرشية المطران شربل مرعي، المطران سلوان موسي مطران الروم الارثوذكس في الارجنتين، وعدد من الكهنة والرهبان وحشد كبير من أبناء الجالية اللبنانية.
وتوجه الجميع من المطار إلى كنيسة مار مارون - بيونس ايرس حيث رفع فضيلته صلاة الشكر ثم جال على المركز الراعوي للرسالة المارونية ومدرستها التي يرأسها الأب فيليب الخازن من جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة.
وكان الكردينال الراعي وقبيل مغادرته باريس بعد زيارة راعوية ورسمية، قد توّجه من السفارة اللبنانية في باريس، خلال حفل الاستقبال الذي أقامه سفير لبنان بطرس عساكر، بتحية شكر إلى الرئيس الفرنسي السيد فرنسوا هولاند الذي أبدى اهتمامًا كبيرًا ودقيقًا بتفاصيل الوضع في لبنان والمنطقة".
وأضاف نيافته: " لقد لمست قلقه ورغبته في المزيد من الاطلاع على الوضع ولديه رؤيته وموقفه الواضح حيال كل الأمور كما شعرت بحرارة استقباله ومقاربته لقضايا لبنان، كما توجه البطريرك الراعي بالتحية أيضاً إلى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي أعرب عن اهتمامه الكبير وحرصه على حفظ دور لبنان في المنطقة مبديًا قلقه حول تداعيات النزوح السوري إلى لبنان على المستويات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية، وأشار إلى اهتمام الدبلوماسية الفرنسية بترسيخ السلام في المنطقة.
كما توجه الراعي بالتحية إلى رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، وأعرب عن أمله وجميع اللبنانيين، أن يتم تأليف حكومة جديدة في أسرع وقت ممكن، وإلى وضع قانون انتخاب جديد بالتوافق بين الجميع وإجراء الانتخابات النيابية على أساسه.
وجدد البطريرك الراعي التأكيد على دعوة لبنان التاريخية التي تناولها بفصل خاص في رسالته الراعوية الثانية "إيمان وشهادة"، وقال: " نحن ندرك اليوم أكثر من أي وقت مضى أن للبنان رسالة للشرق الاوسط وأنا أؤمن إيمانًا كبيراً أن الربيع العربي يمر عبر ربيع لبنان والربيع المسيحي، لأن المسيحيين في الشرق طبعوا بلدانه بحضارتهم وبثقافتهم، ويؤسفنا أن يكون هذا التراث الكبير المسيحي - الاسلامي الذي بني في العالم العربي معرضًا اليوم للهدم.
وأضاف: " نحن نجدد إيماننا بتشبثنا بحضورنا المسيحي في الشرق وبعيشنا مع إخوتنا المسلمين الذين تكاملنا معهم في تكوين هويتنا المشتركة في لبنان وبلدان الشرق الاوسط وبنينا معًا حضارة غنية، هناك اليوم من يريد أن يمحوها وأن يكسرها، وهذا ما يجعلنا نجدد إيماننا أكثر فأكثر بدعوة لبنان التاريخية ليكون هذا الوطن نموذجًا ومثالاً للعيش معًا في الشرق والغرب.
أرسل تعليقك