صنعاء - العرب اليوم
عمت حالة من الرعب والذعر في صفوف المتمردين "الحوثيين"، وحليفهم الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، بعد التقدم الكبير للثوار منذ أوائل تموز/يوليو، والانتصارات الأخيرة التي حققتها القوات الموالية للشرعية في جنوب اليمن.
وكشفت مصادر إخبارية أن قوات "الحوثي" باتت تعيش حالة من القلق، بعد تواتر الأنباء التي تؤكد أن المقاومة الشعبية باتت على مسافة 100 كيلو متر من العاصمة، الأمر الذي سبب إرباكا وسط الانقلابيين.
ووجه وزير داخلية التمرد "الحوثي"، جلال الرويشان، الذي كان الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي أقاله من منصبه، بـ "رفع الجاهزية القتالية"، في مؤشر على حالة القلق التي ظهرت أيضا في حملة خطف طالت ناشطين سياسيين، بعضهم نساء. أكدت مصادر موثوقة أن الكثير من قيادات التمرد غادرت العاصمة صنعاء بالفعل إلى مواطنها الأصلية، بينما فضل بعضهم إرسال عائلاتهم إلى خارج اليمن.
وجرى نشر قوات كبيرة من المجموعات في شوارع العاصمة، حيث فرضت حظر التجوال في الشوارع منذ الثامنة مساء وحتى صباح اليوم التالي، في مؤشر يؤكد حالة الترقب التي يعيشها المتطرفون.
ويسود القلق وسط سكان العاصمة، الذين سارعوا إلى شراء كميات كبيرة من المواد الغذائية وتخزينها في منازلهم، تحسبا لما ستحمله الأيام المقبلة من أحداث، كما بدأوا في التبرم والضيق من التضييق الذي يمارسه المتطرفون، وتعطيل الحركة في الشوارع، بدعوى "الضرورات الأمنية".
كما تسببت المواجهات المسلحة التي دارت خلال الفترة الأخيرة بين عناصر المقاومة الشعبية والمتمردين الحوثيين في مديرية أرحب التي تقع شمال العاصمة في إشعار السكان بأن كتائب المقاومة باتت تطرق أبواب مدينتهم.
لاسيما بعد ما تردد أمس عن سقوط 14 حوثيا وإصابة 19 آخرين في مواجهات بين الجانبين.
وتحمل تلك المواجهات رسالة ضمنية للمتمردين وحليفهم المخلوع، صالح، بأن ساعة الحسم اقتربت، وأن استعادة صنعاء من قوى التمرد باتت مسألة أيام معدودة.
ومما يزيد من رعب الحوثيين من التطورات المتوقعة في صنعاء، التحركات التي قامت بها العديد من الشخصيات القبلية المؤثرة التي تسيطر على المنطقة المحيطة بالعاصمة، بهدف تقديم أنواع الدعم كافة للمقاومة، ومنع دخول التعزيزات للانقلابيين، لاسيما في ظل تبرم تلك القيادات مما وصلت إليه الأوضاع في اليمن منذ اجتياح التمرد للعاصمة في الحادي والعشرين من أيلول/ سبتمبر من العام المنصرم، والأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعاني منها غالبية الشعب.
أرسل تعليقك